محمد المساح –
¡ قال لها: أهبط عاندت.. إنها تطلب منه أن يصعد والصعود إليها وعر وصعب امامه أهوال. قال لنفسه يواسيها: لنظل في الوسط لا أحد.. يصل إلى الآخر.. أنت في الأعلى وأنا في الأسفل..
أطلت عليه من الأعلى.. ربöشه وجهها.. وغاصت نظرتها في القلب وأوغلت في الأضلاع وجعا◌ٍ وفرحا◌ٍ حط رقبته إلى آخر مدى أحس بالعروق سقال القذال أنها تتمزق وهبط الرأس نحو الصدر موجوعا◌ٍ والتفت اليد.. تتحسس الرقبة الموجوعة وواسى النفس من جديد.
لقد قلت لك من الصعوبة الصعود وهي يا نفسي لن تهبط.. أبدا◌ٍ.. أبدا◌ٍ.
غارت في نفسه لوعة الأنين واجتاح القلب حنين واستوى وجهها أمام العين حضور.. كان يتمناه لو هو طيف عابر. أو مجرد خيال عارض يراه البصر.. لمحة كاذبة تغالط العين سراب انقطع الحوار بينهما فجأة.. أغلقت النافذة من الأعلى وغابت في الأعالي هو… هل ابتلعته الأرض وغيبته في أعماقها¿ أما جاءت ريح وأخذته معها في الأصقاع البعيدة¿ هاجر.. أو اغترب¿ هل ضاع في وسط الزحام¿ أو ذهب لوحده.. في رحلة بعيدة وانتبذ البشر أصحابه وأصدقاؤه هل ذهب بعيدا◌ٍ¿
لا ندري شيئا◌ٍ كل ما نعرفه أقفلت شباكها في تلك الأيام الخوالي.. بعض الأخبار قالت أنه عاد من الضياع الطويل¿ وعاد أحدهم يقول وهو يتذكر ملامح وجهه.. ربما قد يكون الوحه أو وجها يشبهه.