مساحة خضراء …شعراء ثلاثة يلعبون النرد ويكتبون بدم القلب
صحيح إن من الشعر لحكمة, وإن من البيان لسحرا, الكلمة تفعل فعلها, يقول نزار قباني في قصيدة شعرية هي الأعنف, وإن كانت الأقرب إلى حقيقة العرب :
أنا يا صديقة متعب بعروبتي..
فهل العروبة لعنة وعقاب.
أمشي على وجه الخريطة خائفاً ..
فعلى الخريطة كلنا أغراب
أتكلم الفصحى أمام عشيرتي..
وأردّ لكن ما هناك جواب
لولا العباءات التي التفوا بها..
ما كنت أحسب أنهم أعراب
يتقاتلون على بقايا تمرة..
فخناجر مرفوعة وحراب
في عصر زيت الجاز يطلب شاعر
ثوبا وترفل في الحرير قحاب..
كلمات جرحت ولم تسل دما ولم تقتل, لكنها أكثر حدة..
أما محمد الفيتوري فيشطح به الخيال الصوفي:
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
حدقت بلا وجه .. ورقصت بلا ساق
وزحمت براياتي .. وطبولي الآفاق
عشقي يفني عشقي.. وفنائي استغراق
مملوك لكني.. سلطان العشاق
وجد صوفي وعذوبة في الإيقاع تعبر عن عربدة السكر بالعشق عند الصوفيين.
أما عمر أبو ريشة فيعبر عن عشقه وولهه بالمعشوقة :
تركت حجرتها.. والدفء منسربا
والعطر منسكباً.. والعمر مرتهنا
وسرت في وحشتي.. والليل ملتحف
بالزمهرير.. وما في الأفق ومض سنا
ولم أكد أجتلي دربي على حدس
واستلني عليه المركب الخشنا
حتى سمعت ورائي رجع زفرتها.