خلفت أكثر من 400 قتيل وجريح

تنديد دولي واسع لهجمات باريس الإرهابية
هولاند : سنخوض المعركة بلا رحمة ضد الإرهابيين

تقرير / قاسم الشاوش
شهدت العاصمة الفرنسية باريس ليلة دامية جراء سلسلة من الانفجارات العنيفة هزت المدينة استهدفت عدة أماكن راح ضحيتها حوالي 400 شخص بين قتيل وجريح ولم تثر هذه الانفجارات الإرهابية التي سددت ضربة موجعة لباريس فرنسا فقط بل العالم اجمع ما جعله في حالة استنفار خوفا من أن يطاله الإرهاب الذي تنبذه كافة الأديان السماوية حيث جاءت هذه الجريمة في وقت كان الفرنسيون يشاهدون مع الرئيس هولاند إحدى المباريات الهامة .
وأعلن الرئيس الفرنسى.. فرانسوا هولاند، أمس الحداد في عموم البلاد لمدة 3 أيام، بعد الهجمات الإرهابية المتفرقة والمنسقة التي هزت باريس أمس، وراح ضحيتها 127 قتيلاً و180 جرحى.
كما أعلن “هولاند” أن تنظيم “داعش” هو من شنّ الهجمات الإرهابية، مؤكداً أن بلاده ستتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية مواطنيها. وقال “هولاند” في كلمة ألقاها أمس وهي الثانية له في أقل من 24 ساعة، إن هذا العمل الإرهابي غاية في الهمجية، وأن فرنسا كلها “مكلومة”، وأسرها تعيش حالة من الحزن والأسى. ووصف الرئيس الفرنسي، هذه الاعتداءات بأنها “عمل من أعمال الحرب”، كاشفاً أنه تم التخطيط والترتيب للهجمات من الخارج بمساعدة من الداخل. واعتبر الرئيس الفرنسي أن بلاده “أصيبت بشكل قاس” داعياً الشعب الفرنسي للوحدة في هذه الظروف، لمواجهة الفترة الخطيرة التي تمر بها بلاده.
كما أشاد الرئيس الفرنسي، بقوات الأمن والجيش ودورهما في مواجهة تفجيرات باريس، مشيراً إلى أنه سيعمل على دعمهما بأقصى القدرات، متعهداً بتعزيز كل الإجراءات والآليات إلى أقصى قدرة.
وذكر أن العسكريين سيرابطون داخل باريس في الأيام القادمة، ففرنسا تعرضت لهجوم جبان وبشع وعنيف، ولن ترأف بالهمجيين المنتمين لداعش، في إطار احترام القانون داخليا وخارجيا وبالتنسيق مع حلفائنا الذين تم استهدافهم سابقا. واستطرد أن بلاده قوية، وإن جرحت وتعثرت لكنها ستقف دائما، ولن تيأس ولن تستسلم أبدا فهي قوية ونشيطة وحريصة وشجاعة وستتغلب على الهمجية، ودائما بإمكانها النهوض، والتاريخ خير دليل على ذلك، مضيفاً: “ندافع عن قيم الإنسانية وسنتحمل مسؤولياتنا وتحيا فرنسا.
فهذه الهجمات التي تعد الثانية من نوعها خلال 2015م الجاري ربما تكون الأفظع منذ عقود، وهي الأعنف لم تعرفها فرنسا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في أربعينيات القرن الماضي، عشرات القتلى ملقاة جثثهم في الشوارع في مشاهد يوحي بانتشار الإرهاب في فرنسا التي تنعم بالأمن والهدوء والسكينة، مرة أخرى فرنسا تحت وابل من الرصاص وعلى بِرك من الدماء ما يعني أن الضربة هذه المرة ستكون لها تداعيات كبرى على السياسة الداخلية والخارجية.
وقد توالت المواقف الدوليّة والعربيّة المتضامنة مع فرنسا والمندّدة بالاعتداء الخطير، وقد اتّخذ بعضها تدابير وقائيّة تحسّباً من عمليّات مماثلة قد تطالها.
حيث ندد رؤساء الدول والحكومات في العالم باعتداءات باريس الدامية والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 140 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح مساء الجمعة.
ففي دمشق، قدم الرئيس السوري بشار الأسد تعازيه لوفد فرنسي يزور العاصمة السورية حاليا، وقال إن “فرنسا عانت من إرهاب تكابده سوريا منذ خمس سنوات”.
وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية إن “الشعب العربي السوري الذي يعاني منذ خمس سنوات جراء جرائم الإرهاب المدعوم خارجيا يدرك أكثر من غيره بشاعة ما حصل في باريس والأخطار الجسيمة التي يشكلها الإرهاب على الأمن والسلم في العالم أجمع”.
بدورها أدانت سلطنة عمان بشدة وأعربت عن “استنكارها العميق للاعتداءات والهجمات الإرهابية الآثمة” التي وقعت في باريس. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية أن “السلطنة تعرب عن مواساتها وتضامنها مع الشعب الفرنسي الصديق والحكومة الفرنسية ومع ضحايا هذه الأعمال اللاإنسانية والمنافية للفطرة والحضارة وسائر القيم والشرائع الدينية والسماوية”.
