موسكو تقطع اتصالاتها العسكرية مع انقرة وتنشر منظومة صواريخ اس 400 في اللاذقية

> بوتين: صبرنا بدأ ينفد والانتقام سيكون الرد المناسب
> ردود الأفعال الدولية تحث البلدين على مباحثات مباشرة للتهدئة وتجنب التصعيد

 

متابعة / محمد الجبري
مازالت القيادة الروسية تعيش حالة الصدمة لإسقاط تركيا السوخوي 24 في الأجواء السورية, حيث دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس مواطنيه إلى عدم زيارة تركيا بعد هذه الحادثة, ووفقا لوكالة تاس الروسية فإن الرئيس بوتين توعد برد قاس , وقال: صبرنا بدأ ينفد والانتقام هو الرد المناسب.
وكان بوتين قال في تصريحات نقلها التلفزيون : ” ما العمل بعد وقائع مفجعة كهذه ، تدمير طائرتنا ومقتل طيار؟ إنه إجراء ضروري .
وأضاف : ” بعد ما حصل بالأمس لا يمكننا استبعاد حوادث أخرى وإذا وقعت سيكون علينا الرد إن مواطنينا الذين يتواجدون في تركيا قد يجدون أنفسهم في خطر ” .
من جانب آخر أعلن وزير الدفاع الروسي إن روسيا ستنشر أنظمة دفاع اس 400 مضادة للصواريخ في قاعدة حميميم الجوية في سوريا .
وسيتم نشر هذه البطاريات للصواريخ من الجيل الجديد استكمالا للتدابير التي أعلنت عنها هيئة اركان القوات الروسية مساء الثلاثاء ومنها إرسال الطراد موسكفا التابع للأسطول الروسي والمجهز بمضادات ارضية وتخصيص مطاردات لمواكبة طلعات القاذفات الروسية من الآن وصاعداً.
وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أنظمة المضادات قائلاً ” آمل في ان يكون نشرها وكذلك الإجراءات الأخرى المتخذة كافية لضمان امن ” طائرات الجيش الروسي .
إلى ذلك أعلنت هيئة الأركان للقوات المسلحة الروسية قرار موسكو بقطع جميع اتصالاتها العسكرية مع انقره على خلفية اسقطا طائرة ” سو24″ الروسية في سوريا من قبل السلاح الطيران التركي ، وتحذر بأن جميع الأهداف التي ستمثل خطراً محتملاً علينا سيتم تدميرها ” .
من جهته اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن إسقاط تركيا مقاتلة روسية قرب الحدود السورية ” استفزاز متعمد ” من أنقرة إلا أنه ورغم ذلك طمأن الجانب التركي إلى ان موسكو لا تنوي إعلان الحرب على أنقرة .
وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي ” لدينا شكوك جدية حول ما إذا كان هذا عملاً عفوياً إنه اقرب ما يكون إلى استفزاز متعمد ” مضيفاً أنه أجرى مكالمة هاتفية مع نظيره التركي مواود جاويش اوغلو .
وأكد لافروف أن روسيا ” لن تعلن الحرب ” على تركيا, مشيراً إلى انه إلغاء زيارته إلى انقرة ، وأن علاقتنا مع الشعب التركي لم تتغير في المقابل قال روسيا ” ستجري اعادة تقويم جدية ” للعلاقات الروسية التركية.
فيما أكد رئيس تركيا رجب طيب اردوغان أمس إن تركيا تريد تجنب اي ” تصعيد” مع موسكو بعدما اسقط طيرانها مقاتلة روسية انتهكت مجالها الجوي بحسب قولها على الحدود السورية .
وقال اردوغان أمام منتدى دول إسلامية في اسطنبول ” ليست لدينا على الإطلاق أية نية في التسبب بتصعيد بعد هذه القضية ” مضيفاً ” نحن نقوم فقط بالدفاع عن أمننا وحق شعبنا ” .
وأكد اردوغان أن ” تركيا لم تؤيد أبدا التوتر والأزمات وإنما تؤيد على الدوام السلام والحوار ” .ولكنه أضاف ” يجب ألا يتوقع أحد منا أن نلزم الصمت ” .
فيما توالت ردود الأفعال الدولية على حادثة إسقاط مقاتلة روسية من قبل تركيا كانت تنفذ مهمة ضد داعش بسوريا فقد دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتهدئة التوتر بين روسيا وتركيا إلى ذلك أعلن ممثل المفوضية الأوروبية / الكسندر فينتر شتاين / أن المفوضية تراقب عن كثب واقعة إسقاط الطائرة الحربية الروسية وتحاول استبان الحقائق .
وقال فنيتر شتاين للصحفيين: نراقب الوضع عن كثب ونحاول فهم ما الذي حصل بالضبط ولهذا لا نستطيع إعطاء تعليقات إضافية .
من جانبه قال الرئيس الأمريكي باراك اوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي هولاند في واشنطن أن على موسكو وأنقرة أن تتحادثا حول ملابسات الحادث لتسليط الضوء على حقيقة ما حدث ، واتخاذ الخطوات الضرورية لتفادي التصعيد .
وأما رئيس جمهورية التشيك ميلوشزيمان انتقد بشدة تصرفات أنقرة واصفاً إياها بالخطوة التي ستعكر الأجواء في المنطقة .
وعلى الصعيد نفسه دعا رئيس وزراء بريطانيا / ديفيد كاميرون / موسكو وأنقرة إلى إجراء مباحثات وجها لوجه ومباشرة بين البلدين لمعالجة الازمة فيما وصف المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية الواقعة ” بالجدية ” مؤكداً بحسب / نوفوستى أن لندن تدقق بكافة التفاصيل المحيطة بها بشكل عاجل .
ألمانيا من جانبها اعتبرت ما حدث ” أمراً خطيراً ” سيؤثر على المساعي الدولية لنزع فتيل الأزمة السورية وقال وزير الخارجية الألماني /شتاينمار/ قد يعني ذلك أننا نعايش انتكاسة فحسب ولكن قد يتم الإطاحة ببارقة الأمل التي عملنا على التوصل إليها .
وأشار وزير الخارجية الألماني إلى ان كل شيء مرتبط حالياً على شكل ردود الأفعال اللاحقة لموسكو وأنقرة ملوحاً بحسب رويتر إلى أن تركيا وروسيا تشاركان في محادثات فيينا الخاصة بسوريا .
فيما نقلت وكالة نوفوستي الروسية للأنباء عن مصادر عسكرية ودبلوماسية مطلعة أن أداء أعضاء حلف شمال الاطلسي الناتو رجحوا استهداف المقاتلة الروسية فوق الأراضي السورية وحث الأمين العام للناتو ينس ستو لتنبرغ روسيا وتركيا على التزام الهدوء لتفادي تصعيد الوضع.

قد يعجبك ايضا