على نفسها جنت براقش
قدرية الجفري
إن التصرف التي اتبعته تركيا بإسقاط الطائرة الروسية سوخوي 24 لن يمر مرور الكرام لأنه يعتبره تحدياً لروسياً في مكافحة الارهاب الذي تدعمه تركيا في سوريا وأن الدخول الروسي إلى سوريا قد أزعج تركيا مما جعلها تستورد مضادات روسية أوكرانية لاستخدامها ضد سلاح الجو الروسي في سوريا.
ونتيجة لذلك اتخذت القيادة الروسية خطوات عملية رداً على إسقاط تركيا مقاتلتها فوق الأراضي السورية وأنها ستتعامل مع الحادثة بكل جدية وسوف تستخدم الوسائل المتاحة لضمان أمنها وستنشر أنظمة دفاع إس – 400 مضادة للصواريخ في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية السورية لفرض الحظر الجوي فوق سماء سوريا استكمالا للتدابير التي أعلنت عنها هيئة أركان القوات الروسية, وذلك بإرسال الطراد “موسكفا” التابع للأسطول الروسي والمجهز بمضادات أرضية وتخصيص مطاردات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية من الآن وصاعداً, ومن عمل الطراد موسكفا والموجود قبالة سواحل اللاذقية مستعد للتدمير لأي هدف يمثل خطراً على القوات الروسية في سوريا.
وتعتبر منظومة إس 400 الأكثر خطورة في العالم وهي قادرة على التصدي لجميع أنواع الطائرات الحربية بما فيها طائرة الشبح الشهيرة, كما تستطيع اعتراض الصواريخ المجنحة وتدميرها أيضاً, وتسمى هذه المنظومة تريؤومف الثلاثية خلافاً لسابقتها إس 300 بي إم بقدرتها على تدمير كافة أنواع الأهداف الجوية, بما في ذلك الصواريخ المجنحة التي تحلق بمحاذاة سطح القمر والطائرات صغيرة الحجم من دون طيار وحتى رؤوس مدمرة للصواريخ السائرة بالمسار الباليستي بسرعة 5000 متر في الثانية.
فموسكو تربطها علاقة قديمة منذ أكثر من نصف قرن بتركيا ومنذ إنهاء الامبراطورية العثمانية وإلى اليوم وتعتبر تركيا موسكو المورد الأساسي للغاز الروسي والتجارة الاقتصادية الثقيلة.
وبهذا الخوف المتعمد سوف تخسر تركيا أردوغان السوق الروسية وغيرها, وصحيح أنها دولة ناتو ومقر الأطلسي نحو الشرق الأوسط لقاعدة انجرليك الأطلسية المرابطة في تركيا وأي تطور للانتهاكات الروسية سوف يطور الموقف العسكري في المنطقة ولن تستفيد تركيا جراء ذلك كما تستفيد أمريكا وأصدقاؤها في المنطقة, والذي سيؤدي في النهاية إلى الاستغناء عن خدمات أردوغان, وبذلك لن يفيد الندم في النهاية, وعلى نفسها جنت براقش, وإن غداً لناظره قريب.