كما أدانت كل من ليبيا وتونس والعراق هذه الجريمة البشعة التي استهدفت الأبرياء في باريس وأعربت عن استنكارها لهذه الجريمة.
دوليا عبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تعازيه إثر “سلسلة الهجمات الإرهابية الوحشية في باريس”، وقال المتحدث الصحفي باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن بوتين أعرب عن التضامن مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ومع كل الشعب الفرنسي.
وأضاف بيسكوف “روسيا تدين بقوة هذا القتل اللاإنساني، وعلى استعداد لتقديم أي مساعدة في التحقيق بهذه الجرائم الإرهابية”.
إلى ذلك أدان مجلس الأمن الدولي “الهجمات الإرهابية الهمجية والجبانة” التي تضمنت استخدام مهاجمين بنادق وقنابل في عدة أماكن بينها الملعب الرياضي الوطني وقاعدة رئيسية للموسيقى في باريس.
وعبر المجلس في بيان عن عميق مواساتهم لأسر الضحايا وحكومة فرنسا، مضيفاً البيان أنه يتعين محاسبة مرتكبي هذا العمل البربري والجبان.
وفي أمريكا قال الرئيس باراك أوباما للصحفيين في البيت الأبيض “مرة أخرى نشهد محاولة شائنة لإرهاب المدنيين الأبرياء، هؤلاء الذين يعتقدون إن بإمكانهم إرهاب الشعب الفرنسي أو القيم التي يدافع عنها مخطئون.”
واعتبر الرئيس الأميركي أن اعتداءات باريس “ليست فقط اعتداء ضد باريس، بل اعتداء ضد الإنسانية جمعاء وقيمنا العالمية”.
وأضاف أوباما: إن الولايات المتحدة ستساعد فرنسا على “سوق الإرهابيين أمام القضاء”، مؤكدا في الوقت نفسه أنه من المبكر التكهن بشأن هوية من يقف خلف هذه الاعتداءات غير المسبوقة.
من جهته عبر أمين عام حلف شمال الأطلسي عن صدمته بالهجمات الإرهابية المرعبة في باريس. وقال: “مشاعري مع أسر الضحايا ومع جميع المتضررين ومع شعب فرنسا.”
وقال أمين عام الحلف ينس ستولتنبرغ إن الحلف يقف مع فرنسا “قويا ومتحدا” ضد الإرهاب، وأضاف “أنا مصدوم بعمق من الهجمات الإرهابية المرعبة في باريس… الإرهاب لن يهزم الديمقراطية.”
وفي ألمانيا قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في بيان “شعرت بهزة عميقة بسبب الأنباء والصور التي تصلنا من باريس. مشاعري في هذا الوقت مع ضحايا ما يبدو أنه هجوم إرهابي وأسرهم وكل الشعب في باريس، الحكومة على اتصال بالحكومة الفرنسية ونقلت رسالة تعاطف وتضامن من الشعب الألماني.”
وعلى الصعيد ذاته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون على حسابه على “تويتر”صُدمت بهذه الأحداث التي وقعت في باريس. مشاعرنا وصلواتنا مع الشعب الفرنسي. سنفعل كل ما بوسعنا من أجل المساعدة.”
وفي مدريد أكد رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي لنظيره الفرنسي مانويل فالس في اتصال هاتفي تضامن بلاده الكامل مع باريس.
إلى ذلك أكد رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي “تضامن” بلاده مع “الأشقاء الفرنسيين ضد الهجوم الوحشي في باريس وأوروبا”، بينما دعا وزير الداخلية مجلس الأمن القومي للانعقاد صباح السبت.
بدورها أكدت كندا “تضامنها مع فرنسا إثر الاعتداءات الإرهابية، مشيرة إلى أنها “ستعمل مع المجتمع الدولي للمساهمة في منع وقوع مثل هذه الأعمال الرهيبة والعبثية”.
من جهته عبر الرئيس الصيني “شي جين بينغ” عن تعازيه الشخصية، وتعازي الصين حكومة وشعبا لفرنسا بضحايا الاعتداء، وشدد في هذه المناسبة على ضرورة توحيد الصف الدولي في مكافحة الإرهاب.
الرئيس الإيراني حسن روحاني عبر كذلك عن تعازي بلاده لفرنسا حكومة وشعبا وأعرب عن تضامن إيران مع فرنسا في هذا المصاب.
كما تلقت باريس التعازي بضحايا هذه الفاجعة من رؤساء إيطاليا والبرازيل والأرجنتين وبوليفيا والمكسيك وأذربيجان وأوكرانيا وكازاخستان، ومن ورؤساء الوزراء في كل من أستراليا واليونان وأيرلندا وبولندا وألبانيا وسلوفينيا. كما وصلت برقيات التعزية من وزارتي خارجية رومانيا وأرمينيا وغيرها من بلدان العالم.

قد يعجبك ايضا