إنها ثورتكم جميعا…

محمد غبسي

باسمي ونيابة عن زملائي العاملين في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر أشكر كل الذين عبروا بحرص وأدب عن رفضهم القاطع لتحويل أي من مطبوعات المؤسسة إلى منبر للمكايدات الحزبية والسياسية أو استغلالها للإساءة والاستفزاز الديني والسياسي والاجتماعي.
إن القصيدة التي نشرت أو ” تسربت ” بمعنى أدق في عدد الأربعاء الماضي بطريقة غير مهنية وما أحدثته من جرح في أوساط القراء والمتابعين أيقظتنا في بلاط صاحبة الجلالة لأن نولي للكلمة قدرا أكبر من العناية والتحري والتدقيق والتصحيح والتهذيب ليس لتجنب النقد فحسب.. بل لأننا مسئولون فعلا عن هذه الكلمة التي لا يجب أن تصبح سلاحا في يد أي من أطراف الصراع ولا يجوز مهنيا ولا شرعا ولا عرفا أن تصبح “سبة” في فم الفتنة التي نسأل من الله أن تظل نائمة إلى الأبد.
عرفنا مما رافق تلك القصيدة من نقد إيجابي بأن مسئولياتنا أكبر تجاه شعبنا اليمني العظيم الذي ملأ التاريخ بأرقى صفحات الحكمة والأدب وتاريخ طاهر كهذا الذي نكتب اليوم جميعا إحدى صفحاته يستحق أن نحافظ على طهارته وعظمته وحكمته التي تمثلت منذ الأزل باحترام الأديان وتقدير رموزها وقرآننا الكريم يشهد لنا بذلك في أكثر من قصة.
كما لامسنا من بعض الكتابات حقدا سياسيا لا مبرر له على الإطلاق وجهلا لدى البعض ممن بإمكانهم إدانة أي شيء بدون معرفة أو تدقيق في تفاصيل الحدث أو الخطأ الذي يساهمون بتعجلهم وإطلاق أحكامهم أرضا وجوا بتكرار الأخطاء وذلك بجهلهم أو تجاهلهم حاجتهم كقضاة متجولين لمعرفة ولو القليل من التفاصيل لإطلاق هذا الكم الهائل من الأحكام التي كان من بينها “الحكم بإعدام أو محاكمة أكثر من (1200) موظف هم منتسبو مؤسسة الثورة”…!
نود أن نؤكد على أن الخطأ قد جرح الجميع بمن فيهم منتسبو المؤسسة وقد سارعت هيئة التحرير بالاعتذار والتوضيح وأحالت المتهمين بتسريب القصيدة ونشرها للتحقيق وكلفت آخرين للقيام بالعمل منعا لتكرار ما حدث.
في الأخير أتمنى أن يعرف الجميع أن الشاعر ليس من أبناء المؤسسة وأن موظفي وعمال المؤسسة ليسوا مسئولين جميعهم عن نشر أي مادة صحفية لأسباب يعرفها جيدا زملاؤنا في كل المؤسسات الصحفية والإعلامية قد يكون هناك متهم أو متهمان أو ثلاثة متهمين في هكذا خطأ صحفي ولا يمكن لأي مادة صحفية “خاطئة أو مسيئة” أن تضع 1200 موظف في خانة الاتهام..!
والكلمة الأخيرة لكل أبناء اليمن هي أننا  أبناؤكم في مؤسسة الثورة وإخوانكم في الدين والدنيا ولسنا كائنات فضائية ولن نكون روبوتات أو أبواقا صدئة لأي من أطراف الصراع الذين هم جميعا بنو وطننا وجلدتنا ومهمتنا احترامهم والعمل على مد أياديهم للمصافحة والتعايش والسلام.
اللهم أرض عن عائشة أم المؤمنين “بمن فيهم نحن موظفي وعمال الثورة” المتهمين بالإساءة المغضوب عليها من كل الأطراف السياسية والدينية.
ويهمنا أن تعرفوا بأن مؤسسة الثورة هي أم لنا ولكم ويجب أن نحافظ عليها حتى لو أخطأ أحد من أبنائها الذين يعملون في ظروف صعبة فلا يجب أن يغدو ذلك الخطأ مبررا لارتكاب الأخطاء كما لم تكن تعصمنا من الوقوع فيه.

قد يعجبك ايضا