ن …والقلم.. لا طريق غيره …

يقاتلون ويتقاتلون ويقتتلون , ويصرخون , ويحرضون , ويفجرون في الخصومة , وتتحول النخب إلى مناشير طالعة تأكل , نازلة تأكل !!! , وفي الأخير تجد كل مكونات المشهد العبثي في ديوان واحد , كل يشخط وجهه (( يا سبحان الله عليك )) . خاصية يمنية نتفرد بها , وهي أننا نتقاتل فيلمنا ديوان عرس , نفجر في الخصومة , فنتقابل على مائدة عزاء , وكأن ما حصل بيننا عبارة عن فاصل من نزهة !!! , ولذلك تجدنا لا نخضع ما حدث للتقييم والدرس والبحث , فننغمس مرة أخرى في كل موبقات النخب , ثم نعود مرة أخرى إلى نفس الديوان , والى نفس القات , والى نفس الهرúج , والادعاء , والحديث عن المستقبل , ثم لا تجد في الأخير شيئا !! , لتكتشف أن حياتنا طوال 53 عاما ,رحلة طويلة من العبث , ليس إلا , بدليل أننا نخرب كل شيء نمى على وجه الأرض , لنعود إلى نقطة الصفر , وهكذا كلما قطعنا الألف ميل , خزنا وشككنا وعدنا إلى النقطة الأولى . آمنت بهذا ايمانا يقينيا بعد أن قرأت لنبيل العمودي مقالة حول ما يحدث الآن في عدن ,. حيث الكل ضد الكل , وحيث الادعاء بالفضل يطغى على كل حديث , وحيث يقدم كل نفسه على انه صاحب المعروف الأوحد , بعد أن قرأته واكتشفت أن معظم من هناك يلهث وراء السيارات , سألت من أرسل المقال : إذا كان هذا في عدن فكيف سيكون عليه الأمر في البلاد كلها !!! , أخشى وهذا ما سيحصل أن نجد بلدا مدمرا كبنية تحتية , ومدمرا كنسيج اجتماعي , فمن سيلملم الأشتات ¿¿ إذا صح التعبير وإذا تبين أن نفس أدوات الصراع هي التي ستسود الحياة من جديد , وان لا قوه ثالثه مرجحه , يعهد اليها أمر إدارة القادم أن كان ثمة قادم , وان من تصور انه يساعدنا لا يمتلك القدرة على إدارة الآخرين !!! , وانظر إلى نموذج العراق , فمن تلك اللحظة التي حل فيها بريمر الجيش العراقي بدعوى بعثيته تاه العراق عن الطريق إلى اليوم , وقد كانت هناك دولة , فكيف سيكون حالنا ونحن لم نعرف شكلها ولا لونها !!!. القرارات المصيرية والأوطان لا تحتمل الحكم على الأمور وتقييمها بالعاطفة , بل بأعمال العقل , وأعمال العقل يقول بأن على اليمنيين أن يحثوا الخطى الاقتناع بأن الحروب العبثية ونفي الآخر لا يخلقا أوطانا ولا أمانا ولا استقرارا , عليهم أن يعودوا إلى القبول ببعضهم , هي الحقيقة المرة التي تقول أن لا منتصر أو مهزوم , لأننا سنجد أنفسنا أيضا في وجه بعض من جديد وفي أي ديوان نشخط وجوهنا (( يا سبحان الله )) والبلد قد دمر , فما رأيكم أن نختصر الطريق ونعود إلى أقرب قاعة ونتفق أن لا مخرج إلا بالجميع رضينا ببعضنا أو لم نرض , فلا طريق ثالث, والأيام بيننا …………….فقط علينا أن نقلل الثمن الذي سيدفع …..اللهم امنح العقل لقومي الذين يعاندون ولا يفقهون …….وإلا شلهم إلى الجحيم يا الله رحمة بالضعفاء والمساكين من يكتوون بنار المشهد العبثي الذي يستمر فصولا……

قد يعجبك ايضا