القتل وسفك الدماء والتنكيل بالجثث بطريقة وحشية، جريمة وهمجية دخيلة على مجتمعنا وعلى أبناء الإسلام، دين الوسطية والاعتدال وكارثة تنذر بمآس إنسانية واسعة لها أبعادها المستقبلية وخطورتها المستهدفة على النسيج الاجتماعي والأخوة الإسلامية.
لقاءات/ أسماء حيدر البزاز
العلامة إبراهيم العلفي يقول في مستهل حديثه: للأسف إسلامنا اليوم ينزف بنزيف أبنائه الذين جعلوا للفتنة طريقاً وسبيلا لشرخ وحدتهم وصفهم واذعنوا لأعداء هذه الأمة التي تكالبوا عليها كما تتكالب الذئاب على قصعتها، إننا نعيش حالة مأساوية اليوم بما وصل إليه حال أبناء جلدتنا وهم يبطشون بعضهم بعضاً ويقتلون ويتوحشون في ذبحهم وقتالهم وعدائهم وما حصل مؤخراً من سحل مواطن في عدن وقبله مواطنين في تعز وشواهد حية هنا وهناك بالعشرات مجازر يندى لها الجبين كيف غدت الاخوة اليوم على مذبح التنكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
المنهج القويم
من جهته تساءل العلامة عبدالله زيد بالقول: هل يدرك هؤلاء ويعلم حرمة المسلم ودمه وعرضه وماله .. بأي دليل وبأي منهج يقدمون على ذبح بعضهم والتنكيل بجثثهم والاعتداء على أموالهم لا لشيء إلا لخلافات دنيوية وتنفيذاً لأجندات خارجية ومطامع من شأنها تذهب بالبلاد إلى الهاوية.
وأضاف مستدلاً بقوله صلى الله عليه وآله وسلم (والذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل ولا يدري المقتول على أي شيء قتل) وقوله (إن بين يدي الساعة لهرجا، فقالوا يارسول الله ما الهرج قال القتل، فقال بعض المسلمين يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته، فقال بعض القوم يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم).
لم الشمل
وختم حديثه بالقول: فاتقوا الله يا عباد الله اتقوا شر هذه الفتن وأصلحوا بين أخويكم وابحثوا عما يلم الشمل ويخدم مصلحة الدين والوطن وغير ذلك فأنتم هالكون لا محالة .. (من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه).
تنديدات واسعة
من جانبه يقول فؤاد الصياد من وزارة الأوقاف: لا يجوز التنكيل بالجثث بأي حال من الأحوال وهذه الممارسات والتصرفات البشعة والهمجية ليست من الدين ولا تمت إليه بأي صلة وهي في واقع الحال ظاهرة دخيلة على مجتمعاتنا وتؤدي إلى المزيد من الكراهية والعنصرية والتمييز داخل المجتمع وتحدث انشقاق في جدار البناء اليمني الواحد والجميع بالتأكيد يستنكر مثل هذه الأعمال التي تسيء للمجتمع ولهذا الدين الحنيف وتجهض كل مساعي الحب والعفو والتسامح بين أبناء هذا الوطن وتعيق مسائل الوفاق والاتفاق .. نسأل الله أن يحفظ اليمن وأهله من هذه الفتنة وهو السميع المجيب .. ومثل هذه الأفعال تولد أيضاً الانتقام والخصومة بين مختلف شرائح المجتمع اليمني.
وندعو إلى تقدم ندوات ومحاضرات لتجريم مثل هذه الانتهاكات وأن يدلي العلماء والفقهاء والباحثون في قضايا الناس والمجتمع وحقوق الإنسان والمنظمات الإنسانية بهذا الشأن.
صحوة إيمانية
ودعت الداعية خديجة مروان السمدي ضرورة الابتعاد عن الخطابات التحريضية والدعوات الطائفية وفتاوى التكفير بغير حق والعصبية المذمومة, وأن يراعي الخطاب الإعلامي مسؤوليته الدينية والوطنية والإنسانية أمام الله وأمام المجتمع، يكفينا عداء واقتتالاً، لقد وصلنا إلى منحدر .. خطير من الكراهية والإقصاء والحقد مع بعضنا بعضا, نسينا المصالح العليا وانحدرنا وراء الانتماءات الضيقة والمناطقية والطائفية وصور الانتقام بأبشع درجاته حتى فتكنا بنسيجنا المجتمعي ولا حول ولا قوة إلا بالله، لا بد من صحوة إيمانية وأخلاقية ووطنية وإنسانية لحل قضايانا وأن هذا البطش، لم ولن يولد إلا مزيداً من الدماء والأحقاد والقتال والعياذ بالله.
Next Post