تحقيق/أحمد السعيدي
“عاصمة الثقافة” أصبحت اليوم مسرحاً لنشاط التنظيمات الإرهابية حيث تعيش وضعاً مؤلماً يهدد حياة سكانها من تحكم تلك المليشيات الإرهابية على حياة المواطن في هذه المحافظة التي تشهد اقتتالاً داخلياً أشعلته الجماعات الإرهابية، وقد أعلن “تنظيم القاعدة” في وقت سابق عبر مقاطع فيديو تواجده في المحافظة وقبله أعلن ما يسمى أنصار العقيدة وداعش وأنصار الشريعة لتصبح المحافظة وما يجري فيها مشهداً مكرراً ومصغراً لما يحدث في سوريا وانتقل محلياً إلى بعض المحافظات والمدن اليمنية والتي تعمل لصالح وتحت إشراف ودعم تحالف العدوان على اليمن الذي تقوده المملكة السعودية.
حول ما يتردد من نفي وانكار لتواجد الجماعات الإرهابية في محافظة تعز والتسجيل الموثق الذي بثته الجماعة بخصوص تواجدها في تعز تحدث الدكتور /عبدالله الشمسي – جامعة تعز بالقول: إن التسجيل الذي بثه تنظيم القاعدة حمل دلالات كبرى وجلية لا تدع مجالاً للشك إزاء تواجد هذه المليشيات في المدينة بل أن مقطع الفيديو الذي مدته 16دقيقة وعرضته قناتهم الرسمية على الانترنت قد سبقه بث مجموعة صور لهذا التنظيم وشعاراته في أروقة وزقاقات المحافظة ويعتبر ذلك التسجيل والذي يظهر فيه ملثمون يطوفون منطقة الجحملية بالذات رافعين شعاراتهم ويضعوها على الجدران وعلى أسلحتهم الشخصية ويتنقلون بين منازل المواطنين منتهكين حرماتها بعد أن أصبحت المنطقة مهجورة ومدينة أشباح لهؤلاء الملثمين، ذلك الفيديو هو إعلان رسمي للجماعة أو التنظيم يؤكد تواجد عناصره في المدينة وخوضهم حرباً عبثية ضد الجيش واللجان الشعبية وجميع من خالف شريعتهم وحتى من التنظيمات القريبة منهم الأخرى.
ولعل ما يؤكد انتشارهم في المحافظة هم أبطال الجيش واللجان الشعبية المتواجدون في ميادين المواجهات.
نشر الفوضى
ومن جانبه قال الملازم عارف أحمد صلاح اللواء 315: نواجه في محافظة تعز عدة ميليشيات جميعها تسعى لزعزعة الأمن والاستقرار ونشر الفوضى في المحافظة وقد شهدنا في المدينة مؤخراً مواجهات مسلحة فيما بينها فهناك مليشيات مختلفة مثل مليشيات حمود المخلافي إضافة إلى مسلحي تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة وأنصار العقيدة وداعش وغيرها من المليشيات.
وحول ما إذا كان الجيش واللجان الشعبية يواجهون ما يسمى تنظيم القاعدة المدعوم من تحالف العدوان بشكل مباشر في المحافظة, يقول الملازم صلاح: لقد أثبتنا تواجد تنظيم القاعدة في محافظة تعز عندما تمكن الجيش واللجان الشعبية من قتل القيادي في التنظيم يوسف البكاري والملقب بأبي الخطاب في مواجهات في منطقة الضباب ويعد البكاري من أخطر قيادات التنظيم في محافظة تعز.
اقتحام المنازل
المواطنون بتعز أبدوا إنزعاجهم واستيائ هم من تواجد وانتشار مثل هذه التنظيمات الإرهابية بالمحافظة حيث يقول: المواطن فتحي الأموي منطقة الحصب: أقتحم مسلحون ملثمون منزلي ودكاني الذي اقتات منه لقمة العيش وقاموا بطبع شعارات تنظيم القاعدة على جدران الدكان والمنزل الذي أسكن فيه بمفردي بعد أن نزحت أسرتي إلى محافظة مجاورة وليس منزلي فقط اقتحمه مسلحو أنصار الشريعة بل عدة منازل في الحي الذي اسكن فيه قاموا باقتحامها.
أما المواطن المسن رائد طربوش فيوصف لحظة انتشار مسلحي انصار الشريعة بمنطقة الجحملية التي كان يعيش فيها بالقول:
في البداية أعطانا المسلحون الأمان وعدم التعرض لنا بعدها منعونا من الخروج من منازلنا ابتداء من الس اعة السادسة ليلاً وحتى السادسة فجراً وفي نهاية الأمر اقتحموا منازلنا وأجبرونا على أحد خيارين إما أن نخرج معهم لقتال “الروافض” كما يقولون أو ترك المنازل لـ”المجاهدين” الذين سيقومون بقتالهم.
مواجهات مدمرة
وبدوره أكد نوري العبسي منطقة بير باشا أن مليشيات “انصار العقيدة” ومسلحي “المقاومة” تمركزوا في الحي الذي يسكن فيه فلم يتفقوا ونشبت بينهم مواجهات طويلة تضرر منها أبناء الحي وممتلكاتهم وانتهت هذه المواجهات بانسحاب “المقاومة” بعد مواجهات شديدة وعنيفة بينهم وبين الجيش واللجان الشعبية فلحق بمعظم منازل هذا الحي الخراب والدمار جراء انتشار الجماعات الإرهابية في الحي وإشعالها الحرب فيه.
قتل وتنكيل
وللوقوف حول الوضع الإنساني والمعيشي الذي تعيشه المحافظة جراء انتشار هذه التنظيمات الإرهابية وأيضا أين وصل الجيش واللجان الشعبية في تطهير المحافظة من هذه المليشيات ..، تحدث الدكتور عرفات الرميمة قائلاً:
في البداية لا بد أن أقول إن موافقة الجيش واللجان الشعبية سابقا على تسليم المحافظة للسلطة المحلية عبر اتفاق يقضي بإزالة المظاهر المسلحة في المدينة كان قراراً خاطئاً كون الطرف الآخر كعادته خلف بوعده وحدث ما حدث من قتل وسحل وتنكيل.
ولكن ولله الحمد استطاع الجيش واللجان الشعبية الأيام الماضية السيطرة على كل مداخل المدينة بالكامل وأخيراً مدخل مدينة المسراخ والاستيلاء على المعسكر الخاص بتدريب الدواعش وبالتالي تم قطع الطريق الأخير الذي يربط تعز بمحافظة لحج مما يعني قطع شرايين الإمداد لهم فالجيش يتحرك بخطة محكمة جداً.
أما بالنسبة للوضع الإنساني الذي تعيشه المدينة في ظل تواجد هذه المليشيات الإرهابية فهو وضع سيئ للغاية أشبه بالموت وصار من الضروري التدخل لتخليص المواطنين من هذه المليشيات التي جثمت على صدورهم لفترات طويلة.