خطاب إلى بقايا العقل السياسي ..!!

أعرف الكثير عن نجاسة السياسة ورذائل السياسيين لكنني لم أتخيل يوما أن تكون السياسة في اليمن بهذه التعاسة وأن يكون السياسيون بهذا البؤس .
·      تخيلوا .. تصل اليمن إلى هذا الحال الذي لا يخفى على عاقل أو حتى مجنون والسياسيون في اليمن – مقيمين وهاربين – عند خط الاكتفاء بالانتماء إلى حقيقة كونهم خربوها واستمرأوا الفرجة على تلها .
·      ثلاثون حزبا تزيد أو تنقص تراوح ذات المقاعد ما بين مفتن ومشعل للحرائق ومحرض عليها وما بين متفرج أو شامت أو أخرس وكأنه الشيطان في أفضل تجليات السكوت عن الحق .
·      لا شظايا البرلمان تجمعت ولو بحسبة الداعي القبلي ولا بقايا الحكومة استعانت بخبرات الجمعيات الخيرية ولا أقطاب موسم الفرار والتكسب استدعوا ما تبقى من مفردات الانتماء إلى وطن طالما احتضنهم وتفرج عليهم وهم يأكلون أكتافه “بالشقين ” دون أن يصابوا بأي حالة اختناق .
·      وحده الشعب اليمني واجه وما يزال يواجه العدوان بكل الوسائل من الممانعة والمقاومة والرد إلى ربط الحزام ليس للإقلاع إلى عواصم التكسب وإنما للتغلب على غياب المؤسسات وعلى الحصار الظالم رغم أن العدوان لم يترك مجالا للأخذ بنظرية يوسف في الاقتصاد حيث لا وقت لزراعة سبع سنين تحسبا للسنين العجاف وحيث لا وجود للفرعون الذي يرى في المنام ما يفرض البحث عن الفتوى .
·      ما يزيد الشعور بالمرارة ويذر الملح على جروح من لم يحولهم العدوان إلى أشلاء أن المتاجرة السياسية غير البريئة مستمرة ولا مبادرات تطرح الشيء المفيد في الزمن المفيد حتى أن القوى السياسية اليمنية تظهر مجرد جزر جهوية خرساء عصية على التفكير وكأنها عقدت اتفاقية شراكة مع المستحيل الرابع .
·      وباستثناء بركات هذا التعايش الوطني المعمق في الغالب الأعم بالتزامن مع حالة التناحر ” المدفوع ” في مناطق بعينها فإنه لا قوى سياسية وحزبية قادرة أو حتى تكشف رغبة في التداعي للتوقف عما تتسبب فيه بإلحاق الأذى بالبلاد والعباد .
·      الشعب المكلوم بغطرسة وعدوان الجار وعقوق الأبناء يدرك بحدسه وفطرته أن الحلول لا تأتي بالفرجة على العدوان ولا بالمزايدات وإنما بحيوية بعد أن أثرت واستأثرت بالخيرات وها هي تأخذ أماكنها في مقاعد المتفرجين حيث لا بقايا كرامة ولا شظايا خجل تحت حوافر السؤال .. هل في هذه الأشلاء وهذه الدماء ما يقنع المتساقطين والمتخاذلين بالكف عن المراوحة بين اختيار أساليب لا أقول بأنها تثير الشبهات ولكنها الشبهات بنفسها .
·      وحيث والتكرار يعلم الشطار وفي الإعادة إفادة يجدر التذكير بأن الوطن اليمني بأمس الحاجة لأن يغادر كل فاشل ومحرض ومتآمر وساكت مربع الخذلان وغثاء الخلاف وأن لا تتم هذه المغادرة بالعودة إلى مربع الكلام وسفسطة أهل بيزنطة موفنبيك وإنما بطرح الموقف المفيد وصياغة قيادة سياسية وعسكرية جماعية تكون مجلس للإرادة والقيادة الوطنية وخوض نقاش بناء وموضوعي يقوي ولا يضعف يجمع ولا يفرق وغير ذلك ليس سوى مواصلة خيبة التدوير الحاد لزوايا سوق النزيف والتوحش .

قد يعجبك ايضا