خالد عبدالمنعم
فاجأت محطة «ام تي في» الإعلام اللبناني بحصولها على “سكوب” نقل المباشر من جرود عرسال لمسار الإفراج عن العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى جبهة النصرة، وبدأت التخمينات والتكهنات فى كيفية الطريقة التي دخلت بها القناة إلى جرود عرسال، بل والتحدّث بشكل مباشرة مع العسكريين وعناصر جبهة النصرة في خلال العملية الإفراجية.
تغطية أثارت الرأي العام اللبناني والإعلامي على وجه الخصوص، حيث كتب الإعلامي بقناة «أم تي في»، عبدو الحلو، عبر حسابه على فيسبوك قائلًا: مبروك للـ (ام تي في) أصبحت من جماعة جبهة النصرة جنبًا إلى جنب مع قناة الجزيرة، ومبروك لجبهة النصرة أصبح لديهم تلفزيون محلي ناطق باسمهم.
وتعتبر قناة (ام تي في) مدعومة من السعودية، بحسب تقارير ويكليكس لتحركات جبهة النصرة، مما دفع إلى الشكوك حول دور السعودية في العبث بالإعلام العربي، فالانتقادات التي وجهت ضد قناة (ام تي في)، كانت على خلفية تغطيتها عملية التبادل من نقطة تجمع عناصر النصرة، خصوصًا بعد أن أصرّت الجبهة على منع باقي المحطات التلفزيونية من التوجه إلى المكان.
وقبل أيام قامت السعودية بغلق قناة «المنار» على قمر العربسات وقبلها «الميادين»، وتعد القناتان من أهم القنوات الناقلة لصوت المقاومة الفلسطينية والمقاومات التي تسعى من التحرر من قيود الدول المستكبرة على مستوى العالم.
لم تمض أيام على إغلاق منبر المقاومة «المنار» على العربسات التي يطل من خلالها أمين عام حزب الله حسن نصر الله على جمهوره، المعادي للكيان الصهيوني، حتى سمعنا عن سعي ثلاث قنوات تتخذ من عربسات السعودي ملاذًا لها لمقابلة زعيم جبهة النصرة الإرهابية أبو محمد الجولاني، وأعلن الإعلامي موسي العمر مقدم برنامج «المسار السوري» على شاشة الغد العربي، عبر صفحته الرسمية على تويتر، أن أول مؤتمر صحفي لزعيم جبهة النصرة خص به قناة الغد العربي والجزيرة وأورينت نيوز، موضحًا أن اللقاء سيذاع قريبًا.
وكشف الإعلامي، موسى العمر، أن وقائع المؤتمر الصحفي تتلخص في الحديث عن عشرة محاور مهمّة، وهي مؤتمر الرياض، الوضع الميداني، فك الإرتباط بالقاعدة، حقيقة العلاقة مع بعض الدول، مصادر التمويل، ملف الأسرى، الموقف من المنطقة الآمنة، العلاقة بالفصائل الأخرى، حقيقة التجاوزات في ملف المعتقلين، بجانب ملف الهدن بالغوطة والفوعة والزبداني.
التوقف عند الإطلالات الإرهابية على القنوات العربية مهم للغاية، فجزء كبير منها يلمع هذه التنظيمات، فجبهة النصرة اعتبرها كثيرون أنها الرابح الأكبر من صفقة تبادل العسكريين اللبنانيين المختطفين، وتمثل ذلك في الصورة الإعلامية التي حاولت النصرة تقديم نفسها من خلالها على أنها طرف قوي على الأرض يملك نظرة ورؤية سياسية، فالنصرة اختطفت الصورة الإعلامية وحاولت التشويش على فكرة أنها جزء من تنظيم القاعدة والظهور بمظهر تدعي فيه أنها فصيل سوري على الرغم من مبايعتها القاعدة، كما حاولت الصورة الإعلامية الترويج لجبهة النصرة على أنها كيان سياسي يفاوض ويقدم التنازلات في محاولة لمحو صورتها كتنظيم إرهابي.
ويبدو أن السعودية تحاول اللعب في الوقت الضائع لتلميع الحركات الإرهابية عن طريق التعاطي مع هذه الحركات والترويج بأن ظهورها على الإعلام ومحاورتها أمر عادي، وكان وضع هذه المنظمات على قوائم الإرهاب لم يكن بالأساس بالرغم من الإجماع الدولي والعربي على إرهابية هذه المنظمات.
هل تحاول السعودية التعامل مع جبهة النصرة على أساس استيعاب هذه الجبهة واحتوائها والتعتيم على خلفيتها القاعدية من خلال إغلاق القنوات المعادية لداعش وجبهة النصرة والترويج لهذه المنظمات عبر القنوات التابعة لها بصورة مباشرة أغير مباشرة، من أجل استغلال هذه التنظيمات المتسقة مع فكر المملكة الوهابي لتنفيذ أهدافها في سوريا وخاصة بعدما قالت صحيفة «الشرق الأوسط السعودية» إن مصادر كشفت إدراج سبع فصائل مسلحة سورية على قوائم الإرهاب في مؤتمر الأردن، وذكرت منها تنظيمي جبهة النصرة (القاعدة في بلاد الشام) وجند الأقصى وتنظيم داعش، مضيفةً أنها أبرز الفصائل التي تنطبق عليها المعايير؟.
نقلا/عن البديل المصري
Next Post