■ استطلاع / سماء حيدر البزاز
يتداول العديد من المتطفلين على مهنة الإعلام أو بعض من لهم انتماءات وولاءات خارجية أخبار كاذبة من شأنها إثارة الرعب والخوف بين صفوف المجتمع، خاصة في ظل هذه الأوضاع المضطربة التي يصدق فيها الناس أغلب ما تتداوله تلك الوسائل الإعلامية والتي تحمل عدداً منها أخباراً لا أساس لها من الصحة، هدفها تخويف وإرعاب الناس كباب من أبواب الحرب النفسية .. علماء ودعاة يتحدثون لـ(الثورة) عن خطورة وعقوبة تلك التناقلات وحرمتها في الإسلام في سياق الاستطلاع الآتي .. نتابع:
العلامة محمد الفضلي يقول في مستهل حديثه: ليعلم كل قائم على أي وسيلة إعلامية أنهم محاسبون على كل كلمة ينطقونها أو يتحدثونها أو يكتبونها، لما قد تسهم في تنوير وهداية وتأمين الناس بما فيه الصالح العام أو قد تسهم أخبارهم في زعزعة أمن واستقرار الناس وإرعابهم وترهيبهم وتخويفهم كما هو حاصل الآن يتداولونها عبر مختلف المواقع الأخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي لا أساس لها من الصحة سوى الأضرار بالناس والتلذذ بذلك لنيل الأولوية في المشاهدة والمتابعة والقراءة وكما زاد كذبهم وافتراءهم زادوا ربحاً كما يظنون ويزعمون وما هي إلا حسرات وويلات واثقالاً فوق أثقالهم يتحملونها يوم القيامة يوم لا ينفع ما ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ظروف حالكة
من جهته يستهل العلامة إبراهيم العلفي حديثه بقوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (لا يحل لمسلم أن يروع مسلما) وأضاف متسائلاً (هل يدرك هؤلاء المغامرون والمستهترون بأخبارهم ومن يتداولها خطورة وحرمة ذلك ومدى تأثيرها على حياة الناس، فمنهم من مرض من تلك التداولات ومنهم من توفى ومنهم من دخل في دوامة الضيق والقلق والرعب ومنهم من نزح تاركاً ماله وداره متلقياً مختلف الصعاب والمشتقات في ظروف حالكة كهذه وأولئك الصعاب لا هم لهم سوى (اليوم يقصفون اليوم سيدمرون .. شارع فلان مستهدف .. منزل علان مستهدف .. المنطقة الفلانية ستنسف .. ميزانية الدولة والموازنة العامة انتهت والوضع في تدهور والناس يموتون جوعاً .. لا طعام لا علاج لا دواء .. وغيرها من الأخبار المدمرة التي تخلق الرعب والقلق في صفوف الأبرياء الأمر الذي يجعلهم يعيشون في قلق ورعب وتوتر وأعرف الكثير ممن يصدقون تلك الشائعات قد أصيبوا بأمراض مزمنة منها السكر والضغط والاكتئاب وآخرون الجلطات بأنواعها ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
فزع يوم القيامة
من جانبه يقول العلامة مصطفى الريمي: يجب ألا يستهين هؤلاء العابثين بخطورة موقفهم فبأخبارهم قد يحيوا الأمل والتفاؤل بين الناس أو التشاؤم والإحباط، وقد يحيون نفساً ويميتون أخرى وليتذكروا قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، (من أخاف مؤمناً كان حقاً على الله أن لا يؤمنه من فزع يوم القيامة).
الأبرياء هم الضحية
فيما تطرق العلامة محمد الزيادي إلى من يكفرون فئة من الناس ويتعصبون لمنطق معين في أخبارهم وتداولاتهم الإعلامية ويحرضون المجتمع على بعضه بعضا الأمر الذي قد يصل إلى القتل – والعياذ بالله – والضحية هم أولئك الأبرياء الذين تزهق أرواحهم نتيجة تلك الأخبار التحريضية والمرعبة بدون وجه حق وتجعلهم يعيشون حياتهم على نار من القلق والخوف على أسرتهم وأولادهم في ذمة ممن لا يخافون الله ولا يردعهم رادع وأعلموا أنه من أشار إلى أخيه بحديده فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه وأن كان لأبيه وأمه .. فما بالكم من يحرض ويدعو إلى الاقتتال بياناً صريحاً فقد باءوا بغضب من الله وعذاب شديد.
تضليل
العلامة عبدالله الديلمي أوضح بأن النظرة التي قد تروع المسلم وتخيفه محرمه ويحاسب صاحبها، فما بالنا بهؤلاء الذين لا يخافون الله في الشائعات والأخبار المضللة ولا يراعون في ذلك ملة ولا ذمة، ويكفينا من ذلك قول النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم (من نظر إلى مسلم نظرة يخيفه فيها بغير حق أخافه الله يوم القيامة).
إرهاب الناس
فيما دعت الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه جميع الوسائل الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعية بأخذ الدقة والحذر من الأخبار التي ينقلونها للناس والحرص على المصداقية والابتعاد كل البعد عن إرهاب الناس وإدخالهم جو الحروب النفسية، والأمانة في كل ما ينشرونه للناس وليعلموا بعظمة منصبهم ومركزهم وإلا يكونوا وبالاً ومصدر تخويف واضطراب، يكفي مجتمعنا هذا التلاعب وهذه الفوضى لا بد أن تكون هذه المواقع مصدر تطمين وإرشاد وقاعدة أمن واستقرار وتوجيه وإرشاد .
أخبار مشبوهة
بشرى القادري – مرشدة دينية هي الأخرى وجهت برسالة إلى جميع الشرائح المجتمعية بعدم التعاطي مع تلك الأخبار المشبوهة التي تحمل مصادر غير موثوقة والثقة بالله بأن ما يصيبنا هو ما كتبه الله لنا وأن لا أجد يغير ما كتبه القدر والثقة كل الثقة بالظفر والاطمئنان والنصر والتفريج من الله سبحانه وتعالى هو مرجعنا وملاذنا.
المحاسبة والمعاقبة
فيما دعت كلاً من الداعية هدى السامعي وأمة العليم الصنعاني ومنى زيد إلى فرض عقوبات على تلك المواقع التي لا تتحرى الصحة والدقة فيما تنشره بهدف خلق الفوضى والبلبلة والرعب النفسي ومحاسبة كل القائمين عليها حتى يكون ذلك رادعاً لغيرهم.