“الرغاليون ” الجدد !
نجيب القرن
أبو رغال العربي والذي دون التاريخ موقفه المخزي فصار مضرب المثل لكل خائن يقود المحتل ويدلهم على الطريق للاحتلال أو تدمير بيت هو ذا نفس موقفه القديم يتكرر مرة أخرى بشكل أنكى وأخزى من “رغالات ” كثر أضحوا قوادين ودلالين يقومون بإرشاد طائرات المحتل لضرب الأماكن في بلدنا حتى وصل بهم الأمر لرسم وتحديد منازل ومخادع النوم ضد أشخاص مناوئين لهم سياسيا من مشايخ وشخصيات سياسية.
العقلية القتالية للأسرة الحاكمة لآل سعود عقلية مصابة بالخرف فهي أشبه بعقلية الطفل الذي لا يتلذذ بلعبه إلا حين يحطم أي شيء أمامه ..وربما بل مؤكدا أن عقلية القائمين على غرفة العمليات الجوية في الرياض تنساق وتتماهى كثيرا مع عقلية ” إصلاحي” متحمس لجماعته همه في الوجود التخلص من خصمه بطريقة همجية فجة وخسيسة نتاج تعبئة مذهبية وفكرية خاطئة ومواقف قديمة لمنافسات انتخابية بلهاء! .
من كان يتصور أو يظن أنه بالإمكان أن يأتي اليوم الذي يقوم فيه شخص مهما بلغت عداوته بتصفية الحسابات السياسية والفكرية بهذه الطريقة الإجرامية المتوحشة والجبانة ويعتقد أنها من الرجولة والديانة والشهامة؟
إنها أجبن أنواع الحروب على الإطلاق والمعتمدة على نهج أسلوب الغدر والغيلة من الجو.. حرب لا تشرف منفذيها ولا أياديها الرغاليين الدلاليين ..حرب تضعهم جميعا في خانة الوضيعين الهابطين عديمي الرجولة والمواجهة بشرف وجها لوجه.
منذ الأيام الأولى وإلى اليوم وضرب الطيران لقوات التخلف العربي تمارس إجرامها بحق المدنيين المسالمين والمنشآت المدنية تحت ظل صمت عالمي متواطئ وأحقر الناس وأتفههم من يتلذذ بهذا الفعل ويؤيده ويباركه أو يصمت عنه ولا يتمعر وجهه وما أكثرهم بيننا مع أن هناك من صحى سريعا وعاد له رشده بمجرد رؤيته بعين الإنصاف لطريقة إعادة الشرعية التي تنفذها المملكة مع حلفائها من الأعراب على شعبنا.
لقد وصل الأمر بهؤلاء الأجلاف كما قلنا في بداية الكلام لتتبع بعض الشخصيات ورصدهم كل ذلك بمساعدة وإخلاص الرغاليين القوادين المزاولين مهنة التكسب وملء بطونهم من خلال المردود المادي ” للدلالة ” الباعثة على الغثيان .
فهل يعد هذا الفعل نوعاً من البطولة والرجولة ؟ هل استهداف منزل شخص بعينه دون مراعاة وجود أهله وأولاده سيحقق النصر وعودة الشرعية والاستقرار ؟
لطالما سمعنا هؤلاء الدلالين سابقا أثناء الحروب الداخلية وهم يذرفون الدموع ويستنكرون وبقوة حكاية البيوت التي يفجرها أنصار الله مع أن الفرق كبير جدا بين تفجير بيوت خالية من سكانها استخدمت للمواجهة والتمترس وبين التفجير الذي يأتي من الجو فجأة ويصب على البيوت بمن فيها من الساكنين الآمنين ..للعلم أننا ندين شخصيا كل أشكال التفجيرات للبيوت من أي طرف كان.
لقد انكشفت وتعرت تلك النفوس ووضحت اليوم حقيقتها للعقلاء من الشعب ولو أن هؤلاء من الحاقدين يمتلكون أدنى مشاعر الإنسانية لما صمتوا عن هذا الإجرام الوقح والذي يمارس ضد شعبنا ليلا ونهارا ولا يفرق بين محارب ومسالم .لقد بانت الحقيقة وتكشفت الأقنعة وانفضحت العيون التي طالما ذرفت دموع التماسيح .
سيكتب التاريخ للأجيال القادمة بأحرف من نور ونار أن هناك يمنيين معروفون بتوجهاتهم وانتماءاتهم مارسوا عملا هو أشد صفاقة وإيلاما ولؤما مما قام به أبو رغال الذي دل جيش أبرهة على الطريق المؤدي إلى الكعبة المشرفة…إذ أن الرغاليين الجدد يقومون باقتياد المحتل لهدم الأماكن والبيوت بمن فيها والتي تعد حرمة ساكنها أشد من حرمة الكعبة نفسها!