مراقي التقوى والإستخلاف في الفريضة السنوية 2

حسن أحمد اللوزي

إستكمالا لما سبق تناوله بالنسبة للرؤية الذاتية التي تمليها العقيدة الدينية الواضحة للفرائض الدينية في تجسيد معنى الإستخلاف لله على الأرض والترقي في درجات الإيمان والتقوى وتأثيراتها الوظيفية في القيام بكافة المسؤوليات والتفاني والتنافس في البر وعمل الصالحات فإن لفريضة الصوم كما بالنسبة للفرائض الأخرى دورها في عمق وظيفتها المتصلة ببناء شخصية الإنسان المؤمن فهي تجعله أكثر حساسية تجاه صدق الإلتزام لما توجبه وتمليه العقيدة الإسلامية السمحة وصدق الإنتماء للدين الحنيف والتحلي بمكارم الأخلاق التي بعث الرسول الأعظم والنبي الخاتم عليه أفضل الصلوات والتسليم ليتممها في الوقت الذي ترسم في طبيعة السلوك ميزان الإستقامة والإستواء في كافة حالات وصور التعامل فالدين في جوهره العميق والشامل المعاملة !!
وهو ما يعني الوصول إلى ذروة التحصن  والإحتراز من المحرمات والمكروهات والتمسك بكل ما هو حلال ومباح وما هو مندوب ومستحب وهو واسع بسعة الحياة وتفصيلاتها المتنامية وقبل ذلك كله التمسك بالفرائض وأداء الواجبات بالشهر الفضيل حقل حياتي مهم بالنسبة لكل المجتمعات الإسلامية وليس للأفراد فحسب وهو لذلك يوفر المقاييس الصحيحة تجاه حقيقة الإنتماء للدين الإسلامي الحنيف ويكشف عن الصفات البديهية بالنسبة لكل مسلم ومسلمة ويبرز قسطاسيتهما في المواقف والأحكام والتصرفات ووسطيتها في التعامل وكافة صور العلاقات الحياتية والإجتماعية وغيرها بل وكل ما يقدم التفاصيل الفطرية والحضارية لمنظومة المجتمع المسلم في محاكات واجبة لمجتمع المدينة المنورة ونعني به الأنموذج الذي قدمه للبشرية كلها الرسول الأعظم والنبي الخاتم عليه أفضل الصلوات والتسليم
وفي مشكاة هذه الرؤية اليقينية فإنني لا أمل من الإستدعاء والتذكير بالمجتمع الإسلامي الأول في رحاب المدينة المنورة وحقيقة المؤاخاة الإيجابية الخلاقة التي أنجزها الإيمان الصادق والراسخ بين المهاجرين والأنصار وأثمرت الجوهرة الخالدة للبنية الحضارية من قلب الدين الجديد الحنيف وأعلت (( اللبنة الأولى للمجتمع الإنساني العادل الذي يصنعه الأفراد أنفسهم بتعاونهم مع بعضهم البعض وفي صدقهم في الالتزام بالقيم والمبادئ التي يؤمنون بها فيحرصون على ترجمتها قولا وعملا وفي تنافس لم تشهد له البشرية نظيرا بعد ذلك للأسف الشديد.
وكان بالنسبة لهم الهدف الثاني تجاه حقيقة الاستخلاف لله على الأرض هم أنهم قدموا أنموذجا وعاشوا الفضل في ما بينهم حتى تساووا في صنع المعجزة وتحقيق الخلاص لهم.. ولكن المسلمين بعدهم فشلوا الفشل الذريع.. برغم ان ذات القيم والمثل والتعاليم السامية بين أيديهم.
ورغم الحاجة الماسة إلى الإطلالة المعمقة على الجوانب المشرقة في تاريخ أمتنا العربية والإسلامية.. وفي التعلم من النماذج الإيجابية لأمثلة الايمان والعمل والسلوك والتواصل مع المنابع الصافية للقيم السامية والتي ترجمها النبي مع صحابته الاجلاء -رضوان الله عليهم- الترجمة الأوفى والأكمل في الايمان والالتزام والعمل فإن التحدي الأكبر.. هو في حقيقة وضعنا اليوم يكمن في الصوم لمنفعة أنفسنا وعلاقتها ببارئها وبالمجتمع وبكافة إفراده وبالحياة الاستخلافية بشكل عام ))
وقد لا نفي في مثل هذه التناولات العاجلة هذه الفريضة السنوية حقها من كافة الجوانب التي هي غنية بها وبخاصة في طلب الترقي بها تعبدا وطاعة في مدارج التقوى وإخلاص الدين !
جعلنا الله عز وجل من المتقين والمخلصين له الدين والحمد لله رب العالمين في كل حال وحين
من نص طويل بعنوان ( ثمرات من شجر رياض الصوم )

الإيمان نبات الفطرة
والفطرة ينبوع الايمان
في العاطفة الجياشة والعقل الراجح يلتقيان
من غير الحاجة لوسائط .. ومحجات التدليل
من كان سويا عرف الله
ليس صدى لوجود فان
فوجود الكون.. وجود الإنسان
أصغر برهان
والرسل دليل ثان
فبأي سبيل تنجو
وبكل سبيل يمكن أن يغويك الشيطان
فأمامك نجدان
فاحذر كل شباك الخسران
وتمسك بصراط القرآن
# # # #
إيمانك باب يتسع لابحارك لأقاصي الشطآن
ايمانك معراجك في كل الأوقات إلى غرف الاطمئنان
هبة وجودك إن شع تكون
ووقاية ذاتك من شر الوسواس!!
وحصانة مالك من شان !!
####
أنت وسيلة وصلك بالله
لاتسأله بغير الأسماء الحسنى
وصفات  الذات القدسية
لاتتوسل إلا به
في كل زمان ومكان
أقرب لنياط القلب بلاتشبيه أوتمثيل
في نبض عروقك تسبيح الأسماء الحسنى
«فادعوه بها»
وتوسل بصفات تعرفها عن ظهر يقين
ليست لسواه
تنمو في نسج تلافيف العقل وفي التفكير
في النظر المشرع في الملكوت
وجوهر مايعنيه الإيمان
بل أعمق ما أف

قد يعجبك ايضا