سوريا ..الآمال معقودة على فيينا2

تقرير / قاسم الشاوش
تتواصل وبوتيرة عالية التحركات الدبلوماسية حول ايجاد حل للازمة السورية والتي طال امدها حيث سيبدأ اليوم في فيينا لقاء وزاري “رباعي ” بين روسيا والولايات المتحدة وتركيا والسعودية وهذا اللقاء سيكون استعدادا لاجتماع موسع لـ “فيينا 2” المقرر عقده غدا الجمعة بمشاركة كل من مصر ولبنان ورئيسة المفوضية العليا للاتحاد الاوروبي وفرنسا وبريطانيا والعراق وايران التي تشارك لاول مرة وهو لقاء يهدف الى حلحلة الازمة في سوريا ما يعني بان توسيع محادثات فيينا المهمة في توقيتها، ورؤيتها، قد يكون بداية للحل والتعبير عن اجندة توافقية لكل طرف في تحرك سياسي مختلف ومتعدد التوجهات والمصالح.
وفي هذا اليساق دعا الكرملين امس إلى حوار أوسع لإنهاء الصراع في سوريا قبيل محادثات دولية في فيينا لبحث سبل حل الأزمة وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين للصحفيين ردا على سؤال بشأن احتمال مشاركة إيران في محادثات فيينا “يجري حوار”، لكن طهران أعلنت بالفعل أنها ستنضم للاجتماع.
وفي السياق ذاته أعلن مصدر دبلوماسي روسي في موسكو ان وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا سيعقدون اجتماعا مساء اليوم الخميس في فيينا لبحث النزاع السوري.
واضاف المصدر ان وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والاميركي جون كيري والسعودي عادل الجبير والتركي فريدون سينيرلي أوغلو يمكن ان ينضم اليهم الجمعة نظراؤهم من ايران ومصر والعراق ولبنان “الذين دعتهم الولايات المتحدة في حال لبت هذه الدول الدعوة”.
وقد أكدت مصر على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية أحمد ابو زيد، أنها ستشارك في الاجتماع وأن وزير الخارجية سامح شكري سيتوجه من العاصمة الهندية نيودلهي إلى فيينا مساء الخميس لحضور المحادثات.
كما أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية العراقية مشاركة بلاده في الاجتماع. وقال، إن وكيل وزارة الخارجية لشؤون العلاقات الثنائية نزار الخيرالله سيحضر المحادثات الدولية بشأن الأزمة السورية في فيينا غدا الجمعة.”
واعلن وزير الخارجية الاميركي حينها أنه يأمل في عقد اجتماع دولي جديد لكن بشكل اوسع نطاقا وابرز النقاط العالقة امام تنظيم هذا اللقاء كانت مشاركة ايران حليفة الرئيس السوري بشار الاسد وكان كيري قد استبعد وقتها ان تشارك ايران في هذا اللقاء الدبلوماسي في ظل في الاوضاع الراهنة.
وأعادت وزارة الخارجية الاميركية الثلاثاء النظر في موقفها واعلنت ان طهران يمكن ان تشارك في المحادثات. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جون كيربي الثلاثاء “نتوقع ان تتم دعوة ايران الى المشاركة” متحدثا عن سيناريو يشكل منعطفا دبلوماسيا كبيرا بالنسبة للنزاع الذي أوقع أكثر من 250 الف قتيل وتسبب بنزوح الملايين منذ 2011.
من جهة اخرى قال الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقاء جمعه بوفد برلماني فرنسي بدمشق”إن الكثير من دول المنطقة والدول الغربية، وبينها فرنسا، لا تزال حتى الآن تدعم الإرهاب، وتوفر الغطاء السياسي للتنظيمات الإرهابية في سوريا والمنطقة”. ويكرر الأسد في خطاباته اتهام دول الغرب والدول العربية بدعم “المجموعات الإرهابية” في سوريا. وتصنف دمشق وحلفاؤها كل فصيل يقاتل نظام الأسد بـ”الإرهابي”.

واعتبر الأسد أن “السبب الرئيسي لمعاناة الشعب السوري هو أولا الإرهاب، وما نجم عنه من تدمير للعديد من البنى التحتية الأساسية، وثانيا الحصار الذي فرض على سوريا، ما أثر سلبا على معيشة المواطنين والخدمات التي تقدم إليهم في مختلف القطاعات، وخصوصا القطاع الصحي.
وفي هذا الزخم الدبلوماسي تبقى الآمال معلقة على التحركات الدبلوماسية النشطة والاجتماعات المكثفة والاتصالات المتزايدة، بين موسكو وطهران والرياض والقاهرة وعمان وواشنطن وأنقرة، تنبئ بحل سياسي قريب ينهي الأزمة السورية، فيبدو أن الجهود الروسية أصبحت قاب قوسين أو أدنى من انضاج حل سياسي معقول يرضي معظم الفرقاء، خاصة في ظل توافق ولو مبدئي على أرضية مشتركة وحل سياسي يكون الأسد جزءًا منه ولو مرحليًا، ليكون هذا التوافق هو نقطة التجمع الذي ينطلق منه حوار جديد مرتقب في فيينا.

قد يعجبك ايضا