العيد ضد مشاعر العداء والبغضاء
لا شك بأن كل مشاعر وحالات العداء والبغضاء والكراهية ليست أبدا من الفطرة الإنسانية السوية وهي ضد طبيعة الإنسان السليم ذي الخلق الكريم والنهج المستقيم وإنما هي نتاج ظروف معينة ولا تستجيب لها إلا البيئة الاجتماعية والسياسية السيئة وبالأصح فإنها تكون مصطنعة بل وتأتي من خارج النفس الإنسانية ومن خارج بنية المجتمعات الأخلاقية ولكنها قد تستولي على بعض النفوس وتقلب طباعها الفطرية إلى النقيض أو رأسا على عقب وتتولى زمام التحريض للآخرين جرا لهم إلى ذات الحفرة التي تردت فيها إمعانا في الفتنة و تحريك النوازع الشريرة والمشاعر العدائية وتذهب بها بعيدا بالاختلافات والأطماع والصراعات إلى مهاوي التناحر وإزهاق الأرواح وسفك الدماء للأسف الشديد
* ولاشك أيضا بأن الذي يحصن النفس الإنسانية من السقوط في حبائل الأحقاد والضغائن والكراهية والشرور ويحقق لها الحصانة من ارتكاب المحرمات أو الوقوع في الموبقات ويكفل الاحتفاظ بنقاء الفطرة وسويتها هو الإيمان الصحيح والتحصن بالقيم الدينية السامية والتمرس على الأخلاق الفاضلة والنمو والترعرع على تربية قيمية تقوم على الولاء الوطني وحب الوطن وكل أهل الوطن أليس ما حب الوطن من الإيمان ???.
* ومع ذلك فإننا نعتقد بأن الفطرة السوية كامنة في مشاعر الإخوة الإيمانية والوطنية وروح المحبة في الله وفي المجتمع والوطن وفي صلات التعاون والتراحم والتسامح والتكامل !.
إذن أين نحن اليوم من ذلك كله وقد كدنا نغرق وبلادنا في براثن الكراهية والفتنة المتفاقمة والاحتراب المقيت والمدمر ¿¿.
فلا الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولا الصوم يحقن الدماء ويصون الأرواح ويحول دون إهدار الحقوق والمصالح الخاصة والعامة وارتكاب المحرمات والموبقات!!.
فكيف يكون الحال بöنا مع عيد الفطر المبارك ومعانيه الجليلة ¿¿¿
* أما بالنسبة لأداء فريضة الصوم فقد أداها وأوفى بحقها شعبنا برغم قسوة وخطورة الظروف المريرة والأحوال السيئة التي عاشها وما يزال يعيشها وتحطم تطلعاته في الهدنة التي عول عليها كثيرا ليتفرغ لكل ما يتطلبه أداء فريضة الصوم والتعلق الروحي والوجداني بروحانيات الشهر الفضيل والتزاماته التعبدية والذاتية !!!.
* أما بالنسبة لعيد الفطر المبارك فحسب جميع الصائمين والصائمات الثقة بفوزهم بالأجر العظيم الذي وعدهم به الله عز وجل مشمولا بالرحمة والمغفرة والعتق من النار ويصعب الحديث عن معاني ومشاعر العيد الأخرى التي قضى عليها فشل تحقيق الهدنة الموؤودة منذ افتضحت كذبتها من الساعات الأولى لإعلان بدء تنفيذها??.
ومع ذلك كله فإنه يمكننا القول يقينا بأن العيد في بلادنا وفي ضمير شعبنا وحياته المعيشية كامن في ذلكم الشعور العميق الظاهر والخفي بعظمة الإيمان وقوة الصمود والتحمل والصبر والثقة في الله عز وجل و بالفوز بما كتبه الله سبحانه وتعالى لعباده الذين توفقوا في أداء فريضة الصيام وتمكنوا من الانشغال حسب ما تيسر لهم بإخلاص الطاعة والعبودية لله والتواصل معه جل وعلا بالذكر وبإقامة الركن الرابع من الدين الحنيف¿¿.
وقد يتبادر إلى الذهن ذلكم السؤال الحزين والمرير ما قيمة الفرح بالعيد ومعنى الذهاب إلى طقوسه وحولنا تطبق الآلام والإحزان ومازال الدم اليمني الطاهر ينزف وأرواح الشهداء الأبرار تزهق والبناء يهدم والإمكانيات تهدر والقدرات تحطم بكل ما ينطوي عليه ذلك من مخاطر مدمرة للحياة وكل مقومات الوجود وأركانه الأساسية¿.
ولذلك كله فهناك من يتسائل ويقول بمرارة صارخة وألم مكبوت وما حاجتنا إلى العيد في ظل مشاعر الحقد والكراهية و العداء الدخيلة على شعبنا وبلادنا والمستعرة في أكثر من مكان على الأرض اليمنية الطيبة وبين أهل الإيمان والحكمة كما لم يحدث مطلقا في أي مرحلة من مراحل تاريخنا القديم والحديث¿ ومن يقضي على ذلك إن لم يوقفه عند حده ¿ ذلك بحاجة إلى حرب وطنية وحضارية هي من نوع آخر سوف نتحدث عنها بإذن الله في يومية قادمة ???
من حوار خواتم شهر الصوم
* ماذا استفدت من الصيام¿
غير التعبد والتبتل والقيام..
والانقطاع عن التمتع والطعام..¿
– هذا سؤال ساذج حتى العظام¿!
للصوم أسرار عظام
يا ليت يدركها الأنام!!
تعطي الثمار على الدوام
وتنجلي في النفس من عام لعام
في الذات في الأفعال في حسن الصفات
في عمق تطوير الحياة
وبث روح الانسجام
صون الجوارح والجوانح والكلام
والارتقاء إلى أعالي الالتزام
ماذا تضيف¿!
– الصوم رحلة عاشق في طاعة مخصوصة
والذوب في حب الأنام¿
لتسير في سفر إلى أغلى المرام
وتعود من سفر إلى أسمى مقام!!
ماذا تقول¿
وهل اكتفيت بما يرام¿!
– الأجر في العيد السعيد
– الأجر في صيد الرضى في كل حال
– العيد في حسن الختام
***
* للريح عورتها كما للصبح والأفق الفسيح
قد لا يواريها الظلام!
ل