استعراض جرائم العدوان السعودي في القطاعات التربوية والتعليمية والرياضية
صنعاء/ سبأ
نُظمت بصنعاء أمس فعالية حول جرائم العدوان السعودي في حق القطاعات التربوية والتعليمية والشبابية والرياضية اليمنية تحت شعار “استهداف التعليم استهداف للمستقبل”.
وفي الفعالية التي نظمتها وزارات التربية والتعليم، الشباب والرياضة، التعليم العالي، والتعليم الفني والتدريب المهني، بالتعاون مع القسم التربوي لأنصار الله، أكد القائم بأعمال وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي أن العدوان السعودي على اليمن لم يحصل طوال التاريخ الحديث للعالم.
وأشار إلى أن العدوان وطوال 8 أشهر يستهدف كل شيء في اليمن وأن أشد ما في قصف طيرانه هو استهداف المدارس باعتبارها مكانا لتخريج أجيال متعلمة تسهم في بناء المستقبل.
وقال: “العدوان دمر 1300 مدرسة، والجرائم التي يرتكبها في حق الشعب اليمني وأبنائه لم ترتكبها النازية ولم يشهد لها التاريخ مثيلا”.
وأضاف: “لم يسلم شيء في اليمن من قصف طيران العدوان الذي تقوده دولة تدعي حماية دين الله وشريعته، حيث استهدف العدوان السعودي قرابة 70 مسجدا و71 ألف منزل و240 سوقا وحتى الصيادين في البحر والمحتفلين في الأعراس لم يسلموا من قصف طيران العدوان”.
ودعا الدكتور الحامدي المنظمات الدولية إلى المسارعة في إيقاف العدوان حتى لا تُلغى شرعيتها الأخلاقية أولا فضلا عن شرعية مهامها وبنيتها، معربا عن استغرابه استمرار هذه المنظمات في الصمت والوقوف موقف المتفرج إزاء ما يحدث لليمن أرضا وإنسانا”.
وتابع: “إن ثبات الشعب اليمني العظيم كان له الفضل في الانتصارات وأول تلك الانتصارات هي الصمود والثبات، ومن تلك الانتصارات ذهاب الطلاب للمدارس وانتظامهم فيها وهي رسالة للعدو بأننا صامدون وثابتون، كما أن هذه الأمور هي ما دفعت الأبطال لتحقيق الانتصارات في مختلف الجبهات”.
وأشاد القائم بأعمال وزير التربية والتعليم بتفاعل الآباء والأمهات والدفع بأولادهم إلى المدارس، لافتا إلى الاقبال الكبير من الطلاب على العملية التعليمية في مختلف مراحلها, متوقعا أن يعود كافة الطلاب إلى المدارس خلال الأسبوع الجاري.
ونوه بدور عدد من رجال المال والأعمال الذين قدموا منظومات للطاقة الشمسية لبعض المدارس حتى تتمكن من أداء مهامها بالصورة المثلى.
ولفت إلى أن الحصار الجائر الذي يفرضه العدوان السعودي لم يتح للوزارة طباعة الكتاب المدرسي بسبب عدم سماحه لأوراق الطباعة بالدخول إلى اليمن.
وقال: “نشعر أن عملا جبارا أنجز من كل فئات المجتمع خلال الفترة الماضية من العدوان بهدف إنجاح العملية التعليمية، ولذا فقد انتهى العام الدراسي الماضي بنجاح، وبدأ العام الدراسي الجديد بنجاح أيضا”.
واختتم قائلا: “أخطر ما في العدوان هم مرتزقته سواء في الداخل أو الخارج لأنهم يعملون على تدمير بلادهم دون أي شعور بمسؤولية وطنية تجاه أرض طالما منحتهم الكثير”.
من جانبه استعرض القائم بأعمال وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عبدالكريم الروضي حجم الأضرار التي تعرضت لها الجامعات اليمنية في مختلف المحافظات خلال قرابة 8 أشهر، مؤكدا أن أحدا لم يكن يتوقع أن يستمر العدوان هذه الفترة ولا أن يكون بهذا الشكل الجنوني.
وأشار إلى أن عددا من الكليات تعرضت لاستهداف مباشر وغير مباشر ما أدى إلى دمار هائل فيها وذلك في كل من أمانة العاصمة، عدن، صعدة، تعز، عمران، حضرموت، الحديدة، صنعاء، حجة، إب، مؤكدا أن الدمار طال مكتبات الجامعات والأجهزة الدراسية والمعامل في الكليات العملية والأدبية.
ولفت إلى أن جامعتي عدن وحضرموت تقعان تحت سيطرة التنظيمات الإرهابية القاعدة وداعش وغيرهما ولم تستطع قيادة الوزارة التواصل مع قيادات الجامعتين للاطلاع على حجم الأضرار بشكل كامل بسبب ذلك.
