انقرة/ وكالات
اكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده لن تنساق إلى ردود الفعل “الانفعالية” لموسكو بعد اسقاط واحدة من طائراتها العسكرية من قبل الطيران التركي ولن تمس بمواطنيها أو مصالحها.
وتأتي تصريحات أردوغان في سياق محاولة تركيا احتواء الغضب الروسي الذي يبدو انه لن يهدأ حتى تعتذر انقرة عن اسقاط الطائرة الروسية على الحدود السورية، وهو ما ترفضه الحكومة التركية.
ويبدي المسؤولون الأتراك ليونة غير مسبوقة في التعاطي مع التصعيد الروسي، وهي ليونة اقرب للمهادنة البراغماتية حرصا على حماية المصالح الاقتصادية التركية التي تضررت بعد حزمة اجراءات عقابية أعلنتها الحكومة الروسية التي لم تستبعد تجميد مشروع السيل التركي أضخم مشروع تنجزه موسكو والذي كان من المتوقع أن يحول أنقرة إلى مركز دولي للغاز باتجاه اوروبا.
ونقلت صحيفة حرييت عن أردوغان قوله: “نعتمد مقاربة متوازنة في مواجهة التحركات الانفعالية لروسيا”.
وانتقد اردوغان العقوبات الاقتصادية التي فرضتها روسيا. وقال: ان “موسكو هي شريكتنا الاستراتيجية لكن انظروا الى ما يفعلون: انهم يعاقبون رجال الاعمال الاتراك… “.
واكد ان بلاده مستعدة للتخلي عن الغاز الروسي المصدر الرئيسي للطاقة لديها.
فيما يرى محللون ان التصريح الأخير لأردوغان يبدو مكابرة، حيث أن موسكو هي الجهة الوحيدة القادرة على تزويد تركيا بالغاز بأسعار تفاضلية في ظل غياب دول بديلة قادرة على تعويض الشحنات الروسية لأنقرة.
وسبق لأردوغان أن لوّح بهذا الخيار مع بداية انتهاك المقاتلات الروسية للأجواء التركية، إلا أن محللين قالوا حينها إنها محاولة للضغط على روسيا التي تدعم الرئيس السوري بشار الاسد بينما تعارض تركيا بقاءه في السلطة وتقوم في المقابل بدعم تنظيمات ارهابية متشدّدة تقاتل النظام السوري.