البكاء وطنا ..
ن ……………والقلم
أنا صاحب قناعة وصلت إليها وحيدا تفيد قناعتي أن الأغنية الأنشودة القصيدة الموسيقىلا يمكن لك أن تصل إلى عمق كل جنس منها إلا في لحظة سماع استثنائية كان تسمع قصيدة د.المقالح المغناة (( هجاء وطن )) في لحظة حزن نبيلة قصوى وإلا فلن تسمع ولن تفهم ولن تصل إلى ذروة حزن نبيل احتل كل مساحة المقالح حتى الأفق حتى ليخيل إلى أن قلبه وعقله وكل ذرة في كيانه يبكي الوطن في أغنية أو قصيدة هي الذروة المقالحية أن شئتم أو شئت أنا فأنا لم أر المقالح ملتحما كالجندي بقصيدته أو سلاحه كما هو هنا وان كان هو الجندي الشجاع الدائم . لا أدري كيف اهتدى الدكتور علي قائد الشرعبي صديقي والطبيب المبدع إلى عرض ان يسمعنا عصر الجمعة في مقيل الصديق عبدالمجيد ياسين المحامي أحياه باقتدار القاضي يحيى الماوري (( الله لا حملني )) بأسلوبه الجامع بين حس سياسي وكونه قاض يدرك ما معنى أن تكون قاضيا والماوري أيضا هو صحفي كنا معا في مجلة وطن المغتربين !! . أديرت القصيدة الأغنية أو الأغنية القصيدة لتلامس في تلك اللحظة كل الأشجان والأشواق التي تجمعت في الثانية التي مرت طائرة ذاهبة تدك الحياة تحت شعارها الخاص بها علينا أن نهجو النخب التي باعت قدر هذا الوطن المبعثر بينهم والمذرذر في كل الهياج والآكام لقد بكى المقالح عمق الوطن الذي حلمنا به ذات يوم يتشظى الآن بين كل شهيد وشهيد بين كل طريق وطريق على الجدران التي استطاعت شروق أن تصل إليها مناجية وطن يذبح بيد أبنائه من الوريد إلى الوريد هل حق علينا (( باعد بين إسفارنا )) ¿ هل نتمثلها الآن¿ والحياة تذبح من اللحظة إلى الفاصلة بينما النخب تتشفى وتستلم غير آبهة بقتل الحياة في كل شارع ومنحنى لقد هجاهم المقالح خير ما يكون الهجاء وفي اللحظة الوطنية يكون الهجاء مشروعا وفي اللحظة المفصلية عليك أن تظهر احمرار ليس لسانك بل الألم الصاعد من القعر لتقول أن وطن يستباح وأناس يستلمون يدمرون لأن لا علاقة لهم بالحياة . ((ما ليس مقبولا ولا معقولا …..أن يصبح اليمن الحبيب طلولا )), تخنقني الغصة فلم اسمعها كما اسمعها الآن وكأنني اكتشف المقالح من جديد وأنا أزعم أنني أعرفه وفي العمق ((أن يشتوي بالنار من أبنائه ….ويناله منهم أذى وذهولا)) ((يتقاتلون على سراب خادع …..ويرون فيه المغنم المامولا)) ((وطن يباع على الرصيف بحفنة …..من مال اسرافيل أو عزريلا)) ويصل بك الأمر إلى الذرى حين يبكي على الشهداء وتختنق أنت بالدموع تغسل جدران نفسك بلا جدوى ((أسفي على الشهداء كيف تساقطوا …..كي يرتدي المتذبذب الاكليلا)) كذابو الزفة هم من يستلمون دائما قيمة الإنسان خاصة حين يثور أو يستشهد في سبيل الوطن الآن اليمانيون هم من يكبرون قائمة الشهادة وهي شهادة إدانة منقطعة النظير لكل تاجر يبيع وطنا أين اليمانيون ¿ يصرخ المقالح فلا يجد سوى الصدى قذائف تسكت الصوت ورصاصة تصيب الوردة بالصمت الأبدي ونار تشوي الكتب في الميادين العامة ((أني لأهجوهم واشعر أنني ….أهجو كياني مبدأ وأصولا)) لا يا سيدي بل اهجوهم والى الأبد لان لا حياة وهذا الصمت يسكن المكان والزمان . بقي أن أقول لكل يمني لا يزال الوطن في عمقه : اسمع قصيدة المقالح غناء وانشرها بين الناس ولتكن على كل سيارة وفي كل بيت ومدرسة أيها اليمنيون بعد أن تشكروا بيت الموسيقى بقيادة فؤاد الشرجبي اسمعوا (( هجاء وطن )) للدكتور الأستاذ عبدالعزيز المقالح وغناء متفرد متمكن منصهر مع الكلمة واللحن شروق .