إذلال العالقين صورة مخزية من صور العدوان
إن صور المعاناة التي لحقت باليمنيين جراء عدوان قوات التحالف لم تقتصر فقط على ما نشاهده نحن في الداخل من قصف وتدمير للحجر والثمر والبشر وتحويل اليمن ومن فيه إلى اطلال بحسب ارادة هادي ومن فر معه … واليوم سأروي لكم فصلا مخزيا من فصول الإمعان في اهانة أدمية اليمني لا لشيء إلا لأنه جعل بلاده قبلة لعودته فيما جعل الهاربون قبلتهم كل من دفع لهم لضرب بلدهم… وشتان ما بين الموقفين الأول مشرف والثاني مخزي…
كنت كتبت مقالا في هذه المساحة في الايام الاولى للعدوان بعنوان اعيدوا لنا رعاينا كم اخذثم رعاياكم…وذلك بعد معاناتي الشخصية فقد سافر خالي أحمد قطشي الى مصر قصد العلاج قبل يوم واحد من العدوان ومات يرحمه الله بعد اسبوع ولم نتمكن من اعادته فدفن في مصر ولكن اولاده كما بقية اليمنيين ظلوا عالقين في مصر ويعانون مثل بقية العالقين في دول العالم دون مصاريف او رعاية مما جعلني اسطر مناشدتهم بالعودة..وفعلا ولكن بعد شهرين تم اعادتهم… ولكي اتحسس معاناتهم عن قرب جلست مع أكثر من عالق عاد إلى أرض الوطن منهم الشيخ عبد الله العزاني وكان في تايلاند وزميلنا رشاد مدير مكتب عميد الكلية وكان في الهند وابن خالي حسن قطشي وكان في مصر..جميعا لم يكونوا على نفس الرحلة ولكنهم جميعا مع عالقين آخرين من دول أخرى عادوا وواجهوا المشاكل التالية وبمرارة كل واحد منهم سمعته يسرد القصة وكأنهم كانوا على متن طائرة واحدة..
1- كان على الجميع من كل المطارات في العالم أن يحطوا في مطار بيشة السعودي قصد تفتيشهم مع انه قد تم تفتيشهم في مطارات تلك البلدان ..مما يعني زيادة معاناتهم فقد كانت السلطات السعودية على علم بانهم بحسب طلبها سيعودون عبر مطار بيشة السعودي وبالتالي كان بإمكانها عمل مفتش لكل مطار بحيث يشرف على كل طائرة قبل اقلاعها ستعود عبر بيشة..ويوفر العناء على المرضى ..كما أن العائدين هم مرور ولن ينزلوا في الأراضي السعودية وبالتالي فإن تفتيش امتعتهم من جديد لا معنى لها.
2- معظم العائدين هم من المرضى ومع هذا تم توقيفهم داخل الطائرات دون مراعاة لخصوصية مرض كل منهم بل لم يسمح لهم بالحراك وكأنهم سيدنسون أرض مطار بيشة. فلم يسمح لهم بالنزول إلى صالة المطار مع أنه من حقهم الذهاب للفندق لأنهم مكثوا في الطائرة أكثر من 7 ساعات كرهائن وليسوا كمسافرين…تصوروا أن ثلاثة جنود صعدوا على كل طائرة واحد في وسطها والثاني عند بابها والثالث عند باب المرحاض.. وتخيلوا معي كيف هي حالة المرضى في حمام واحد بطائرة فيها هذا العدد علما بأنهم اوضحوا بأن دخولهم للمرحاض لم يكن سهلا..كما أن الجنود كانوا يرتدون كمامات..وكأن الركاب بهم مرض معد لا سمح الله.
3- سبع ساعات وكرم الضيافة كان عبارة عن ساندوتش داخل كيس مع قنينة ماء صغيرة وهي وجبة لا تشبع حتى قطة صغيرة فهل هذا التعامل يليق مع مرضى يجب أن يتناول كل منهم دواءه في الوقت المحدد مع الغذاء المناسب¿ ..
4- مؤسسة الصالح ارتكبت خطأ كبيرا حينما ختمت على كل جواز استلم معونة المؤسسة ..وبالرغم أن المعونة مثلا للقادمين من الهند لم تتعدى في أعلاها 70 دولارا وهي مبالغ رمزية لا تفي بشيء .إلا أن المؤسسة أصرت على ختم جواز من استلم.. وعندما شاهدها القائمون على التفتيش في مطار بيشة عاملوا أصحابها بقسوة على اعتبار انهم يتبعون الرئيس السابق صالح..والإجراء في الأساس هو خاطئ من مندوب المؤسسة في الهند فكان سيكتفي بوصل بدل الختم على جواز رسمي.
5- تم تفتيش الحقائب بصورة عبثية في مطار بيشة وكأن أصحابها مهربون بل وكأنهم يخفون في حقائبهم صواريخ اسكود أو طائرات اباتشي.. هذا الإجراء التعسفي فقد على إثره العائدون بعض ما كان فيها خاصة الأدوية إضافة إلى متعلقات أخرى مهمة لهم..
6- المعروف بأن المسافر أهم ما يحمل معه النقود ولأن الدولار هي العملة العالمية فقد تم محاسبة وتوقيف من كان يحمل معه مبالغ مالية اعتبرها المفتشون كبيرة…اي لا تليق باليمني على اعتبار أن اليمني في نظرهم لا يعدوا عن شحات أو متسول قياسا منهم بالهاربين مع هادي في الرياض.
إن هذه الممارسات لا تنم إلا عن قصد مسبق على إهانة مرضانا وزيادة معاناتهم وذلك بموافقة مسبقة مع السفيه المكلف وزير خارجية هادي رياض ياسين فقد ارتضوا على إهانة نسائنا وشيوخنا وأطفالنا في مطار بيشة واعتقد انه قد اغاضهم أنهم كسياسيين يطلبون حق اللجوء ويشحتون..فيما الضعيف الفقير المريض المعدم أصر على العودة إلى بلاده ليموت على ثراها الطاهر فيما هم يتمرغون في عيش هنيء مقابل الموافقة على ضرب بلادهم وتدميرها.
لقد ضرب اليمنيون أروع مثال في حبهم لوطنهم وإصرارهم على العودة أعزاء بدل البقاء بذل في بلاد الآخرين..وهي عزة وكرامة لا تجدها إلا لديهم فقط..فيما كانت الصورة غير المشرفة والمخزية تتمثل فيما وجدوه من تعامل غير أخلاقي ولا أدمي في مطار بيشة..فتلك المعاملة لم تراع