حي على الجرم!!
من جديد يظهر جليا أن دافع جرمهم كان ولا يزال حاضرا على نحو يزداد تأكيدا بين نداء “حي على خير العمل” المكفر في دين “الوهابية” والمحرم في شريعة “السعودية” ونداء “حي على شر العمل” المباح في دين “الوهابية” وديدن السعودية مع من يخالفها ولا يخضع لها.
لا تفسير لتزامن هجمات العدوان السعودي الوحشي منذ شنه الأول غدرا على اليمن وهذا التوقيت المقصود لغارات طائراته الجبانة طوال 76 يوما بمواقيت علو آذان الصلوات الخمس وصلاة الفجر تحديدا عدا طائفتيهم المقيتة التي تسمم البلاد الإسلامية كافة!!.
كان يمكن أن يقول قائل في تفسير هذا التزامن المتجدد على نحو يؤكد أنه تزمين متعمد للغارات السعودية مع آذان الصلوات اليمنية بأنه شاهد أخر على أن أمراء العدوان الغاشم ليسوا مسلمين أو أن “أجراء” العدوان من قائدي الطائرات ليسوا مسلمين وكلاهما تفسير وجيه!!.
لكن التفسير الأكثر وجاهة هو اعتناق الزيف وإصباغ السعودية عدوانها الغاشم على اليمن بما ليس فيها أصلا وأعني فريتين: الاولى “الشرعية” السلطوية لفاقد أهلية تابع لها مستقيل ومنتهية ولايته التوافقية والثانية فرية “الشرعية” الدينية وأن عدوانها على اليمن “حرب على مفسدي العقيدة”!!.
ذلك ما أعلنه عاهل العدوان السعودي “سلمان” بزعمه أن مهمة قواته “حماية الدين والمقدسات الإسلامية” كأن سوس العرب والإسلام هؤلاء يقولون لنا بتزامن غارات طائراتهم الجبانة مع علو آذان الصلوات الخمس: لا رب لكم ولا دين ولا صلاة لكم تقبل أيها “الروافض المجوس”!!.
بذلك أفتى فينا كهنتهم علنا من على منابر المساجد ووسائل الإعلام بدءا من كاهن الحرم المحتل سديسهم المعتل بولائه المرسل لملكه المختل بداء الزهايمر وإعلانه في خطبة ثاني جمعة على شن بلاده العدوان أنها “حرب بين السنة والشيعة في اليمن وكل بلد إسلامي تمتد إليه يد إيران”!!.
وقبل “السديس” قال كذلك في تكفير “حي على خير العمل” شيخهم “ابن باز” بإفتائه أنها “بدعة” لينطبق عليها قولهم “كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار” حدا دعاه لطلب “الهداية” للذين يقولون بهذه “البدعة الضالة المضلة” عن دين الله في آذان وإقامة صلواتهم!!.
كما قال بهذا وأفتى “ابن عثيمين” وغيره الكثير من مشايخ ودعاة فكر “الوهابية” المتطرف حد تكفير من اختلف معه سياسيا لا دينيا مخرجين عن الدين ومن الملة أناسا شهد الله تعالى أنهم نصره وفتحه و”يدخلون في دين الله أفواجا” طوعا وحبا واقتناعا بالله موحدين ربوبيته عز وجل جلاله.
يتجرأ هؤلاء ويجاهرون من دون خجل أو وجل بالتشكيك والطعن في سلامة عقيدة وإسلام من اختلف معهم عموما واليمنيين خصوصا أهل الإيمان عبر الأزمان وبشهادة من “لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى” خاتم رسل الله محمد المصطفى عليه وآله الصلاة والسلام.
يفعلون هذا عن قصد وعمد وهم يعلمون يقينا أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم كبر ثلاثا حامدا شاكرا ربه مبتهجا ومبشرا “المؤلفة قلوبهم” ممن أسلموا كرها وخوفا ومصلحة يوم إقبال اليمنيين عليه أفواجا في عام الوفود مصدقين مبايعين ومناصرين.
يستمرئ هؤلاء الغلو في التطرف والفجور في الخصومة السياسية أساسا ويفترون على اليمنيين ويطعنون في صدق إيمانهم بالله ووحدانيته منذ ما قبل نزول الرسالات والشرائع السماوية واعتقادهم بالكواكب على هدي حنيفية أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام.
يفعلون لأنهم يعلمون أن اليمن موطن الإيمان وأن اليمنيين أهله ولم يعبدوا أصناما ونصبا وأزلاما يصنعونها بأيديهم ثم يأكلونها لسد جوعهم وعلى العكس ظلوا مؤمنين بوجود الله مصدقين لأنبيائه ورسله ومقبلين طوعا على الإسلام بدين الله والاستسلام لعبادته لا شريك له.
لن يغير هؤلاء حقائق التاريخ أو يلغوا إيمان اليمان الذي شهد له الله ورسوله وتشهد عليه مآثر وأثار وأخبار الأمة اليمنية المكتوبة على مر الأزمان في صحائف الحجارة بخط المسند قلم اليمن مهد العرب والعربية حتى وإن عكف عدوانهم على استهداف هذه المآثر والآثار.
سيظل البون شاسعا وجليا بين الأصيل والدخيل ولن تستطيع دولة بعمر ناقة تدعى السعودية طمر تاريخ وحاضر ومستقبل دولة بعمر أمة تعرف باسم اليمن وتشتهر على مر الزمن بالقوة والبأس الشديد والإباء والشموخ التليد والحكمة والحكم الرشيد والمنعة على كل عدو هالك بكل تأكيد.