قرار تخفيض المخالفات تلبية لمعاناة المواطنين لكنه لم يلق أي تجاوب
لقاء/وائل شرحة
أكد مدير شرطة سير العاصمة العقيد علي دومان على أن قرار تخفيض رسوم المخالفات بأنواعها إلى ألف ريال والذي اتخذ قبل أسبوعين من قبل الهيئة الإدارية لشرطة سير الأمانة وبالتنسيق مع أمانة العاصمة جاء تلبية لمعاناة المواطنين المتفاقمة جراء العدوان الغاشم على بلادنا.. مشيراً إلى أن ذلك القرار لم يلق حتى الآن أي تجاوب من المواطنين.. داعياً السائقين إلى الاستفادة منه قبل انتهاء الفترة المحددة له والتي سيعقبها حملات تفتيش وضبط بمختلف شوارع العاصمة.
وكشف العقيد دومان خلال اللقاء عن وجود خطة مشتركة ومتكاملة بين إدارتي شرطة السير والأمن بالعاصمة وذلك لضبط السيارات التي تجوب شوارع الأمانة بدون أرقام.. لافتاً إلى أن الإدارة ستوفر خلال الأسبوعين القادمين أرقام السيارات الخصوصي والنقل بينما يتم دراسة الأرقام الخاصة بالسيارات الأجرة مشدداً على ضرورة تواجد أفراد شرطة السير بكافة شوارع صنعاء لتسهيل حركة السير ملتمساً العذر من المواطنين عن غياب بعض أفراد المرور خلال الأيام الماضية وذلك بسبب العدوان وما خلفه من أضرار على منازلهم وممتلكاتهم.. فإلى نص اللقاء..
لو تحدثنا في البداية عن قرار تخفيض سعر المخالفات المرورية؟.
– قرار تخفيض المخالفات الذي اتخذته الهيئة الإدارية للمجلس المحلي لأمانة العاصمة جاء متسقاً ومتوافقاً مع الظروف الراهنة التي يعيشها المواطن وتقديرا للظروف المادية التي نتجت عن العدوان الغاشم الذي تتعرض له بلادنا وعلى الجميع أن يدرك أن هذه الخطوة تدل على مدى تلمس أمانة العاصمة لاحتياجات المواطنين وشعورا منها بالمسئولية تجاههم ولم تأت هذه الخطوة من فراغ بل بناء على دراسة الوضع العام والقدرة المادية للمواطنين وحاجتهم إلى تصحيح وضع سياراتهم القانوني خاصة وأن لدى شرطة سير أمانة العاصمة ملايين المخالفات المسجلة على السيارات المختلفة وخاصة سيارات الأجرة التي تعتبر أكثر المركبات ارتكابا للمخالفات المرورية وعلى الجميع انتهاز هذه الفرصة والاستفادة منها لأنها ذات فترة محدودة وبعدها ستقوم شرطة سير أمانة العاصمة بحملات مكثفة لضبط السائقين الذين لم يسددوا مخالفات سياراتهم وستكون الغرامات مضاعفة بحسب قانون المرور.
هل وجدتم تجاوباً من السائقين مع القرار..؟
– مر أسبوع منذ أن بدأنا العمل بقرار تخفيض غرامات المخالفات المرورية ولم نجد الإقبال الذي كنا نتوقعه بالرغم من أننا قد قمنا بإبلاغ مندوبي فرز السيارات وقمنا بالنشر في صحيفة الثورة وفي مواقع التواصل الاجتماعي وفي المواقع الالكترونية ولازلنا نسعى إلى الوصول إلى اكبر شريحة ممكنة من ملاك السيارات لإبلاغهم بأهمية الاستفادة من هذه الفرصة النادرة خاصة وإن هناك ملاك سيارات لا يقودونها بأنفسهم ولا يعلمون بما يقوم به السائقون من مخالفات مرورية متكررة ونحن نعول على تعاون الأجهزة الإعلامية في إيصال صوتنا إلى أكبر عدد من الموطنين في عموم محافظات الجمهورية.
