اللاجئون والنازحون والعالقون اليمنيون .. من المسؤول¿

يعاني اليمني من كارثة إنسانية أصابت الجميع وتوزعت تلك الكارثة على جميع أبناء وطني الحبيب اليمن السعيد بسبب الصراع والحرب في اليمن .
ولكن هناك فئات تضاعف نصيبهم من  المعاناة والألم بسبب ضعف تلك الفئات ووقوعهم في ظرف استثنائي قاهر عمق الألم والمشكلة.
ويقع في مقدمة تلك الفئات اللاجئون اليمنيون إلى خارج اليمن والنازحون من مناطقهم إلى مناطق أخرى داخل اليمن بسبب الحرب وكذلك العالقون في دول العالم من أبناء الشعب اليمني الذين تقطعت بهم السبل وضاعوا في الخارج ويعانون أقسى أنواع العذاب وهو عذاب فراق الوطن اليمن الحبيب وهل هناك أكثر من ذلك الألم والعذاب .
كنت قبل أسبوع في اجتماع مع اتحاد منظمات المجتمع المدني (أمم) في صنعاء وقابلت الدكتورة العزيزة بلقيس أبو إصبع المسؤول الأول في الاتحاد وناقشنا الملفات الإنسانية في اليمن وفي مقدمتها اللاجئون والنازحون والعالقون في الخارج وشعرت بأن لديهم الإحساس بالمسؤولية والعمل لتحقيق الأهداف الإنسانية وانجازها بإمكانياتهم المتاحة وكان مازال عندهم الطاقة والأمل في معالجة القضايا الإنسانية بسرعة وكفاءة في اليمن  وكنت أشاهد أعمالهم وجهودهم الإنسانية بحسب إمكانياتهم المتاحة كبيرة ولكن لو تكاتفت جهود الجميع  أكثر لتحققت الأهداف بسرعة .
ولكن¿
تساءلوا ويتساءل الجميع في وطني الحبيب اليمن السعيد عن  من المسئول عن ضياع اللاجئين والنازحين والعالقين خارج الوطن  ومن المسئول عن المحافظة على كرامتهم الإنسانية التي تنتهك يوميا بالقهر والعذاب والإهانة .
وللإجابة على ذلك التساؤل الجميع مسئول عن انتهاك كرامة اللاجئين والنازحين والعالقين اليمنيين ومسئولين عن الحفاظ عليها.
ونقصد هنا بالجميع جميع الأطراف الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية . ابتداء بسلطة الأمر الواقع في اليمن مرورا بالسلطات اليمنية والحكومة في الخارج وصولا الى المجتمع الدولي الرسمي كحكومات والأمم المتحدة وغير الحكومي الممثلة في المنظمات والمؤسسات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلي والدولي ومراكز ومؤسسات الإغاثة المحلية والدولية .
يجب أن يتم إخراج اللاجئين والنازحين والعالقين اليمنيين من أي مقايضات أو حسابات سياسية لجميع الأطراف وان تعود الى وضعها الطبيعي الإنساني الخالي من السياسة .
يجب ان تقوم المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة بكافة مؤسساتها واللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر الدولي بأعمالها في معالجة تلك الملفات الإنسانية المؤلمة لما يمتلكونه من حياد واستقلال مفترض في أعمالها ولما يمتلكون من ثقة وتفويض دولي لمعالجة تلك الملفات بسرعة .
ولكن وللأسف الشديد¿ مازالت ملفات اللاجئين والنازحين والعالقين اليمنيين مفتوحة دون حلول لتفاقم المعاناة والألم.
معالجة تلك الملفات يجب أن تكون سريعة تتناسب مع مستوى الاحتياج والأهمية والتي تعتبر في مقدمة الاحتياج الوطني وبالإمكان معالجة تلك الملفات بإشباع الاحتياج المطلوب بسرعة وتخفيف الألم لكل حالة من الحالات الثلاث كالتالي:
أولا: النازحون داخل الوطن :
اشتعلت الحرب في جميع محافظات اليمن لكن ضراوة الحرب تتركز في مناطق محددة مما يستوجب على قاطني تلك المناطق الخروج منها إلى مناطق آمنة .
والشعب اليمني من الشعوب المحبة لوطنها والمتمسكة بالبقاء فيه وعدم مغادرته إلا إذا اشتدت الظروف .
ولكن¿ عدم وجود أماكن آمنة لاستقرار النازحين فيها فرضت عليهم الخروج من الوطن ومغادرته على مضض ورغم انفهم .
حيث لو تم تحديد أماكن آمنة داخل وطني الحبيب اليمن لاستقرار المدنيين فيها وتوفير الاحتياجات اللازمة لما طالبوا باللجوء الى خارج الوطن وتم تخفيف العبء على دول الجوار لاستقبال لاجئين .
وهنا يستوجب على أطراف الصراع في اليمن كطرف أول والمنظمات الإنسانية الدولية والوطنية وفي مقدمتها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وجميع المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني الوطنية كطرف ثان تحديد أماكن محددة في جميع محافظات اليمن لإقامة مخيمات للنازحين يتم تحقيق الحياد الإنساني فيها وعدم استهدافها بالقصف والتدمير وتوفير الاحتياجات الإنسانية لهم حتى تنتهي الحرب ويعودوا إلى مناطقهم وستكون تكلفة بقائهم وأيضا عودتهم أبسط وأفضل من مغادرة الوطن.
وهنا أتذكر أحد الأصدقاء الاعزاء عندما انتقل ثلاث مرات مع عائلته  عبر محافظات الجمهورية الجنوبية والشمالية مرورا بالوسطى  هروبا من الحرب حتى انغلقت جميع الأبواب أمامه فغادر اليمن ودموعه تبكي وطنا يتألم ويحترق وقلوبا مكلومة بمغادرة تراب وطننا الحبيب اليمن السعيد  .
ثانيا: اللاجئون :
نتيجة الحرب في اليمن غادر كثير من الشعب اليمني والمقيمين في اليمن الى الدول المجاورة ويعتبر في القانون الدولي لاجئين وكانت كثافة اللجوء في المناطق الح

قد يعجبك ايضا