مصر عندما تصبح منصة لإعلام الإخوان والعدوان
أبو بكر عبدالله
أن يجند حزب الإصلاح قواعده لإدارة مواقع الكترونية إخبارية تساند العدوان الغاشم إعلاميا
وأن تجند عصابة آل سعود وشيوخ الإمارات الوراثية المئات من المطابخ الإعلامية في حربها الدعائية المواكبة لعدوانها الغاشم على اليمن أمر يمكن فهمه..
لكن أن تتحول مصر العروبة والحضارة منصة لطابور مشبوه من المواقع الإلكترونية تديرها خلايا التنظيم الدولي للإخوان وتستحوذ اليوم على أكثر محركات البحث العالمية على مرأى ومسمع الحكومة المصرية ونخبها الثقافية والإعلامية فذلك أمر يصعب فهمه أو تبريره.
كيف للسلطات المصرية ونخبها الثقافية والإعلامية أن تسمح بأن تستخدم أراضيها وبنيتها التقنية والمعلوماتية منصة لأجندات التنظيم الدولي الذي خرج الشارع المصري بكل أطيافه لإسقاط نظامه الإرهابي وإعادة الاعتبار لمصر الثقافة والسياسة والتاريخ والحضارة.
“صوت مصر ” ، ” موجز مصر ” ، ” حضرموت نت ” ، ” بوابتك العربية ” وغيرها من مواقع المقاولات كلها تبث برامجها الدعائية الموجهة ضد اليمن من مصر التي تعرف تماما ما تبثه الماكنة الإعلامية للتنظيم الدولي للإخوان والماكنات التي جندها تحالف العدوان من سموم وحملات دعائية قد تكون بدايتها اليمن ولا أحد يعرف من سيكون البلد التالي على كل حال.
عندما كانت هذه الماكنة توجه حرابها على مصر وتحاول النيل من قيم المصريين وموروثهم الثقافي والسياسي وتشعل فتيل الفتن والأزمات قبل وبعد ثورة يونيو اتخذت السلطات المصرية قرارا بإقفالها وملاحقة من يديرها .
كثيرون اعتبروا القرار المصري صائبا ومبررا فلا مجال للحديث عن حريات صحفية إن كانت تمس بشكل مباشر بأمن مصر.. فلماذا تسمح السلطات المصرية الآن بأن تكون أراضيها منصات لهذا الإعلام المأجور البارع في صناعة الأزمات .. وهل استهدافه مصر مجرما واستهدافه لدولة أخرى مبررا .. ثم لماذا تحارب السلطات المصرية تنظيم الإخوان وأذرعه الإعلامية في مصر وفي الوقت ذاته تحتضن مطابخه الإعلامية ورموزه من الفرع اليمني للتنظيم ؟
لا أصدق أن مصر العروبة والتاريخ والحضارة تقبل بأن تشارك بهذا العدوان الهمجي على اليمن بهذه الصورة العبثية. ألا يدركون سماحهم لهذه الأبواق المأجورة ممارسة أجنداتها المشبوهة على اليمن فهي حتما ستمارسه غدا على مصر أو أي بلد آخر.
المؤكد أن الدور الذي تلعبه الأذرع الإعلامية لتنظيم الأخوان وتلك التابعة لتحالف العدوان لن يقدم ولن يؤخر فكلها تقريبا تتحدث بلغة واحدة على طريقة النسخ واللصق ولا تجيد سوى إعادة نشر أو أعادة أنتاج ما تضخه مطابخ الإخوان وتحالف العدوان من الأكاذيب والشائعات وحملات التضليل الدعائية.
محاولات وضع مصر الثورة في خانة الأنظمة التي تدير الطابور الإعلامي المشبوه الذي تقوده وتموله الممالك والإمارات الوراثية في الخليج يفتح الكثير من الأسئلة حول الدور الذي اختير لثورة يونيو التصحيحية وآفاق الدور الريادي المصري في منطقة ملتهبة تعصف بها التحديات.
نعرف يقينا أن الشعب اليمني صار اليوم محصنا أكثر من أي وقت مضى .. ونعرف أيضا أن نظام آل سعود انفق المليارات لشراء وسائل الأعلام والتضييق على الصوت الإعلامي الحر والمستقل لكننا واثقون تماما أن هذه النظام الإرهابي لم ولن يستطيع تضييع الحقيقة.