المذاهب.. بؤر للصراعات

في جمهورية الهند التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليار وثلاثمائة مليون نسمة يوجد بها 180 ديانة و347 لغة, وتعتبر الديانات الرئيسية “الهندوسية, البوذية, الجاينية, السيخية, الزرادشية, اليهودية, المسيحية, الإسلامية” ويشكل الهندوس أغلبية ساحقة في الهند فتصل نسبتهم إلى حوالي 80% بينما المسلمون 13% من إجمالي عدد السكان, ولذلك توصف الهند ببلد التعددية الفريدة والتنوع الديني والمذهبي والطوائف العرقية والدينية, وهي بطبيعة الحال تتفرد بعدد الديانات على مستوى العالم ومع ذلك لا يوجد فيها تناحر ديني على الإطلاق ما عدا بعض الشجارات التي تنشب من وقت لآخر بين المسلمين والبوذيين أو الهندوس والحكومة تتصدى بكل حزم وتقضي على تلك الشجارات والاختلافات.
في بلاد العرب الدين الإسلامي الديانة الوحيدة التي تعتنقها الشعوب العربية إلا أنهم اختلقوا لأنفسهم عشرات الديانات داخل الدين الإسلامي أقصد ما يسمى المذاهب.. هذا شافعي وهذا حنبلي وآخر سلفي وذاك شيعي وهذا زيدي وإخواني وهذا وهابي وآخر إسماعيلي وهذا أيضا على ملة ابن تيمية…. الخ المهم عصيد العصيد.. والمشكلة ليست هنا بل في كل تيار أو فصيل مذهبي أو جماعة إسلامية من تلك المسميات تكفر أختها وكل جماعة تؤكد أن الأخرى ليست على شيء وأنها في غير الطريق الصحيح.. المهم وهات يا تكفير.
الجميع يتناحرون وكل يسخر من الآخر وكل فرقة من الفرق تلعن وتشتم جماعة من الجماعات أما القتل واستباحة الدماء شيء اعتيادي لدى كل جماعة وباسم الدين والمقدسات وباسم الله.. وكل يدعي أنه على الحق ولديه الدليل والبرهان على صوابية ما يقوم به من أفعال مشينة ومتطرفة.
هذا الوضع والحال الذي آلت إليه الأمة الإسلامية بكل مذاهبها وفصائلها وأفكارها المتشددة أضعف دور الأمة وضاعف من كره الأمم الأخرى للعالم الإسلامي وكل المسلمين كرامة البشرية محفوظة إلا المسلمين والعرب على وجه التحديد ليس لهم كرامة ولا يعتبرهم الغرب أنهم محسوبون من بين البشر حتى حقوق الإنسان منقوصة من العرب والمسلمين.
اليوم الصراع المذهبي والطائفي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحصد الأرواح ويشرد المسلمين ويستبيح كل شيء وكل الدول الغربية تغذي هذا الصراع الذي يدمر كل شيء ويزرع الأحقاد والفتن بين الإخوة والأشقاء تركنا عدونا الحقيقي وانشغل المسلمون بقتال بعضهم البعض.. خصام وقتال بين هذا سني وذاك شيعي أشغلنا العالم بصراعات وهمية بين هذين المذهبين وهذا دليل على أن المذاهب الدينية هي بؤر الصراعات في كل زمان ومكان.
إن الأمة الإسلامية بحاجة اليوم إلى من يضمد جراحها ويخرجها من المستنقع والوحل الذي سقطت فيه بحاجة إلى من يلملم شتاتها وشعثها ويزيح الغبار والغمة التي اجتاحت الشعوب العربية وأهلكت الحرث والنسل.. فإلى متى يا أمة الإسلام¿ متى ستصحون من سباتكم وتعودون إلى أمة وسطى أخرجت للناس¿ وليس لقتل الناس وتصفية بعضكم بعضا.. اللهم أخرجنا مما نحن فيه كيفما شئت واجعل بأسنا على أعدائنا وألف بين قلوبنا وانزع الشيطان من بيننا.. اللهم آمين.

قد يعجبك ايضا