الدين قبل العيد يسألناالدخول في السلم كافة
بسم الله الرحمن الرحيم
( يا أيها الذöين آمنواú ادúخلواú فöي السöلúمö كآفة ولا تتبöعواú خطواتö الشيúطانö إöنه لكمú عدو مبöين ) صدق الله العظيم الآية (208)من سورة البقرة
هذا التوجيه الإلاهي والأمر المستمر والذي لم ينسخ في الدخول في السلم بالنسبة لكافة المؤمنين مازال واجب الإتباع و الإنصياع أم أن ما شدد ربنا سبحانه وتعالى على النهي عنه وهو إتباع خطوات الشيطان هو الأحرى بالإلتزام والتنفيذ وأين المؤمنون أو المسلمون في بطاقة الهوية من ما حذرهم منه رب العالمين تقدس في علاه في العديد من الأقطار العربية والإسلامية ومنها بلادنا البلد الطيب وطن الإيمان والحكمة ¿
لقد سقطت هذه الأمة البائسة في قبضة العدو المبين كما أوضح القرآن الكريم وصارت تلوثها بل وتطحنها خطوات الشيطان والدليل على ذلك أن لا وجود للسلم في معظم أقطارها وحروب الفتنة المذهبية والطائفية والضياع الحضاري تصول في كافة أرجائها وقد بدت اليوم أكثر وضوحا من أي وقت مضى وكأنها تحتضر بين الطاعة لله والإمتثال لأمره جل شأنه بالدخول في السلم كافة وبين عدم الإنصات إلى التحذير الإلهي والسقوط وإتباع خطوات الشيطان العدو المبين ?
وهي لا شك الحقيقة المريرة المعيشة اليوم والتي أفقدت المسلمين قيمتهم ودورهم في الحياة المعاصرة وشوهت حقيقة الصلة التي تربطهم بالتعاليم الربانية وبالقيم السامية وبترجمتها في سلوكهم والإمتثال لها في حياتهم حتى بالنسبة للمناسبات الدينية التي يجب أن تشدهم إليها كمناسبة عيد الأضحى المبارك بكل معانيه ومتطلباته التي يجب أن تعاش وفي المقدمة الأمن والسلام والمحبة والوئام وتجدد الرباط الوثيق بين أبناء الأمة الواحدة وفي البلد الواحد تحت مظلة القيم السامية الدينية والوطنية فأين نحن اليوم من كل ذلك ¿
الإجابة معروفة ومريرة وسوف نأتي على موجزها إذا تطلب سياق هذه اليومية التي تريد أن تعطي العيد الكبير بعضا من حقه وقبل ذلك الوقوف والتأمل لمشهد الوقوف في عرفات الله والذي يتجلى للعالم كله صارخا بكلمة التوحيد وعبارات التلبية لله الواحد الأحد الفرد الصمد والخضوع والخشوع له وحده لا إله إلا هو تقدس في علاه
* ولذا فإننا في عيد التضحية والفداء والإمتثال للطاعة السامية والإرتقاء لمعاني العيد الجليلة و للقيم العليا العقيدية والوطنية والوفاء نكرر التذكير بأنبل ما يتصل به وهو الوفاء للشهداء كل الشهداء و خلاصة ما يؤمله العقلاء ويسعون إليه عقب تجاوز هذه الفتنة الضارية التي تعتصر بلادنا وإيقاف إزهاق الأرواح و نزيف الدماء. وان يتحرر الوطن من الخوف والأحقاد والإرهاب والإرتهان للمجهول أوالإملاءات الخارجية وان يتحقق فيه السلم والأمن والاستقرار بل وأن تمتلك الأطراف المتصارعة من الدوافع والأسباب الخيرة ما يجعلها قادرة على حسن الظن في بعضها البعض وفي الآخرين بل وإعطاء الثقة لهم والثقة بهم وأن تبنى الحوارات أو المباحثات على هذا الأساس المتين الأقرب لإثمار الخير بإذن الله
والبداية من حسن الظن حتى تستقيم الأمور ويعود الوطن إلى طبيعته الحية المتفائلة والفاعلة ويقوم بناء الشراكة على قواعد متينة وراسخة ولتدور عجلة التنمية وإعادة البناء والإعمار في كل ربوع الوطن ..بداية من تحقيق الرعاية الكاملة لأسر الشهداء والوفاء الصادق لمن كانوا أكرم منا عليهم رحمة الله ورضوانه بل وكتابة تأريخ جديد -كما طالبت في أكثر من مقال – يكون عنوانه الأول الوفاء للشهداء كل الشهداءالأبرار والعناية بأسرهم أولا ومن ثم إعطاء الأولوية في إجتياز الإختبار الأول في حسن الظن وإعطاء الثقة بالأعمال المباشرة والملموسة وهي لا تحتاج إلى التفصيل وإستثمار المساحة الروحانية النبيلة للعيد الكبير كمناخ صحي مثمر ووسيلة وجدانية جامعة لكل أبناء الوطن الواحد والأمة الواحدة في مشاعر متحدة تحت ساطعة نور الله عز وجل ورضوانه وتوفيقه
* ومن أجل ذلك ونهضة أمة الخير كله والوسطية نسأله سبحانه وتعالى بحق تطلع كافة المسلمين لإقامة الدين الحنيف أن ييسر أمامهم السبل لذلك وأن يرفع غضبه ومقته عنهم وان يعيدهم إلى الإعتصام بحبله وأن يوحد كلمتهم وصفوفهم بإيقاف كل الحروب والفتن وصيانة أرواح المسلمين ودمائهم ومقدراتهم والتي صارت تهدر في كل مكان لا لغاية سامية وإنما للأسف الشديد للخضوع وإتباع خطوات الشيطان (سبق الوقوف أمام هذه الآية الكريمة في المستهل)
وأن يخص عباده في هذا البلد الطيب بجمع القلوب على كلمة سواء حول مائدة الحوار والتفاهم وتحقيق السلام والتفاهم والتلاحم إنه سميع مجيب
وأن يعيد كل أبناء شعبنا إلى اليقظة والتمسك بأواصر الأخوة الإيمانية والوطنية في ما بينهم وأداء واجبات الإيمان والحكمة كما تجلت منذ مشرق هذه الحقيقة المشهود