المطلوب حتما اليوم قبل الغد

تتوالى وتتجدد الدعوات الصادقة والمسؤولة لتحقيق المصالحة الوطنية من قبل القيادات السياسية في بلادنا ومن قبل المفكرين والكتاب والدعاة والموجهين إدراكا منهم لأهم متطلبات اللحظة التاريخية وما يفرضه الإيمان الصادق وتوجبه الأخوة الوطنية الحقة على الجميع أيا كانت مسؤولياتهم ومواقعهم والمطلوب في نظري هو الإسراع في تحقيق ما يعتبر مقدمة هذا الواجب ونقصد بذلك العودة إلى الذات ومحاسبة النفس والاستماع لإملاء صحوة الضمير وتجاوز حالة الاختلاف والاحتراب والحرص على إعادة المياه إلى مجاريها الطبيعية في كافة المحافظات التي يجري فيها الاقتتال  وتوحيد الصفوف في جبهة واحدة للعمل على إيقاف إزهاق الأرواح ونزيف الدماء مهما تم تجرعه من السموم أو المرارات والأحماض !
فهل يرتقي الجميع إلى هذا المستوى الأخلاقي والوطني والإنساني النبيل ¿
إن هذه الخطوة إنما تعني في أهم ما تعنيه الخروج من المتارس المظلمة ورفض البيات المتربص والقاتل في مخابئ المصالح والصراعات وتغليب المصلحة العليا للشعب والوطن !!
هذا هو المطلوب حتما اليوم قبل الغد !
ومع ذلك وفي ضوء ما وصلت إليه البلاد اليوم من تجرع كارثة لا يعلم سوى الله سبحانه وتعالى نهايتها تبدو حتى الأسئلة مستعصية في وجهة البحث عن الخطوات الشجاعة التي يمكن أن تتخذها المكونات السياسية والأطراف المتقاتلة ويتخذها المعنيون وأصحاب القرارات الناجعة والشجاعة من أجل إيقاف نزيف الدماء اليمنية الطاهرة في كل صور الاحتراب الداخلي والتقدم بنكران للذات وتضميد لكل الجراح وتربية الآلام وإعادة ترتيب الصفوف نحو صنع الاصطفاف الوطني بعد ردم هوة هذه الفتنة الضارية التي توضحت بأنها واحدة من إملاءات ونتائج الحقائق المريرة لجرثومة الفوضى البناءة (( الهدامة عمليا )) في دورتها المستمرة على رقعة الشطرنج العربية في الخارطة القائمة وقد بلغت المدى الخطير والمدمر في الأقطار العربية التي دارت فيها وما زالت تدور حتى الآن في أكثر من ابتلاء وامتحان !
فالبلاد للأسف الشديد  لم تعد تقف على حافة الهاوية أو متاهة النفق الذي كانت تطبق عليه التحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية أو الإنسانية والاحتقان السياسي بل أوغلت في ذلكم النفق المظلم وكل يوم يمر يزداد الحال سوءا وخطر امما أغلق الاحتمالات على فقدان المخرج إلى حل منشود أو معالجة متاحة أو حتى الوصول إلى نوع من  الصلح المؤقت بين القوى المتقاتلة حسب العادات القبلية الأصيلة فضلا عن الوصول إلى الغاية الأعظم وهي المصالحة الوطنية !!!
> والسؤال هنا متعلق بمن عطلها وأغلق الأبواب دون الوصول إليها وقد كان يجب أن تكون في مقدمة الواجب في مهام الحوار الوطني بل وفي صدارة برامج العمل السياسي للدولة بكل مؤسساتها يوم كان لها وجودها وتأثيرها ومثل ذلك يقال حتما بالنسبة للأحزاب والتنظيمات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني الكل كان يجب عليه أن يتفانى في ميدان العمل لتحقيق المصالحة الوطنية وقد بدا ومنذ الوهلة الأولى لتفاقم الأزمة وضراوة الأحقاد المتقدة تحت قدرها المشتعل التغاضي عن استمرار الأوضاع والاختلافات والصراعات على ما هي عليه من السوء والتدهور طالما لم تتخذ الخطوات الأولى البينة نحو المصالحة الوطنية كما حدث بالفعل ولا عزاء للإيمان والحكمة ومن ظل يراهن عليهما من المخلصين في خنادق العمل الوطني !
> نعم اليمن في قلوبنا واليمن اولا واليمن أغلى والحقيقة الباقية والخالدة هي أن اليمن سفينتنا التي لا مناص لنا من أن نحافظ عليها ونعبر عليها إلى حاضر جديد ومستقبل أفضل !!!
> لتمضي قدما حاملة للجميع بمختلف اتجاهاتهم ونواياهم ومذاهبهم وكل مايشهده عالم الإنسان من تباينات وتوافقات كقاعدة إنسانية على هذه السفينة التي إن تركناها لخروقات الاحتراب والفتنة التي صارت تهددها وتشوهها سوف تتشظى أكثر وتغرق بöنا جميعا لا أحد سينجو ولا منقذ لنا سوى في ان نسير قدما من أجل ترجمة كل ما تم الاتفاق عليه إلى عمل وإعطاء الأولوية لتحقيق المصالحة الوطنية وأن نبني على قاعدتها القوية والراسخة كافة قواعد الاصطفاف الوطني المنشود لبناء يمن جديد وتحت مظلة السلم والأمن والاستقرار وبقوة وعدالة الشراكة الوطنية
وفي الختام نقول لعطوفة الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد – مع حفظ الألقاب – بأن المطلوب أيضا هو أن يتم اللقاء بين جميع الأطراف والجلوس على طاولة واحدة والالتزام بإيقاف إزهاق الأرواح وسفك الدماء وتهديم المقدرات والدخول مباشرة  في خطوات عملية صادقة وجادة من قبل الجميع تدلل على حسن النوايا وسلامة التوجهات وبداية بأن يتقي الجميع الحرمات الإعلامية والمحظورات الأخلاقية والمهنية والكلمات الخبيثة والهدامة والتي أوصلتنا إلى هذه الحالة المأساوية المؤسفة والله ولي الهداية والتوفيق
من ندى الشعر

نعيش على عشقنا للنهار
ونكبر في حبنا للوطن

قد يعجبك ايضا