ما هو برنامجكم لإدارة شرطة سير العاصمة وتحسين خدماتها..؟
– نحن في شرطة سير أمانة العاصمة نفتخر بأننا من الأجهزة القليلة التي تؤدي واجبها وتمارس عملها في كل الظروف التي تحيط بنا ولدينا الكثير من الخطط والبرامج التي تم وضعها للرقي بالعمل المروري في العاصمة من حيث الانتشار الخدمي ومن ناحية العمل الإداري ونطمح لأن تكون الخدمة المرورية المقدمة للمواطنين خدمة نموذجيه تساير العصر وترقى إلى مصاف الخدمات المرورية المقدمة في الدول المتقدمة خاصة وأن هذا الطموح يتسق مع توجيهات معالي الأخ وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان الذي يولي شرطة السير عناية فائقة ويستجيب بشكل رائع لمتطلباتنا بحسب الإمكانيات المتاحة وهو دائم التأكيد على تواجد رجال شرطة السير أينما احتاج المواطنين لهم ونحن نعمل بحسب الظروف الموضوعية المحيطة بنا وبحسب لإمكانيات المتاحة لنا.
حدثنا عن أبرز الصعوبات التي تواجهكم..؟
– شرطة سير أمانة العاصمة تعيش في ظروف صعبة مثلها مثل بقية أجهزة الدولة المختلفة لأن العدوان الغاشم سبب الكثير من الإرباك لكل مفاصل الدولة وتعاني شرطة السير من العديد من الصعوبات التي منها عدم وجود نفقة تشغيلية ونقص الموارد المالية نتيجة لانخفاض الإيرادات ونعاني من نقص شديد في القوة البشرية ومن نقص في الآليات والمعدات التي تساعدنا على أداء المهام المناطة بنا ومع ذلك نحن نعمل بما هو متوفر لدينا لأننا نعلم علم اليقين أن على الجميع العمل بكل تفاني وإخلاص في هذه الظروف العصيبة التي يعيشها الوطن ونحن نفتخر بتواجد خدماتنا في الشارع في مختلف الظروف برغم الصعوبات التي نعاني منها ولعل المشكلة الكبرى التي نعاني منها هي عدم تعاون قطاع كبير من السائقين معنا وعدم التزامهم بقواعد وآداب السير والتعامل مع الشوارع بعشوائية مقيتة وعدم التزامهم بتوجيهات رجل شرطة السير في التقاطعات وتحركهم فيها في الوقت الذي يكون رجل شرطة السير معطي الحق في الحركة لخط آخر مما يربك الحركة المرورية بالرغم من وجود رجال شرطة السير.
هناك جولات وشوارع تشهد غياب رجال المرور.. كيف تتعاملون مع هذه المشكلة…؟
– التقاطعات الرئيسية مغطاة تغطية جيدة بالخدمات الميدانية وبالفعل حصل خلال الفترة الماضية قصور في بعض الأماكن نتيجة لتغيب العديد من أفرادنا الذين تأثر الكثير منهم بالقصف البربري الذي حصل لبلادنا حيث تضررت مساكن البعض وتعرضت أسر آخرين لأضرار بشرية ومادية وسافر البعض إلى قراهم هربا بأطفالهم من القصف ولكن في الفترة الأخيرة استقر العديد من أفرادنا وعادوا لممارسة أعمالهم ونتابع الخدمات الميدانية على مدار الساعة وأعتقد أن الجميع لمس مدى التحسن الذي حصل خلال الفترة الأخيرة وأنا هنا أقدم خالص الشكر والتقدير للأفراد الملتزمين في خدماتهم في مختلف الظروف.
