سماسرة الغاز المنزلي يكبرون على حساب الغلابى
استغلال جديد من مصاصي دماء الغلابى .. هكذا يستغل هوامير الغاز من ذوي النفوذ ممن يوصفون بتجار الأزمات أو تجار الحروب . الغاز المنزلي ومايعانيه المواطنون بشكل عام وسكان العاصمة بصفة خاصة يعد ضمن الجرائم التي ترتكب في حق الشعب اليمني من قبل الأعداء من المعلوم أن أسطوانة الغاز تعد من السلع التي دخلت بورصة التجار، فالكثير يهوى استغلال حاجة المواطن لهذه السلعة حيث يبذلون ما في وسعهم من طاقات وقدرات وإمكانات لتضييق سبل العيش على الغلابى وهذا لايعني غياب فاعلي الخير وأصحاب الضمائر الحية ومن يشعرون بألم المواطن يوجد نماذج رائعة تبذل جهوداً مضنية في سبيل مساعدة المحتاجين ومن هم بحاجة لمد يد العون والمساعدة خاصة في مثل هذه الظروف التي يمر به الوطن فبينما يوجد من يشد الخناق على رقبة المواطن هناك أيضا من يذلل الصعوبات ويساعد في توفير المياه مجانا للكثير من أحياء العاصمة والبعض يصر على توفير مادة الغاز المنزلي بالسعر الرسمي ” 1250″ ريالاً ولهذا لن تظل الصورة سوداوية كما يعتقد البعض فكما وجد الشر يوجد الخير والقدوة.
في التقرير الذي يسلط (قضايا وناس) الضوء على تجارة أسطوانات الغاز التي أفرغت لها المقايل والمجالس وكثر الحديث عن احتكار هذه السلعة الضرورية للمواطن وهناك نماذج رائعة حتم علينا الحديث عنها تساعد المواطن في الحصول على سلعته بسهولة ويسر وبالسعر الرسمي في السطور التالية:
قضايا وناس / عبد الواحد البحري
أسعار أسطوانات الغاز غير المستقرة والتي بلغت إلى أعلى مستوى نتيجة “هوامير” الغاز الذين يكبرون على حساب قوت الغلابى من المواطنين حيث يستخدمون مخازن خاصة لتخزين الاسطوانات بهدف خلق أزمات تضاف إلى أزمات أخرى كالمشتقات النفطية وغيرها. فعلى سبيل المثال شكاوى المواطن لم تتوقف عند ارتفاع أسعار الغاز فحسب بل الغش في التعبئة لدى أصحاب المحطات الذين يواصلون هوياتهم في اللعب بعدادات محطات تعبة الغاز فالكثير منهم لايكتفي برفع السعر فقط بل يلجأ إلى الغش وهذه المحطات طبعا لاتخضع لأية رقابة، فيما يتساءل عدد من المواطنين أن سماسرة الغاز من ذوي العيار الثقيل لن يتوقفوا عن تخزين الاسطوانات وخلق أزمات بهدف إشعال السوق السوداء الى حين تدرك الشركة اليمنية للغاز أن المعارض التابعة للشركة يجب ان تفعل وتدعم خاصة الملتزمة بالتسعيرة الرسمية والتي لم تلوث بدنس سماسرة السوق السوداء فلابد أن تمتلئ هذه المعارض بالاسطوانات وان تضاعف الكمية حينها سيتوقف العبث بأسعار الغاز وسيضطر سماسرة الأزمات إلى التوقف عن عبثهم وغيهم. ننقل مطالبة المواطنين بإعادة الاعتبار لفروع شركة الغاز الذي بدأت تتلاشى في وجود الكثير من محطات التعبئة التي لاتلتزم بالتسعيرة وكذلك بوسائل الأمان اللازمة.. يرفع عدد من المواطنين أيديهم داعين الله سبحانه وتعالى أن يفرجها على الشعب اليمني وفي بيت بوس بمحافظة صنعاء التقينا بعدد من المواطنين حيث وجدنا طوابير طويلة يتراصون كل صباح في أحد معارض الشركة فيما شاهدنا