تقرير // عبد الملك الشرعبي –
يترقب الطلاب اليمنيون المبتعثين في اكثر من 43 دولة ويعيشون ظروفا اقتصادية ومعيشية صعبة قراراٍ من الحكومة برفع سقف المنح المالية المخصصة لهم وفقا لتقرير اللجنة الوزارية المكلفة باستقصاء اوضاع الطلبة المبتعثين برئاسة وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي والذي سيقدم للحكومة نهاية فبراير الجاري بعد شهور من الاحتجاجات المتواصلة من قبل الطلبة في مختلف دول الابتعاث .. وقال وزير الخارجية رئيس اللجنة الوزارية أن اللجنة ستقدم تقريرها لرئيس الوزراء والحكومة بشأن أوضاع الطلبة المبتعثين والمعالجات المقترحة أواخر الشهر الجاري لاتخاذ القرار المناسب وبما يحسن من أوضاع الطلاب ويمكنهم من استكمال دراستهم بشكل أفضل.. فيما قال وزير المالية “عضو اللجنه الوزارية المكلفة باستقصاء أوضاع الطلاب الدارسين خارج اليمن صخر الوجيه أن قراراٍ مرتقبا سيصدر قريبا يتضمن زيادة مالية للطلبة المبتعثين في الخارج ولكن بحسب الإمكانات المتاحة للحكومة ..
وكان وزير الخارجية التقى مؤخرا الطلبة الدارسين في القاهرة الذين أغلقوا السفارة اليمنية لأكثر من خمسة أيام واطلع على قضاياهم ومعاناتهم ومطالبهم وأكد شرعية مطالبهم وضرورتها وطالبهم بإعطاء مهلة للجنة الوزارية إلى آخر فبراير الجاري حتى تنتهي من إعداد تقريرها وحمل القربي وزارة المالية المسؤولية في الاستجابة لهذه المطالب والتي تعكف حاليا على دراسة احتياجات الطلاب بشأن نسب الزيادة وقال أنها ستكون بنسب مختلفة على حسب بلد الإبتعاث كما حمل وزارة التعليم العالي مسؤولية إهمال مطالب الطلاب خلال السنوات الماضية. وطالب القربي من الطلبة فتح السفارة مع الاستمرار بالاعتصام إن رغبوا بذلك حتى يتم النظر لمطالبهم كون غلق السفارة يسيء للبلد ويترتب عليه عرقلة الكثير من معاملات المواطنين وخاصة المرضى ..
تواصل الاحتجاجات
ويواصل الطلاب اليمنيون المبتعثون للدراسة في الخارج احتجاجاتهم امام سفارات بلادنا في عدد من الدول العربية والآسوية والأوروبية منذ عدة أشهر نتيجة تأخر إرسال المنح المالية المخصصة لهم عن مواعيدها ورفع سقف المنح المحددة لمواجهة غلاء المعيشة في تلك الدول بعد أن أصبحت المعونة الحكومية لا تفي بنصف متطلباتهم الدراسية والمعيشية في ظل غلاء المعيشة التي ارتفعت الى الضعف بل وأكثر من ذلك في بعض الدول فيما المعونة الحكومية لا تزال مثل ما هي من عدة سنوات مع ارتفاع طفيف لا يتجاوز المائة دولار لطلاب الدارسين في بعض الدول الأوروبية .. هذه الاحتجاجات من قبل الطلاب المبتعثين للدراسة خارج اليمن ليست وليدة الساعة حيث بدأت منذ عدة سنوات ولكنها كانت محدودة ومقتصرة على بعض الدول فقط .. وما لبثت ان اتسعت رقعتها في الفترة الأخيرة لتشمل معظم الدول التي يتواجد فيها طلاب يمنيون للدراسة الجامعية او العليا وامتدت خريطة الاحتجاجات بدءا من الجزائر ومصر إلى ألمانيا في أوروبا ومن لبنان إلى ماليزيا والهند وروسيا ومعها ارتفع سقف المطالب من إقالة مسؤولين في الملحقيات إلى زيادة المنحة المالية وإعادة النظر في إستراتيجية الابتعاث الدراسي .. ووصلت الاحتجاجات لدرجة اغلاق عدد من السفارات اليمنية في بعض الدول من قبل الطلبة المبتعثين كما حدث في مصر وماليزيا وموسكو .. ماجعل رئيس الوزراء يشكل لجنة وزارية برئاسة وزير الخارجية الدكتور ابو بكر القربي للالتقاء بالمبتعثين في عدد من الدول لا استقصاء اوضاعهم والوقوف على مطالبهم ومعالجتها.