سيارات غير مرقمة تجوب شوارع العاصمة.. لماذا لا يتم ضبطها..؟
– بالفعل هناك سيارات كثيرة تجوب شوارع العاصمة كما تجوب جميع طرقات الجمهورية وهذا الأمر يقض مضاجعنا لأن له أضرار أمنية ومرورية كثيرة ويتم الآن وضع خطة مرورية متكاملة للقضاء على هذه الظاهرة الغير صحية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية المختلفة وذلك حسب توجيهات الأخ العميد عبد الحكيم الماوري مدير شرطة العاصمة الذي وجه بوضع خطة متكاملة لمواجهة هذه الظاهرة وقد قمنا خلال الفترة الماضية بحملة للقضاء على هذه الظاهرة واصطدمنا بمشكلة عدم توفر أرقام خصوصي والمشكلة الكبرى تكمن في أن معظم السائقين يريدون أرقام أجرة وهذا شيء غير ممكن وغير منطقي على الإطلاق.
حدثنا عن سيارات الأجرة المتواجدة بالعاصمة مقارنة بالعالم..؟
– عملية توفير أرقام أجرة من عدمه تضبطه قواعد الاحتياج لهذه السيارات ومدينة صنعاء أصبحت غير قادرة على تحمل المزيد من السيارات الأجرة لأنها قد أصبحت مملوءة بهذا النوع من السيارات وفي جميع دول العالم يتم تحديد عدد محدد من السيارات الأجرة لكل مدينة حسب حاجة السكان وعددهم ومدى اتساع شوارع المدينة ونحن أصبح لدينا في مدينة صنعاء ثلاثة أضعاف حاجة المدينة من السيارات الأجرة…في جميع دول العالم يعتبر سائق السيارة الأجرة مثل الموظف الحكومي بمعنى أنه يجب أن لا يكون لديه أي عمل غير السياقة وإذا كان لديه عمل آخر فإنه يعتبر من ذوي الوظائف المزدوجة ولا تعطى اللوحة الأجرة إلا لشخص ليس لديه أي وظيفة بينما نحن نجد أن 90% من السائقين موظفين سواء في السلك العسكري أو المدني وهذا مخالف للقانون….إن عملية توفير أرقام أجرة غير وارد في هذه الفترة ونحن نأمل من الجهات ذات العلاقة بأن توقف عملية صرف أرقام أجرة حتى يتم وضع ضوابط صارمة لصرفها حسب الاحتياج الفعلي لكل محافظة وضمان عدم عمل أي سيارة صرف لها رقم في أي محافظة أن تعمل في محافظة أخرى لأنه يتم صرف أرقام أجرة في مختلف المحافظات وهي في حقيقة الأمر تعمل في مدينة صنعاء وهذا مخالف للقانون.
ما هي الأضرار التي تعرضت لها شرطة سير العاصمة جراء العدوان..؟
– تعرضت شرطة سير أمانة العاصمة لأضرار كبيرة جراء العدوان الغاشم الذي تتعرض له بلادنا وخاصة في المباني فقد تضررت مبان وعنابر معسكر شرطة السير ولم يعد لدينا عنابر صالحة لسكن الأفراد وهذا الأمر انعكس بشكل سلبي على أفرادنا الذين أصبحوا في وضع صعب بسبب عدم توفر السكن الملائم لهم في المعسكر وبالطبع هذا الأمر أثر سلبا على تواجدهم وقدرتهم على أداء عملهم بالصورة السليمة وتأثرت العديد من آلياتنا إلى التلف جراء العدوان وهذا أثر على حركتنا في الشارع ومع ذلك نحن نتغلب على كل الصعوبات من خلال إحساس منتسبي شرطة السير بأمانة العاصمة بمسئوليتهم تجاه وطنهم وشعورهم بأنهم يجب أن يقدموا لوطنهم كل ما يستطيعون من جهدهم وعرقهم في مختلف الظروف.
