موسكو ولندن وواشنطن توقف رحلاتها إلى شرم الشيخ
تقرير/ محمد عبدالسلام
تضاربت الأنباء والتقارير الاستخباراتية للدول الكبرى حول أسباب سقوط الطائرة الروسية المدنية المنكوبة فوق سيناء في مصر , الأسبوع الماضي فيما لم تكشف بيانات الصندوق الاسود سبب سقوط الطائرة إلا أن التقارير استبعدت فرضية حدوث عمل إرهابي.
وتحدث الرئيس الأمريكي بارك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن احتمال تعرض الطائرة, لاعتداءات إرهابية قد يكون ذلك من خلال زرع قنبلة داخل الطائرة إلا أن القاهرة وموسكو اعتبرتا أنه “مجرد تكهنات”.
وفي تطور جديد عن حادثة سقوط الطائرة الروسية في سيناء وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتعليق جميع رحلات الطائرات الروسية إلى مصر حتى تتمكن من معرفة ملابسات الكارثة.
وجاء الإعلان الروسي وقف الرحلات الجوية إلى مصر بعد إعلان لندن وعدد من الدول الأوروبية قرار وقف الرحلات إلى مدينة شرم الشيخ المصرية , بعد معلومات استخباراتية عن وجود عمل إرهابي وراء سقوط الطائرة.
وأكد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف خلال اجتماع للجنة الروسية لمكافحة الإرهاب أن الرئيس بوتين كلف الحكومة بوضع آلية لإعادة المواطنين الروس من مصر، إضافة إلى التوجيه بضرورة التعاون مع الجانب المصري لضمان أمن الرحلات الجوية.
وبحسب وكالة السياحة الروسية فإن عدد السياح الروس المتواجدين في المنتجعات المصرية يصل إلى 79 الف سائح, واغلبهم يقضون إجازاتهم في شرم الشيخ والغردقة.
في حين انتقدت الخارجية المصرية ” ماسمته عدم مشاركة المعلومات الاستخباراتية” و”عدم التعاون” الكافي من بعض الدول بشأن مواقفها عقب الحادث المروع.
وقال وزير خارجية مصر سامح شكري إن بلاده “لم تجد تعاونا كافياً من الدول الأخرى في مواجه الإرهاب” وإنها لم” تتلق معلومات تتردد في الخارج حول إمكانية سقوط الطائرة نتيجة عمل إرهابي رغم أن الحكومة البريطانية عبرت عن قلقها إزاء الإجراءات الأمنية في شرم الشيخ منذ نحو عشرة أشهر، حيث زار فريق من الخبراء الأمنيين البريطانيين المنتجع ومطاره في العام الماضي.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن من المرجح على نحو متزايد أن تكون قنبلة هي التي أسقطت طائرة الركاب الروسية في مصر.
في وقت قالت صحيفة (التايمز) اللندنية: إن أدلة متزايدة ظهرت الليلة الماضية تشير إلى أن داعش هرّب إلى متن الطائرة الروسية حقيبة قبل انفجار الطائرة فوق سيناء.
وأفادت تقارير إعلامية أمريكية أن المخابرات المركزية سي أي إيه قد رصدت اتصالات بين قادة في تنظيم “داعش” وأتباعهم في سيناء قبل وبعد تحطم الطائرة الروسية.
ونقلت محطة ان بي سي التليفزيونية عن مسؤول، لم تسمه، القول: إن المسلحين كانوا “يتباهون” بطريقة إسقاط الطائرة.
وتحدث الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن احتمال حصول اعتداء بقنبلة.
كما تحدث اوباما لإذاعة كيرو التابعة لمجموعة سي بي اس “قائلاً أعتقد ان هناك احتمالا لوجود قنبلة على متن الطائرة ونحن نأخذ هذا الاحتمال ببالغ الجدية”، مضيفا مع ذلك “لا نعرف حتى الآن” بشكل يقيني.
ويرى مراقبون إن اوباما وكاميرون يبدوان وكأنهما يملكان حقائق موثقة عن الطبيعة الإرهابية للحادث الجوي المريع، غير أنهما لا يريدان بحسب المراقبين أن يستبقا نتائج التحقيقات التي ما تزال متواصلة، وإلا ما الذي يجعلهما يثيران مثل هذه التكهنات، ويبنيان عليها قرارات فورية بوقف الرحلات الجوية إلى شرم الشيخ.
بدورهما قامت بريطانيا والقاهرة بعمل جسر جوي بين شرم الشيخ ولندن لإجلاء السياح البريطانيين حيث نقلت ثمان رحلات السياح البريطانيين من شرم الشيخ إلى لندن دون حمل حقائب الركاب العائدين إلى بريطانيا.
في حين رفضت الخطوط الجوية الهولندية شحن حقائب الركاب وغادرت بنصف ركابها رحلتها من القاهرة إلى امستردام.
وقد ذكرت صحيفة “كوميرسانت” الروسية نقلا عن مصادر خاصة بأن تفريغ بيانات أحد الصندوقين الأسودين لطائرة A321 الروسية التي تحطمت في سيناء لم يسمح بتحديد أسباب الكارثة.
وقالت المصادر إن “تفريغ بيانات الصندوق الأسود الخاص بالبيانات الفنية لـ Airbus A321 التابعة لشركة “كوغاليم أفيا” والتي تحطمت في شبه جزيرة سيناء لم يساعد على تحديد سبب الكارثة الجوية الأكبر في تاريخ روسيا من حيث عدد الضحايا”.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤولين آخرين قولهم إن “جهاز تخزين البيانات في الطائرة يشير إلى أن انفجارا عنيفا ومفاجئا تسبب في تحطم الطائرة” مما أدى إلى مقتل 224 شخصا كانوا على متنها.
وكان وزير الطوارئ الروسي فلاديمير بوتشكوف أكد أن الخبراء الروس المزودين بأجهزة تقنية مطورة يفحصون حطام الطائرة المنكوبة بحثا عن آثار متفجرات محتملة فيها.