إلى جامعة “أبو العربي”.. سعيكم مرفوض!!
علي الريمي
صمتت دهرا .. ثم نطقت كفرا هذا الوصف هو الأنسب الذي تستحقه ويليق بما يسمى بجامعة الدول العربية أو بما تبقى من أطلالها فهذه الجامعة غير الجامعة أصبحت خيالا ماتت وفقدت كل ما يمكن التعويل عليها بشأن قضايا العالم العربي الذي تعاني معظم دولة براهنا الكثير من الحرائق المشتعلة وانعدام الاستقرار الأمني والمجتمعي في تلك الدول إلا أن الجامعة العربية التي كانت بمثابة الحاضن الدافئ لجميع العرب تخلت عن الدور الذي كان قد أنيط بها عبر الميثاق الذي تأسست بموجبه هذه الجامعة في حل المشاكل والأزمات التي قد تنشأ بين بعض الدول العربية “بين دولة وأخرى” أو الصراعات التي قد تقوم داخل تلك الدول “حروب داخلية الخ..”.
الجامعة العربية.. وصلت في السنوات الأخيرة إلى حالة من الوهن بل والانحدار المعيب عن دورها الذي كان يفترض أن تواصل الاضطلاع به في احتواء كل الخلافات “العربية- العربية” حتى وصل بها الحال للأسف الشديد أن يتحول دور هذه المؤسسة القومية إلى الاتجاه المضاد تماما لما أنشئت من أجله هذه الجامعة فبدلا من السعي إلى لم الشمل واحتواء أي تباينات قد تنشب بين سكان “دول” هذه الجامعة أصبح أسلوب تعاطيها من ما يحدث في كثير من الأقطار العربية من معضلات يشبه دور “نافخ الكير”! إذ اتخذت الجامعة ومن خلال أمينها العام المدعو نبيل العربي الانحياز السلبي.. والسلبي جدا بدلا عن الحياد الإيجابي ولعل موقف أبو العربي من التدخل السافر للسعودية وقيادتها للتحالف العربي العشري بالحرب العدوانية “غير المبررة” منذ 26 /مارس الماضي لأكبر دليل على انحراف سياسة “مهمة هذه الجامعة وخرقها الواضح – الفاضح لما تضمنه ميثاقها حيث أيدت دون أي تحفظ وشرعنت ذلك العدوان الهمجي بحجة تأييدها للشرعية الدنبوعية!!
وعمل أمينها العام السيد أبو العربي على حشد الدعم المساندة لحلف الأعراب الشيطاني الذي عاث قتلا ودمارا وتشريدا في كل إنحاء اليمن!
على أن هذه الإمعة اليعربية لم تحرك ساكنا تصريحا أو تلميحا تجاه ما يحدث من حروب أهلية “مخيفة” في العراق ليبيا سوريا ولم تتحرك هذه الجامعة للقيام بأي دور أو مساهمة إزاء ما يتعرض له الصومال لبنان!¿ ولن نتحدث عن قضية العرب الأولى أو القضية الأم في فلسطين المحتلة وما تعانيه من ويلات ودنس الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرض الإسراء والمعراج منذ أكثر من ستين عاما¿
آخر السطور
آخر السقطات وليس “آخرها” لهذه الجامعة التي لم يعد لها أي صلة أو اتصال بالعروبة إلا من خلال احتفاظها بالتسمية فقط.. لا غير تمثل في القيام مؤخرا بإرسال برقيات التعازي والمواساة إلى الإمارات السعودية وحتى البحرين في مقتل جنود لتلك الدول المشاركة في العدوان على اليمن في العملية النوعية التي قام بها الجيش واللجان الشعبية الذين وجهوا تلك الصفعة الصاروخية القاتلة والموجعة لمعسكر تجمعهم في صافر بمحافظة مأرب وبالعار .. فقد سارعت هذه الجامعة إلى تعزية بعض قادة دول العدوان ومواساتهم على سقوط الـ”60″ جنديا “45 إماراتي 10 من السعوديين و5 من البحرينيين” وهذه الأرقام التي أعلنت عنها تلك الدول رسميا.. على أن أرقام الضحايا الحقيقية أكبر بل وأكثر بكثير عن تلك الأرقام!
في حين كان حريا بالجامعة وأمينها / أبو العربي/ أن تمنع ذلك العدوان من أساسه بدلا عن اسهامها القذر في الحشد والتأييد له وقبل هذا أو ذاك لم تكلف الجامعة نفسها حتى إنقاذ بعض المجازر أو جرائم الحرب التي ارتكبها طيران التحالف العبثي ولو عبر تصريح إعلامي على استحياء!
وبالطبع لن نطالب من أبو العربي بتقديم أي تعاز لذوي الضحايا من عدنيين الذين قتلوا بصواريخ طائرات وبارجات التحالف أو لن نطالبه بمواساة أهالي الجنود اليمنيين الذين استشهدوا وهم يذودون عن حياض وطنهم يمن الحكمة والإيمان هذا اليمن العريق بحضارته وتاريخه الضارب في أعماق التاريخ والذي عرف بأنه كان وسيظل بإذن الله مقبرة الغزاة وللمقبورة “غير مأسوف عليها ولا أمينها غير الأمين أبو العربي.. نقول: سعيكم غير مشكور.. وعزاؤكم غير مقبول.. بل ومذموم .. وكفى!