وأوضح الدكتور الروضي أن العدوان لم يقتصر على الجامعات الحكومية وحسب بل طال الجامعات الأهلية في مختلف المحافظات، كما طالت أيادي العدوان الكوادر الأكاديمية في عدد من الجامعات.
وقال: “رغم كل ذلك العدوان والدمار إلا أن العملية الدراسية في الجامعات استمرت وتم استكمال الدراسة، وتسجيل الطلاب للعام الدراسي الجديد، وهي رسالة واضحة لقوى العدوان تؤكد صمود الشعب اليمني وتطلعه للحياة”.
واستعرض القائم بأعمال وزير التعليم العالي الجهود الرامية لمعالجة بعض الاختلالات في الجامعات الحكومية والأهلية سواء تلك الناتجة عن العدوان أو السابقة لما قبل العدوان.
وأضاف: “نحن لا نعمل مع أحد، نحن نعمل مع الوطن، وواجبنا الوطني يحتم علينا الوقوف إلى جانب الوطن سيما في ظل هذه الظروف الصعبة”.
من جانبه أكد القائم بأعمال وزير الشباب والرياضة عبدالله هادي بهيان أن العدوان السعودي دمر 40 منشأة رياضية في مختلف المحافظات بدون أي وجه حق وتحت مبررات واهية.
وأشار إلى أن التكلفة الأولية لما دمره العدوان في قطاع الشباب والرياضة بلغت 40 مليارا و810 ملايين ريال ما يعادل 189 مليونا و813 ألف دولار.
واستعرض بهيان الآثار التي لحقت بقطاع الرياضة والشباب جراء العدوان على المنشآت الرياضية والشبابية، مشيرا إلى أن تلك المنشآت كانت بمثابة مقرات وأماكن للهيئات والأطر والاتحادات الرياضية والشبابية، ما أدى إلى إتلاف ممتلكاتها بالإضافة إلى حرمان الرياضيين والشباب من تمارينهم وأنشطتهم.
وقدم مسؤولو وزارة الشباب والرياضة عرضا تقنيا للمنشآت الرياضية التي دمرها العدوان باستعراضها قبل وبعد القصف.
بدوره أكد القائم بأعمال وزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عبدالقادر العلبي أن العدوان استهدف 34 معهدا وكلية مجتمع وبشكل ممنهج في مختلف المحافظات، مشيرا إلى أن استهداف التعليم الفني هو استهداف لقطاع يدعم سوق العمل الوطني بالكوادر المدربة والمؤهلة.
وأوضح أن استهداف مؤسسات التعليم الفني أدى في البداية إلى انقطاع العملية التعليمية في هذه المؤسسات وبالتالي أثرت على العطاء بالنسبة للمدرسين والتحصيل العلمي بالنسبة للطلاب وعددهم 40 ألف طالب ظلوا في حالة خمول دراسي سيما في الأماكن الساخنة.
وأشار إلى أن الوزارة تمكنت من رسم سياسة واضحة لمواجهة العدوان وآثاره وأنها تمكنت من إيجاد بدائل للمعاهد والكليات التي تم استهدافها، مؤكدا أن العملية التعليمية والإدارية ستستمر في جميع المحافظات.
وقدم مسؤولو وزارة التعليم الفني والتدريب المهني عرضا مصورا لحجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت التابعة للوزارة.
الممثل الأكاديمي لأنصار الله الدكتور عبدالله الشامي أشار إلى أن الفعالية تهدف إلى تقديم حقائق لا يجب أن تظل مدفونة تحت الأنقاض بل يجب أن يعرف بها العالم حقيقة العدوان الذي يستهدف اغتيال مستقبل الشعب اليمني، وأن العدوان طال البنية التحتية للتعليم والشباب والرياضة وتسبب في معاناة نفسية للطلاب والشباب.
وأكد أن العدوان يهدف إلى إلغاء العملية التعليمية من خلال وسائل عديدة من شأنها صرف الشعب عن التعليم لكن كل ذلك تلاشى مع صمود الشعب اليمني تحت ضربات العدوان، مبينا أن قطاع التعليم كان السباق لمواجهة العدوان من خلال استكمال الامتحانات والبدء في العام الدراسي الجديد.
واستغرب الدكتور الشامي الصمت الدولي تجاه قصف المنشآت التربوية باعتبار استهدافها مخالفا للمواثيق الدولية.
وجرى خلال الفعالية استعراض الفيلم الوثائقي حول اغتيال المستقبل الذي تضمن رؤية تاريخية للمحاولات القديمة الجديدة لقوى العدوان السعودي في السيطرة على اليمن، بالإضافة إلى استعراض حجم الدمار الذي لحق باليمن أرضا وإنسانا جراء هذا العدوان.
حضر الفعالية عدد من المسؤولين.