من أجل هدنة تحترم الأشهر الحرم !!!
قبل الحديث عن الأشهر الحرم والحرمات وكبائر المحرمات والتي لا تتوقف عند الاقتتال والاحتراب الذي يزهق أرواح ويسفك دماء أبناء الوطن الواحد والعقيدة الواحدة وهو ما صار يتمادى البعض في اقترافه دون وضع اعتبار لأي وازع أو ضمير بل بلغ بالبعض حدا سقط بهم إلى أشد حالات وأقسى درجات الوحشية كما بالنسبة لقاتلي الأسرى وأولئك الذين يمثلون بمن يقتلونهم كما حدث في محافظة تعز وقبلها في المحافظات الأخرى في بلد شهد لأهله الرسول الأعظم والنبي الخاتم عليه أفضل الصلوات والتسليم بالإيمان والحكمة ولين القلوب ورقة الأفئدة
ومع ذلك فإن ارتكاب مثل تلك الجرائم وكبائر المحرمات لا يمكن أن تقتل فينا الروح الإنسانية السامية التي يمتلكها شعبنا الأبي المؤمن الحكيم وقد صقلته المثل العليا والتعاليم الراقية لديننا الإسلامي الحنيف ولن نتردد أبدا من مواصلة الكتابة عن القيم الدينية والوطنية السامية وعن الأمل والثقة في عودة الأمن والسلام والاستقرار إلى بلادنا ومن وحي حلول الأشهر الحرم المتواصلة ذي القعدة و ذي الحجة ومحرم والتي جاءت متتابعة لحكمة أرادها الله منذ عهد نبي الله وأبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام واختير ( رجب ) مفردا في مستهل العام للأمر ذاته حيث لا يجوز أن يظلم الناس فيها أنفسهم بالاقتتال واقتراف المحرمات .
و ما أحوج بلادنا إمتثالا لذلك إلى هدنة حقيقية تدعو لها وتسعى إليها النفوس الخيرة والعقول المستنيرة ويرضى عنها الشعب المجاهد المضحي والصابر والمصابر هدنة تساعد على إنقاذ الأرواح وإطلاق الأسرى ومعالجة الجرحى والمصابين وتتيح فرصة ثمينة للجميع لتنفس الصعداء !!!
أكتب عن هذا الموضوع كخاطرة أوحت بها الأشهر الحرم والإحساس بحاجة الجميع اليها مع الإدراك بأن أحدا من الأطراف المتقاتلة في العديد من المحافظات لن يطلبها وسيتردد من الدعوة إليها وحتى الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون اليمن ربما لن يفعل ذلك برغم أنها اليوم كما في بعض حالات الحروب الدامية والمدمرة تكون ضرورة ماسة وأشبه ما تكون بحاجة إنقاذ الحياة والنجدة الإسعافية العاجلة وبخاصة بالنسبة للجرحى والأسرى والشيوخ والأطفال والنساء فهل سوف تجد هذه الدعوة والمناشدة سبيلا للاستجابة ¿¿¿
أظن ذلك بل وأعتقد لأنها تخاطب كل الضمائر الحية والوفية والغيورة على حاضر ومستقبل اليمن في الأطراف المتحاربة لأنهم الأقدر على صنعها وفي كنف الإلتزام بما تفرضه الأشهر الحرم !
طبعا لم يغب عن ذهني ما قد تواجهه مثل هذه الدعوة من ردود أفعال سلبية من قبل البعض وأعلن منذ هذه اللحظة مسامحتي لهم مهما قالوا ممن نظروا إلى الهدنة الأخيرة وما قبلها نظرة شك وإرتياب والتي تقرأ كل خطوة يتقدم بها أو يدعو لها أي طرف أو جهة بهذه الصورة أو تلك برغم الوضوح الساطع للأسباب والدواعي الموجبة للسعي للهدنة من قبل الجميع والدخول فيها واحترامها والالتزام بها من كافة الأطراف وخاصة عندما يتعلق الأمر بتلافي الكوارث الإنسانية التي تطال الأبرياء والضعفاء كالمرضى والمصابين وكالأطفال والشيوخ والنساء والجرحى والجموع المحاصرة كما سبق وأن أشرت ?
فالحروب في أهم ما خلفته أيضا مجموعة من الأخلاقيات والاعتبارات المعترف بها والتي ظلت محترمة وقد جاءت مستنبطة من التعاليم الدينية والتراث السامي الإنساني وحتى لا يتحول الاقتتال إلى وحشية مطلقة وإلى حروب استئصال حاقدة !!!
ومن المزايا المهمة لكل هدنة هي أنها قد تؤدي إلى تنفس الصعداء وإعادة الإتزان إلى التفكير الإنساني الفردي والجمعي بل وإعادة الحسابات الدقيقة بعيدا عن تأثيرات الجراح العميقة والدامية وضغوط التضحيات الكبيرة و الأجواء الانفعالية أوسطوة الروح العدائية وغطرسة القوة على أن الجانب الأهم فيما أقصده هو التوجه لجانب الانتصار للروح الإنسانية المسالمة والامتثال لإرادة الجنوح للسلم وإنهاء الاحتراب وإيقاف الحرب ???
ولاشك سوف يتوضح الجانب الراقي والإيجابي من الهدنة عندما يتم القبول بها وتمديدها والحرص على إيصالها إلى بر الأمن المستمر والمثمر بتحقيق التوافق والسلام الدائم, وأعتقد جازما بأن ذلك سهل التحقيق ويمكن الوصول إليه لو إلتقت جميع الأطراف المعنية في سلطنة عمان واستطاع الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد أن يجمعهم في مكان واحد ويجلسوا على طاولة واحدة وأن لا يتحول مثل ساعي البريد بين أطراف يعانون ويحتاجون إلى العون ولأن يجلسوا معا وجها لوجه وكما قلت على طاولة واحدة وإن لم يتصافحوا ولسوف تلعب العيون والنظرات قبل الكلمات دورها الأخوي والإنساني المطلوب وسوف تسيل الدموع والمهم في تلكم اللحظات القدرية هو أن يؤدي الأخ إسماعيل ولد الشيخ أحمد دوره التوفيقي بالمسؤولية الكاملة وبحيث يجعل الهدنة مقدمة الواجب في كفالة النجاح لمهمته بدفع كافة الأطراف إليها والقبول بها وأن يستثمر في ذلك الظروف المهمة التي يدركها ويعاني من ثقلها وخطرها الجميع وهم يستقبلون بل ويعيش