الباصات تعمل حالياً في شوارع خارج منطقتها ما الإجراءات التي ستستخدمها لضبطهم..؟
– قد يكون هناك عشوائية في حركة الباصات في بعض الشوارع ونحن حريصين على انتظام حركة الباصات في الخطوط المحددة لها خدمة للمواطن وحفاظا على التوزيع المناسب للباصات في جميع الشوارع, وخلال الفترة الماضية واجهنا بعض الصعوبات نتيجة للظروف المحيطة وقيام بعض الباصات بالعمل في خطوط غير المخصصة لهم والبعض يعمل بدون لوحات وبدون تحديد خطوط محددة لهم وهذه الإشكالية نحن نرصدها ونعمل على إيجاد حلول مناسبة لها بالتعاون مع الجهات الأمنية التي نأمل أن تكون سندا وعوناً لنا في السيطرة على هذه العشوائية قبل استفحالها وتحولها إلى مشكلة يصعب حلها لأنها مثل الورم السرطاني إذا لم يجد المعالجة السريعة فإنه يستفحل ويصعب بعد ذلك علاجه وأول علاج له هو تشخيصه والإقرار بوجوده ثم تحديد العلاج المناسب وبما أننا ندرك المشكلة فإننا نستطيع أن نعالجها بشكل سليم بإذن الله.
كيف تتعاملون مع الوثائق التي يطلبها المواطن منكم في ظل غياب الكهرباء واستمرار العدوان..؟
بالنسبة للوثائق التي يطلبها المواطنون فإنها متوفرة بحمد الله فقد وجه معالي الأخ وزير الداخلية اللواء جلال الرويشان بأن يتم العمل بالنظام اليدوي إلى جانب النظام الآلي بحيث يتم تسهيل المعاملات للمواطنين بحسب الظروف وقد كان هذا القرار حبل إنقاذ لنا لأننا كنا نقف مكتوفي الأيدي قبل صدوره والأخ مدير عام شرطة السير العميد مطهر الشعيبي يحرص على أن يعمل المولد الكهربائي طوال فترة الدوام الرسمي وهذا الأمر خفف كثيرا من الازدحام الذي كان ينتج عن عدم وجود طاقة كهربائية.
يقال إن الأرقام والوثائق قد نفدت وليس لديكم أي حلول ما ردكم..؟
– نفذت بالفعل الأرقام الخاصة بالمركبات في شرطة أمانة العاصمة صنعاء نتيجة لنفاد الكمية المطبوعة وعدم وجود اعتماد لطبع أرقام جديدة ولكن الأخ مدير عام شرطة السير وجه بتوفير أرقام بأي طريقة وبالفعل خلال الأسبوعين القادمين سوف تتوفر كمية من الأرقام الخصوصي والنقل لكي نواجه طلبات الترقيم للسيارات الخصوصي والنقل.
كثير من الخطوط الطويلة المتصلة بالمحافظات تعاني من الوقوف المخالف مما يعيق حركة السير هل تعلمون بها ولديكم حلول لها..؟
– تعاني مداخل العاصمة من الكثير من التشوهات التخطيطية التي نتج عنها عشوائية شديدة في عملية وقوف السيارات التي تقوم بنقل الركاب بين المحافظات كنتيجة طبيعية لعدم وجود مواقف وفرز رسمية مخططة مسبقا وعدم وجود رؤية لدى مخططي مدينة صنعاء تحدد الخدمات الضرورية للمدينة واحتياجاتها الفعلية لفرز السيارات وزادت حدة المشكلة بسبب قيام السيارات الهيلكس والباصات المتوسطة بنقل الركاب بين المحافظات كنتيجة طبيعية لنقص السيارات البيحوة التي لم يحدث لها أي تطوير وهي في طريقها للانقراض دون أن يتوفر البديل المناسب لها…نحن نحاول جاهدين السيطرة على هذه الظاهرة ولكننا نأمل من وزارة النقل ومكتبها في أمانة العاصمة بعملية مسح شاملة لمخطط الأمانة وإيجاد مواقف نموذجية لفرز السيارات التي تقوم بالنقل بين المحافظات.