اليوم العالمي لحقوق الإنسان 2015 اليمن إلى أين؟

عبدالرحمن علي الزبيب

احتفل العالم بما فيه وطننا الحبيب اليمن السعيد يوم الخميس الموافق 10/ديسمبر /2015م بذكرى إطلاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي اعتمد ونشر على الملأ بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 217 ألف (د – 3) المؤرخ في 10 ديسمبر 1948.
وفي عام 1950، اعتمدت الجمعية العامة القرار 423 (د – 5) باعتبار يوم العاشر من ديسمبر من كل عام اليوم العالمي لحقوق الإنسان ودعت فيه جميع الدول والمنظمات المعنية للاحتفال بـ10 ديسمبر سنويا .
وفي كل عام هناك شعار وحملة تقوم الأمم المتحدة بإطلاقه للتأكيد على حقوق الإنسان وكان شعار احتفالية عامنا هذا 2015م لليوم العالمي لحقوق الإنسان هو “حقوقنا وحرياتنا دائما” – حرية التعبير وحرية العبادة وحرية التحرر من العوز وحرية التحرر من الخوف. والذي ستستمر الحملة لمدة عام ابتداءً من تاريخ العاشر من ديسمبر 2015م.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كان هو الطفاية الحقيقية للحرب العالمية الثانية الذي أكد على حقوق الإنسان دون تمييز للجميع مما أطفأ ذلك نار ومشاعر الكراهية والانتقام  التي كانت بين أطراف الصراع العالمي . باعتبار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو المظلة والنواة الدولية لحقوق الإنسان والضامن الحقيقي لتلك الحقوق باعتباره مبدأ إنسانياً راقياً أكد على حقوق الإنسان الأساسية للجميع دون تمييز وبذلك ضمن الجميع حياة كريمة وعادلة وحرة وهي الأمل الذي تنفس سكان الأرض عبقه في عام 1948م بعد أن كادت أن تختنق بدخان البارود .
وبالرغم من مرور تلك السنوات والعقود من تاريخ 1948م تاريخ إطلاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وحتى عامنا هذا 2015م ما زال المواطن اليمني يسأل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي هل اليمن جزء من المجتمع الدولي ؟ هل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان- بما يحتويه من مبادئ إنسانية استقر عليها المجتمع الدولي – واجب التطبيق والنفاذ في اليمن ؟
نحتفل باليوم العالمي لحقوق الإنسان في اليمن وأرض اليمن من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب مخضبة بالدماء ممزوجة بأطلال الدمار ورائحة البارود رائحة الموت للجميع .
كل يوم في وطني الحبيب اليمن نستيقظ على فاجعة وانتهاك لحقوق الإنسان في عدن, صنعاء, صعدة, حضرموت, عمران, شبوة, الحديدة, أبين، إب, تعز, الضالع, ذمار, المحويت, حجه, لحج, مأرب, المهرة, الجوف .
جميع أجزاء وطني الحبيب تنزف دماء زكيه  هي دماء الإنسان.
نعم اليمن تعيش وضعاً مأساوياً وخطيراً في ظل انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان الجميع يندد, يشجب, يستنكر, ولكن دون اي تجاوب .
فقط إعادة الاعتبار للإعلان العالمي وتطبيق مبادئه الإنسانية هو المخرج الوحيد الذي ستتوقف فيه جميع انتهاكات حقوق الإنسان .
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو الترياق الناجع لكل مشاكل اليمن.
اليمن ليس مبانٍ وجبال وبحار فقط, اليمن هو الإنسان ولا إنسانية دون كرامة ودون عدالة ودون مساواة .
حقوق الإنسان في اليمن هي السبب الحقيقي لاندلاع الحروب وهي في نفس الوقت الطفاية المناسبة لإطفاء نار الحرب .
انتهاك حقوق الإنسان هي شرارة الحرب وإيقاف ذلك الانتهاك هي قطرات الماء العذب الذي ستطفئها .
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المكون من ثلاثين مادة ومسبوق بديباجة أكدت على أربعة أساسيات لحقوق الإنسان هي ( المساواة – الحرية – العدل – السلام ).
لم تخرج حقوق الإنسان الموضحة في تفاصيل الثلاثين المادة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان عن تلك الاسس الأربع بالتأكيد على حقوق الإنسان باعتباره إنساناً دون تمييز .
وفي الأخير :
أرجوا وآمل وأتضرع إلى ربنا خالق الأكوان أن تكون هذه المناسبة ليس فقط اليوم العالمي لحقوق الإنسان بل أيضاً يوم إعلان وقف العدوان على اليمن, وقف الانتهاكات البشعة لحقوق الإنسان في اليمن .
نتمنى ذلك وندعو ربنا وخالقنا ونخاطب أيضا الضمير الإنساني العالمي أن في اليمن كائن حي اسمه الإنسان .

قد يعجبك ايضا