انتظروا مصطفى !
?.. أخيرا توصل مصطفى إلى حل أو وسيلة دفاعية لمواجهة الطائرات الحربية الحديثة التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية في العدوان على اليمن منذ أكثر من ثلاثة أشهر .
مصطفى الذي زارنا ليقدم لنا ـ ولكل سكان العمارة ـ دعوة حضور عيد ميلاده الثامن كشف لـصديقته ” ش” عزمه اختراع وسيلة دفاعية لمواجهة الطائرات الحربية . تعتمد فكرته بشكل أساسي على توليد إعصار في الجو يؤدي إلى فقدان تلك الطائرات لقدرتها على التحكم في الطيران أو التصويب .
عندما أخبرتني ” ش ” بمشروع مصطفى دعوته ليشرح لي فكرة اختراعه وقد كان يلعب في فناء العمارة . جلس بالقرب مني وراح يحدثني عن مضمون الفكرة بإسهاب وما يحتاج إليه من المواد والعناصر اللازمة لإحداث ” إعصار في الجو” .
كان مصطفى يتحدث بثقة مستعينا بحركات من يديه الصغيرتين لتوضيح أفكاره بشكل أفضل .. وكان صادقا أكثر وهو يعترف بعدم قدرته على تنفيذ مشروعه في الوقت الحالي نظرا لصغر سنه ـ عادنا صغير ـ ولكنه وعد وكله ثقه وعزم أن مشروعه سيخرج إلى النور حين يكبر . واحتراما لحقوقه الفكرية في مشروع الاختراع الذي يجب أن يظل سرا أجدني مجبرا على عدم إفشاء تفاصيل تلك المعلومات .
وجد مصطفى في دعوتي له لشرح فكرته العظيمة والإصغاء إليه باهتمام دافعا للكشف عن المزيد من أفكاره ومشروعاته . إذ لم تكن فكرة ” الإعصار المضاد للطائرات ” هي مشروعه الوحيد فقد كان لديه أفكار لمواجهة الدبابات وأخرى للتحكم بالصواريخ المعادية وإعادة توجيها إلى أهداف في بلد العدو نفسه . يفكر مصطفى بنظام دفاع صاروخي يتفوق كثيرا على نظام ” باتريوت ” الأميركي و ” إس 300 ” الروسي اللذين يكتفيان باعتراض الطائرة أو الصاروخ المعادي وتفجيره في الجو.
وكان حريصا وهو يتحول في حديثه من المشروعات الدفاعية إلى المشروعات الهجومية أو الهجوم المضاد أن تكون مكة بعيدة عن أي استهداف حتى أنه أبدى انشغاله بخطة لنقل الكعبة من مكة إلى صنعاء .. ولأن كل البلدان تدعم السعودية في محاربتنا فهو لا يرى بلدا يستحق أن تنقل إليه الكعبة سوى صنعاء .. يحتاج مصطفى ـ كما شرح لي ـ إلى آلة ضخمة ذات أربعة جوانب تشبه ” الملقاط ” يتم إطلاقها إلى مكة لتنتزع الكعبة من جوانبها الاربعة وتنقلها إلى صنعاء .
في كثير من الليالي العاصفة كان مصطفى وأطفال العمارة ينزحون مع أمهاتهم إلى البدروم . حاولت ذات مساء أن أرفع من معنوياته وقلت له : أنا لا أنزل البدروم أنا لا أخاف من طائراتهم ولا صواريخهم نحن أقوى منهم ورفعت قبضتي في الهواء .. رد علي مصطفى : تقصد ” نحن أشجع منهم ” .
أرخيت قبضتي وشعرت بالحرج من رد مصطفى فلم أكن أتوقع أنه قادر على التمييز بين مفردتي ” أقوى و أشجع ” . اعترفت له بخطأي ولم يكن لي أن أكافئه سوى بقبلة وقعت على قبعته .
توصل مصطفى إلى حلول لكبح غطرسة الأعداء وتوصلت أنا إلى معرفة مصطفى الذى تحدث عنه البردوني في قصيدته الشهيرة التي حملت الاسم ذاته .
aassayed@gmail.com