هل سيكون الشعب اليمني المسحوق حاضرا في وجدان المؤتمرين بجنيف¿¿

سؤال ملح نوجهه لمن سيمثلون اليمنيين في مؤتمر جنيف المزمع انعقاده منتصف هذا الشهر وبالطبع السؤال موجه لكافة الأطياف السياسية والمشارب الفكرية المدعوة للحضور وكذلك السؤال موجه للرعاة والمشرفين والوسطاء والسؤال أيضا موجه لأعضاء التحالف ولا يزال باعتبار أن هؤلاء الأطراف من اللاعبين الأساسيين والمؤثرين في العملية السياسية اليمنية وفي الشأن اليمني برمته وللعمانيين الذين لعبوا دورا نشطا وهاما في سبيل الوصول إلى هذه المرحلة وكذلك الأمم المتحدة الراعي الرسمي لهذا الحوار الذي نتمناه جادا وحاسما وليس كما مسلسل جنيف الخاص بالشأن السوري.
عموما: هل كل الأطراف جاهزة لطرح قضايا الوطن بصدق بعيدا عن المزايدات والمماحكات والكيد والكيد المضاد¿ وهل كل الأطراف جاهزة للاعتراف بأخطائها مهما ثقلت حتى يكون هذا الاعتراف خطوة هامة على طريق التوبة¿ وربما تمهيدا لصفح الشعب عن أبنائه العصاة.
هل سيعترف الجميع بأنهم شركاء في دماء اليمنيين التعساء التي أريقت وأرواحهم التي أزهقت وأموالهم التي نهبت وسرقت وأعراضهم التي انتهكت مع فارق نسب تحمل الأطراف من هذه الذنوب كل حسب مشاركته أو حتى سكوته¿
أما الأشقاء العرب وبالذات من تحالفوا على ضربنا وتدمير مقدراتنا هل سيعترفون أنهم سكتوا عقودا طويلة على الفساد الذي كان ينخر الوطن كالسوس وهم يعلمون ذلك دون أن يأمروا بمعروف أو ينهوا عن منكر حتى وصلت البلد إلى مرحلة الكارثة وحتى مبادرتهم إبان ثورة فبراير 2011م كرست الفساد ومنحت سكوك الغفران لكل من أفسد وأجهضوا الثورة بحصانتهم المشؤومة ليس هذا فحسب بل إن الحصانة تلك مهدت الطريق للفساد الذي حدث بعد ثورة 2011م وكأنك يابو زيد ما غزيت!!
وماذا سيكون دور الرعاة الأجانب وبالذات الدول العظمى والأمم المتحدة¿ هل سيقدمون للفرقاء نصائح صادقة هذه المرة رحمة بالشعب اليمني المظلوم¿ أم أنهم سيكتفون بالإشراف والمراقبة عن كثب على كيفية تقسيم الكعكة الملطخة بالدم والبارود!!
هل سيوجه (بان كي مون) أو من يمثله مثلا خطابا للمتحاورين الأشاوس يقول فيه: يا أبناء اليمن التعيس الذي كان سعيدا يوما ما اتقوا الله أو اتقوا الرب لا فرق اسمحوا لي أن أصارحكم اليوم بعيدا عن الدبلوماسية وذلك رحمة باليمن واليمنيين المظلومين أنتم أعداء وطنكم وشعبكم بامتياز واعلموا أننا في الغرب أو حتى في بلدي كوريا الجنوبية أو اليابان لو افترضنا جدلا أن ندير بلداننا بعقلياتكم (وعدلكم ومساواتكم وصدقكم وأمانتكم¿¿!!) لمدة عشر سنوات فقط لتلاشت كل معالم الحضارة والرقي والتقدم وعدنا لحياة العصور الوسطى ولتحول معظم أبناء شعوبنا إلى متسولين يجوبون الأمصار بحثا عن لقمة العيش! فهل فهمتم أيها اليمنيون¿