العدوان على التعليم في اليمن
منذ بداية العدوان في 26 مارس الماضي لحق بقطاع التعليم بأنواعه المدرسي والجامعي والفني حيث دمرت ما يقارب من 1000 مدرسة في مختلف المحافظات وتسبب ذلك في إزهاق أرواح التلاميذ نتج عنه إيقاف الدراسة إجباريا تحت وقع القصف ولغاية الآن لم يستطع تلاميذ المرحلتين الأساسية والثانوية إجراء امتحاناتهم .
تدمير المدارس سوف يلقي بظلاله على العام المدرسي القادم فتلاميذ تلك المدارس سيكونون مجبرين على البقاء في بيوتهم للعام الثاني على التوالي وبهذا يكون العدوان قد قضى على التعليم الأساسي والثانوي..
التعليم الفني بدوره اخذ نصيبا وافرا من التدمير فالمنشآت التي بنتها الدولة بتقنيات حديثة وفق الاتفاقيات مع الشقيقة والصديقة..وبهذا فقد هذا القطاع البنية التحتية التي تم تشييدها.
التعليم العالي بدوره شل تماما بسبب أن العدوان وجه سهامه نحو الجامعات الحكومية في مختلف المحافظات مخلفا أضرارا جسيمة من الصعب تعويضها في القريب العاجل في كليات تم تجهيزها بملايين الدولارات مثل الطب والهندسة والأسنان واثر ذلك على أكمال العام الجامعي في كل الجامعات الحكومية باستثناء جامعة البيضاء التي أنهت عامها الجامعي بنجاح بالرغم من كون كلية العلوم الإدارية برداع أخرت امتحاناتها إلى الأسبوع الماضي وكنت أتمنى أن تراعي قيادة الكلية الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وعدم الإقدام على إقامة الاحتفالات سواء التوديع أو التخرج والوطن يتعرض للعدوان الذي فقدنا وما زلنا آلاف الشهداء بينهم ألف طفل وكان التبرع بأجور الاحتفال لأسر الشهداء أو الصحاب الواجب الوطني في مواقع الشرف والبطولة له اثر بالغ في التآزر والتكافل كما انه من خطورة بمكان تجميع الطلاب والطالبات في الوضع الذي نتعرض فيه للعدوان فيه تعريض حياتهم للخطر والحمد لله أن الأمور مرت بسلام فمن يريد إرباك الوضع لن يجد أفضل من هكذا حفل لتحقيق مآربه الدنيئة..
وهنا نسجل شهادة حق فقد استطاعت جامعة البيضاء تحت قيادة الأستاذ الدكتور سيلان العرامي إنهاء عامها الجامعي في الوقت الذي عجزت فيه الجامعات الحكومية الأخرى وكذا الأهلية أن تنهي العام الجامعي الحالي نظرا للعدوان الذي أثر عليها..ولكن الكادر الأكاديمي والوظيفي وكذا الطلاب بكليات التربية والعلوم الإدارية بالبيضاء وكذا التربية والعلوم برداع كانوا عند مستوى المسؤولية الوطنية وأدوا واجبهم التعليمي على أكمل ما يكون .
وهنا أسجل شكري وتقديري للدكتور سيلان على أداء واجبه في تسيير أعمال الجامعة خلال سنوات صعبة جدا بدأت بالفوضى العارمة في 2011 ثم العدوان الذي طال البلاد وهي أوضاع غير مستقرة إضافة إلى وضع محافظة البيضاء ومدينة رداع على وجه الخصوص وهي التي شهدت طيلة تلك السنوات وضعا أمنيا سيئا ورغم ذلك كانت جامعة البيضاء الوحيدة بين كل الجامعات الحكومية التي لم تحتاج إلى فصول تعويضية كونها أنهت برامجها الدراسية وفق ما هو مرسوم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ولهذا كله أستطيع القول بأن رئاسة الجامعة وكافة كادرها يستحقون الشكر على كل جهودهم .
جامعة البيضاء تحتاج كما قلت في أكثر من مقال سابق إلى اهتمام الدولة بها أكثر فأكثر كونها موجودة في بيئة تتلهف لطلب العلم والعلم وحده فيهذه المنطقة هو السبيل للقضاء على كل فكر غير صحيح ولهذا فإن موازنة الجامعة ينبغي أن ترتقي إلى موازنة جامعة فقد عملت الرئاسة السابقة للجامعة في ظل موازنة لا تليق أبدا بجامعة حكومية.
على كل منتسبي الجامعة رمي خلافاتهم جانبا والعمل فقط على مواصلة بناء جامعتهم الناشئة فالفائدة ستعود عليهم بالخير وعلى طلابهم بالمنفعة والعلم وعلى المنطقة بالتطور ويكفي أن نعرف أن الجامعة ساهمت وبشكل كبير في إكمال الفتيات لتعليمهن الجامعي فقد كن محرومات منه قبل إنشاء كليات الجامعة في منطقتهن ويكفي معرفة أن عدد الفتيات هو أكثر من عدد الشباب في الجامعة وهو ديل التأثير الايجابي للجامعة في محافظة البيضاء.
نبارك لطلاب جامعة البيضاء في كل كلياتها على إنهاء عامهم الجامعي وهذا إنجاز كبير بالنسبة لهم ولن يشعروا بقيمته إلا إذا نظروا لزملائهم الذين أعاقهم العدوان عن إتمام دراستهم في الجامعات الأخرى..
حمى الله اليمن من كيد الكائدين وكفاها شر المتآمرين ورفع عنها اعتداء المعتدين.