عدداً من المعارض في أمانة العاصمة موصدة أبوابها كونها تحولت كمياتها إلى السوق السوداء فثار فضولي وقررت ان التقي عدداً من المواطنين كوني أعاني كثيرا مثلي مثل جيراني في منطقة بني الحارث بالمنطقة العاشرة بأمانة العاصمة في الحصول على اسطوانة بالسعر الرسمي. بداية التقيت الأخ / عبدالقادر الشميري- الذي أكد أن عدد أفراد أسرته 10 أفراد واعتقد أن أسطوانة يتسلمها من معرض الشركة 127 بمنطقة بيت بوس كل عشرة أيام لاتكفي وأكدت له أن هذه المناشدة سوف انقلها إلى المسئولين وأصحاب القرار في الشركة اليمنية للغاز وعلى رأسهم الأخ / علي شقرة 0 المدير العام للشركة الذي نسمع عنه بالمنقذ للشركة والحريص على إيصال أسطوانات الغاز إلى المواطن بالسعر الرسمي ولكن الحق يقال يوجد معرض لشركة الغاز ينظم عملية الصرف في حي بيت بوس رقم المعرض ” 127″ حيث يعد الوحيد من معارض الشركة يقدم خدماته يوميا ماعدى العطل والإجازات الرسمية ومن خلال كروت يتم توزيعها على المواطنين هذا ما أكده من التقيتهم في طوابير استلام توزيع الاسطوانات، مؤكدين أن عملية تسليم اسطوانة واحدة كل عشرة أيام لاتفي حيث يلجأ الكثير من المواطنين لاستكمال ذلك من السوق السوداء.. وفي بيت بوس بمحافظة صنعاء أيضا يجمع الأخوة / احمد قاسم الطل ان لديه 8 أفراداً ومحمد صالح أبو راس 12 فرداً ونصر الفتح 15 فرداً مع النازحين وبسام السقاف 4 أفراد والأخ / معين محمد سالم قبطان بحري لديه 4 أفراد أن ثلاث اسطوانات في الشهر لا تكفي مشيدين بمعرض شركة الغاز الذي وفر الأسطوانات يوميا وبأسعار الشركة من خلال كروت صرف منظمة إلا أنهم بحاجة أسطوانات أكثر من ثلاث، مشيدين بدور عاقل الحارة والأخوة في المجلس المحلي وبجهود الشركة في توزيع الأسطوانات وإيصالها إلى المعرض كل صباح. أما في بني حوات فالمواطنون يؤكدون على غش محطات التعبئة ومزاجية الأسعار حيث تباع الأسطوانة بمبلغ 4500 ريال ويجد المواطن فرقاً بين محطة وأخرى بالنسبة للأسعار وأيضا التعبئة وبعض محطات التعبئة تعبئ الأسطوانة وتنتهي مادة الغاز في الأسطوانة في فترة وجيزة أي لاتتعدى الخمسة الأيام على التنور دليل واضح على وجود غش في عدادات المحطات . ولأننا لم نجد معرضا تابعاً لشركة الغاز يبيع بالسعر الرسمي مفتوح خلال رحلتنا الى أكثر من حي بأمانة العاصمة باحثين عن معرض يبيع غاز بالسعر الرسمي أضطر الزملاء إلى زيارة إدارة المعرض الوحيد الذي يقع بأطراف العاصمة والتقينا بأحد الموزعين بالمعرض ” 127 ” بمربع بيت بوس شرق العاصمة الذي جعلنا نفكر بعمل هذا التقرير حيث شاهدت الطوابير يوميا للمواطنين وعملية الصرف تتم بالسعر الرسمي ” 1250 ريالاً” للأسطوانة معب 26 ونصف لتر حسب مسئول بمعرض الشركة ومن خلال كروت خاصة للمواطنين يؤكد الأخ/ خالد الشاي أن إدارة المعرض نفذت مسحا ميدانياً للمنطقة تم توزيع المساحة إلى 4 مربعات وكل مربع حصرنا المنازل فيه حيث يوجد 12 ألف منزل بالمنطقة وتم طباعة 3500 كرت لكل أسرة كرت يصرف شهريا بمعدل ثلاث أسطوانات لكل أسرة شهريا