ويطالب الطلبة المبتعثون بزيادة المنحة المالية بنسبة تصل بين 100- 300 % بحسب الظروف الاقتصادية والمعيشية لكل بلد وعودة المخصصات السنوية للكتب وتخفيض أسعار تذاكر الطيران السنوية للطلاب بنسبة لاتقل عن 50% واعتماد التأمين الصحي وإعادة مستحقات الطلاب الذين تم تنزيل مساعداتهم المالية وهم مازالوا قيد الدراسة والبحث. واعتماد بدل تخرج لطلاب الدراسات العليا في السنة الأخيرة وغيرها من المطالب
وبحسب إحصائية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يبلغ عدد الطلاب المبتعثين في الخارج 9300 طالب وطالبة موفدين من 30 جهة حكومية منهم 6139 طالبا وطالبة من الوزارة نفسها في حين يبلغ إجمالي ما يصرف على الابتعاث الخارجي سنويا 15 مليار ريال منها قرابة 11 مليارا في موازنة وزارة التعليم العالي.
دراسة حديثة
وفي ذات السياق انتهى فريق من الأكاديميين والطلاب اليمنيين في الخارج من إعداد دراسة تفصيلية جديدة حول ( المشاكل المالية للطلاب المبتعثين إلى الخارج ) . وتشخص الدراسة التي أعدها مجموعة من طلبة اليمن في المانيا ومصر وماليزيا والاردن وباكستان وبإشراف البروفيسور هلال الاشول – استاذ علوم الحياة في المعهد السويسري الفيدرالي للتكنولوجيا – لوران سويسرا , وأمين عام جمعية تقدم العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي -.المشاكل المالية التي يعاني منها الطالب اليمني في الخارج وتقدم جملة من التفاصيل لتكاليف المعيشة والإحتياجات الأساسية لدول الخارج التي يتوزع فيها طلاب اليمن المبتعثين
واعتمدت الدراسة على نتائج الحصر الميداني لمشاكل الطلاب المالية في اكثر من ?? دولة التي اظهرت شحة التمويل . وعدم احتساب تكاليف المعيشة والزيادة في مستحقات الطلاب التي تمت في السنوات السابقة على حقائق وتقارير شفافة من قبل وزارة التعليم العالي وإنما أعتمدت على تقديرات وزيادات رمزية لا تمت بصله لدراسة ممنهجة لما يحتاجه الطالب الدارس في الخارج. ….
وخلصت الدراسة إلى نتائج هامة تتلخص بضرورة زيادة المنحة المالية للطلاب بما يتناسب مع متطلبات أساسيات العيش في كل دولة حيث تراوحت نسبة الزيادة الموصى بها بين 50 % لبعض البلدان إلى 505 % لبلدان أخرى. وإعتماد ميزانية سنوية للمراجع الدراسية.أو تذكرة سفرلزيارة اليمن كل سنتين وزيادة الراتب بنسبة 55 % للمتزوجين من طلاب الدراسات العليا الذين يصطحبون زوجاتهم في بلد الدراسة. وإعتماد ميزانية مواد بحث ومؤتمرات وكورسات تدريب لطلاب الدراسات العليا والأولية. ودعت الدراسة لإتخاذ الإجراءات الفورية للبدء في تقييم وإعادة هيكلة برنامج الإبتعاث الدراسي وبما يضمن التخلص من كافة المشاكل والعقبات التي تعيق الطلاب.
واشارت الدراسة الى أن الإنفاق المدروس والممنهج على برنامج الإبتعاث وقطاع التعليم بشكل عام هو في الحقيقة أولوية وطنية وإستثمار مباشر في صناعة المستقبل والمساهمة الأكثر تأثيراٍ في حل مشكلات اليمن التعليمية والاقتصادية وأكدت أن إنفاق العديد من الدول على التعليم وبرامج الإبتعاث بسخاء يأتي من واقع فهمها لهذه الحقيقة وإدراكها بالنتائج التي ستجنيها حاضرا ومستقبلا …