لماذا تغلق مصر والسودان أجواءهما أمام الطائرة الأممية¿
لماذا تغلق مصر والسودان أجواءهما أمام طائرة التحالف “الحوثي الصالحي” الأممية وتؤخران اقلاعها¿ وهل ستقبل السعودية مطالب الحوثيين التفاوض معها مباشرة¿ وما هي الرسالة التي اراد الإيراني عبد اللهيان توجيهها بانسحابه من اجتماع “التعاون الاسلامي” اثناء إلقاء الرئيس هادي لكلمته¿
الانجاز الأبرز وربما الوحيد الذي حققه لقاء جنيف الأممي بين الأطراف اليمنية المتصارعة حتى كتابة هذه السطور هو استمراره وعدم انسحاب أي من الوفود المشاركة منه رغم اجواء التوتر التي تسوده والعقبات الكبيرة التي تقف في طريقه واتساع الفجوة بين مواقف الاطراف المشاركة فيه.
التأخير المتعمد لإقلاع طائرة الأمم المتحدة التي أقلت الوفدين الحوثي والصالحي المشاركين في اللقاء الذي امتد لأكثر من 24 ساعة في مطار جيبوتي جاء ليؤكد ان هناك محاولة لعرقلة مشاركة هذين الوفدين في لقاءات جنيف.
ولا نعرف ما هي مصلحة كل من مصر والسودان في إغلاق مجاليهما الجويين في وجه طائرة ترفع علم الأمم المتحدة والأمر المؤكد أن هناك جهة ضغطت عليهما من اجل الإقدام على هذه الخطوة التي تتسم بالسذاجة وسوء التقدير وانعدام القرار الوطني المستقل ولا نستبعد أن يكون هذا الموقف غير المفهوم وغير المبرر جاء بإيعاز من السلطات السعودية.
ومما يزيد من حراجة موقف هذين البلدين وحكومتيهما اضطرارهما للتراجع عن هذا القرار والسماح للطائرة بالمرور في اجوائهما بعد تدخل الولايات المتحدة الأمريكية وسلطنة عمان.
***
في دهاليز مؤتمر الحوار في جنيف برز موقفان متناقضان من الصعب التوفيق بينهما وفي الفترة المحددة أي ثلاثة أيام المخصصة له:
الأول: موقف “وفد الرياض” اليمني ويقدم نفسه على انه يمثل الشرعية وعبر عنه السيد رياض ياسين وزير خارجية حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ويتلخص في وضع بند واحد على أجندة اللقاء أي البحث في كيفية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 الذي يطالب بانسحاب قوات التحالف الحوثي الصالحي من جميع المحافظات اليمنية وتسليم الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها من مخازن الجيش.
الثاني: موقف التحالف “الحوثي الصالحي” الذي عبر عنه السيد محمد الزبيري عضو الوفد الحوثي وقال فيه إنهم “يرفضون أي حوار مع حكومة الرئيس هادي ويطالبون بالتباحث مع المملكة العربية السعودية لوقف العدوان على اليمن”.
مطالب وفد حكومة الرئيس هادي بالانسحاب وتسليم الأسلحة تبدو صعبة التطبيق لأن أصحابها ليسوا على الأرض وإنما في المنفى لأنه لا توجد جهة يمكن أن تملأ الفراغ الأمني والسياسي في حال حدوث هذا الانسحاب والشيء نفسه يقال عن مسألة تسليم الأسلحة فلمن سيتم هذا التسليم ووفق أي شروط¿ فالانسحاب وتسليم الأسلحة يتمان نتيجة اتفاق سياسي يتم التوصل إليه بين الأطراف المعنية ووفق آليات محددة وواضحة وليس كشروط مسبقة.
والشيء نفسه يقال عن مطالب التحالف الحوثي الصالحي في الحوار مع المملكة العربية السعودية مباشرة لوقف الغارات الجوية باعتبارها تقود الحرب على اليمن وهي صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة وان “وفد الرياض” اليمني كما يعتقد الحوثيون لا يملك قرارا مستقلا عن الموقف السعودي فالقيادة السعودية لا تريد أن تكون طرفا في المفاوضات وتحاول الإيحاء بكل الطرق والوسائل أنها مشكلة يمنية يمنية وأن حلها في يد اليمنيين انفسهم مضافا إلى ذلك أنها لا تعترف بالحوثيين ولا بالرئيس علي عبد الله صالح ولم توجه لهما الدعوة لحضور مؤتمر “حوار الرياض” والطريقة التفاوضية الوحيدة التي تؤمن بها وتطبقها اي السلطات السعودية هي القصف الجوي حتى الاستسلام ورفع الراية البيضاء والذهاب الى الرياض من أجل هدف واحد وهو توقيع وثيقة الهزيمة.
وفي ظل هذا التصلب في المواقف الذي تعكسه الشروط شبه التعجيزية من الجانبين ورفضهما الجلوس تحت سقف واحد تحت مظلة الأمم المتحدة فان الأمل الوحيد أن يتوصل المشاركون إلى اتفاق هدنة لمدة اسبوعين لإيصال المساعدات الأساسية الى 25 مليون يمني يعيشون في ظروف كارثية على حد توصيف اللجنة الدولية للصليب الأحمر.
***
الأزمة بدأت تخرج بشكل متسارع عن طابعها اليمني وتتحول إلى أزمة اقليمية مرشحة للتصاعد والتوسع وما انسحاب السيد حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني من الجلسة الافتتاحية لمؤتمر منظمة التعاون الإسلامي الذي عقد الثلاثاء الماضي في جدة غرب السعودية اثناء القاء الرئيس اليمني هادي لكلمته إلا أحد المؤشرات في هذا الصدد فالرسالة واضحة وموقف السيد عبد اللهيان يؤشر ويتطابق مع موقف التحالف “الحوثي الصالحي” أيضا.
السيد عبد اللهيان أراد أن يوجه رسالة واضحة الى مضيفيه السعوديين والعالم بأسره بأن حكومته لا تعترف بشرعية الرئيس هادي ومستمرة في دعم التحا