بحسب الكمية التي نتسلمها من الشركة كل صباح, ويعد تنظيم العمل في المعرض ومن خلال الحاسب “الكمبيوتر” عملنا على إسقاط البيانات في الحاسوب بحيث توزع الكمية بالتساوي لسكان الحي من خلال الحاسوب للحد من عشوائية الصرف ويستفيد الغالبية من أبناء المربع من الحصة المخصصة من شركة الغاز التي نناشد قيادتها ممثلة بمديرها العام علي شقرة أن ترفع الكمية حتى تعمم الفائدة على سكان المنطقة. وأضاف الشايف: إن المعرض يقتصر توزيعه للأسطوانات على المنازل فقط دون المطاعم والبوفيات, وهناك عدد كبير من النازحين في المربع يتم فتح كروت خاصة بهم بالتعاون مع عاقل الحارة ويصرف لهم ثلاث أسطوانات شهريا مثلهم مثل بقية السكان. وبخصوص التعامل مع من جاء من خارج المنطقة أو المربع يتم إرجاعه وبعض الأحيان يتم صرف أسطوانة فقط على أن لايكرر ذلك حسب حالته تقديرا لوقوفه لساعات في طابور الصرف, وأن العمل المنظم سيقوم من خلال 12 عاملاً وثلاثة مباني بفتحات مستقلة تسهل عملية الصرف للمواطنين الذين يحضرون كل يوم حيث يبدأ الصرف من الثامنة صباحا وحتى نهاية اليوم باستثناء أيام العطل والإجازات. مشيرا إلى أن عملية استلام الكمية من شركة الغاز تتم كل يوم بمعدل 200 اسطوانة فقط وهذه الكمية بالتأكيد لاتكفي فعدد السكان في المربع 12 ألف أسرة حسب المسح الميداني مما يعني أننا بحاجة إلى 5000 اسطوانة يوميا حتى تحل المشكلة ولكن في الحقيقة هناك تعاون كبير من قبل الأخ / علي شقرة مدير عام شركة الغاز الذي يتابع عملية وصول كميات الغاز إلى كل معرض الشركة والتأكد من شكاوى المواطنين ومدى صحتها فمثلا دبات الشركة تحظى بصيانة كاملة من قبل خبراء وفنيين بعكس ما يجري في محطات التعبئة. ويطالب الأخ / يحيى المطري عاقل حارة بيت بوس من الشركة بتفعيل دور المعارض الحكومية كونها تحتوي على مستلزمات السلامة إلى جانب القيام بعملية إصلاح وصيانة الاسطوانات التالفة في الشركة بعكس محطات التعبية من قبل فرق فنية متخصصة كما أن إدارات المعارض تلتزم بالتسعيرة الرسمية. وأوضح العاقل أن منطقة بيت بوس تعاني من كثرة النازحين في المنطقة حيث يصل عددهم إلى 30% من السكان المنطقة وهذا يضاعف الأعباء على معارض الشركة في المنطقة وطالب بمضاعفة الكمية للمعارض التابعة للشركة بهدف الحد من سماسرة السوق السوداء. ونحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بمزيد من الصمود لقهر العدوان الذي يقتل ويحاصر الشعب ولكننا نعيش في مجتمع لا يخلو من سماسرة وتجار الأزمات ورعاة الأحزان ممن يعيشون على قوت الغلابى فبعد خراب مالطة يجب علينا التكاتف والتراحم فيما بيننا..
ولأن بعد دخول اليمن في حرب ضروس مع الأشقاء الذين تكالبوا على مهد العروبة توجب على الخيرين من أبناء اليمن تجنيد أنفسهم ومدخراتهم لعمل شيء يساهمون به في تفريج كرب المعدمين من أبناء الشعب اليمني وذلك من خلال توفير أسطوانات الغاز لسكان المدن الذين يعتمدون اعتماداً كلياً على هذه السلعة كنوع من التفاعل الايجابي والتكافل الاجتماعي نحو المجتمع.