قليل من العقل والحكمة

ثمانون يوما من العدوان السعودي على بلادنا وأبناء الشعب اليمني البسطاء ومن لا حول لهم ولا قوة من قصف هذه الحرب السافرة والهمجية من قبل طائرات وصواريخ قوات التحالف .. وقيادات الأحزاب وساستها وأطراف الحوار اليمني لا يزالون يراهنون على تواصل العدوان وتدمير ما تبقى لهذا الشعب من خدمات ومرافق.
من قبل هذا العدوان ونحن نذكر ونتناول في كتاباتنا الصحفية كل العقلاء وأهل الحل والعقد من ساسة الأحزاب وفرقائها وأطراف حواراتها أن الهدف من وراء هذا العدوان وتحالفاته على بلادنا تدمير كل مقدرات اليمن وخلق الانقسام في صفوف اليمنيين وجعلهم تحت الوصاية من قبل النظام السعودي وأسرته الحاكمة لآل سعود.. لاهم لها في اصلاح الشأن اليمني.. ولا هدف لها على الأرض اليمنية سوى الخراب والقتل والدمار وتركيع الشعب واستغلال ظروفه الأمنية والاقتصادية .. واختلاف المواقف بين القوى السياسية لتمرير حقدها على شعب اليمن تحت مبرر حماية الشرعية التي جعلتها ذريعة وشماعات لتنفيذ مآربها على الأرض اليمنية .. ليس إلا..
مئات القتلى تتساقط يوميا في مواجهات الداخل الدامية وعدوان السعودية الظالمة وقادة الأحزاب وأطراف الحوار تراهن على مزيد من الوقت من أجل حصد المزيد من الضحايا وتوسع دائرة العنف والمواجهات في مختلف أرجاء الوطن اليمني.. وايصال اليمن إلى مرحلة الحروب الداخلية كالتي تشهدها دول الجوار العربي في سوريا والعراق وليبيا.
في ظل أنعدام الرؤية الصحيحة وتوافق القوى وعدم القدرة على الوصول إلى حلول وطنية تخدم اليمن والشعب وتحكم صوت العقل والمنطق لهذا الشعب الصابر الذي ينتظر انفراج معاناته والاستغاثة بكل أحرار العالم وشرفاء اليمن انقاذهم من بطش العدوان السعودي وعمالة وخونة كل من يؤيدون العدوان ويدعمون العنف والتحريض بين أبناء الشعب اليمني الواحد.. ومن حطموا البوصلة وحرفوها عن مسارها الصحيح مسار الوطن وأمنه واستقراره وسلمه الاجتماعي.. والتفكر بعواقب الأوضاع اليمنية الممزوجة بالمآسي والآلام.. والخالي من الولاء للوطن وما يزينونه له من مؤامرات لهذا الوطن والشعب الذي أصبح اليوم بين الضحية والجلاد.. والحليم تكفيه الأشارة.
لقد عمدت المنظومة السياسية في بلادنا على تفريغ أهدافها السياسية لخلق العنف والتخريب وضرب مرتكزات الوعي الوطني والاجتماعي وفرض ثقافة العنف بين أبناء الشعب وتوسيع الهوة بين الجماعات والقوى التي تسعى إلى فرض الأمر الواقع بمسميات عدة للأستمراء على السلطة والبعض الآخر يحاول أن يكون.
ونحن هنا لا ننكر العامل الخارجي الذي يكنه لنا من المؤامرات والتي أظهرته من يتداعون للشرعية من حقد العدوان السعودي الهمجي والسافر على أبناء الشعب اليمني العظيم .. كلن ليس ما يتضح على أرض الواقع مؤامرة بقدر ما هو نتاج تراكمات سياسية وحزبية وتقاعس قيادات الدولة والحكومة عن أداء المهام بأمانة واخلاص للوطن والشعب والتي كانت السبب الأول في تدخل الخارج.. والذي جاء نتيجة للفشل السياسي في إدارة البلد وأصبح اليوم أحد مكونات الإشكالية السياسية وما تشهده اليمن من أحداث وعدوان .
صدقوني أيها اليمنييون أننا نحن من نختار طريقة موتنا بأنفسنا وضرب بلادنا بأيدينا وتدخلات العدوان السعودي من صناعة أيادينا المليئة بالحقد والعمالة على بلادنا وشعبنا غير أبهين بما لحق بنا من أضرار ودمار وانتهاك للسيادة اليمنية والحكمة والإيمان والاصالة والتاريخ العربي العريق .. وطن المجد والآباء .. ويمن المجد والشموخ والكبرياء ومهد الحضارة وأصل العروبة والشهامة والعطاء.. شعب الايمان والحكمة وأهل السمات العظيمة التي تعانقت معاينها الأصيلة وألتصقت شواهدها بأرض السعيدة وتجسدت حقائقها في أبنائها الكرماء.. منذ غابر الأزمنة وستظل هكذا على تلك السجايا الحميدة دوما وأبدا مهما حاول المرجفون النيل منها أو التقليل من شأنها سواء من الداخل أو الخارج.
وفي الأخير: فإنها دعوة لكل أطراف الحوار نقول فيها أن حواركم في جنيف لا يحتمل التقسيم إلى أرقام تحت هذا المسمى.. فوضع اليمن وشعبها لا يحتمل المزيد من كسب الوقت لرغباتكم وشروطكم السياسية والشخصية وأن لا تكون حواراتكم ونتائجها كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاء لم يجد عنده شيئا.. وأن يكون ما تحملونه ينفع الناس.. وقليلا من العقل والحكمة والمنطق الذي يفترض على كل أطراف الحوار أن يكون هدفهم اليمن وتوافقها بينكم ما ينفع الوطن والشعب ويزيل معاناة الداخل وعدوان التحالف السعودي عند حده في قصف بلادنا وشعبنا .. اختلافاتكم من بعد هذا خزي وعار عليكم ووصمة عار على السياسة وأحزابها وساستها ونخبها ستظل لعنة التاريخ تسجلها في صفحاتها بمداد العمالة والخيانة العظمى وتتداولها الأجيال اليمنية في الحاضر والمستقبل.

قد يعجبك ايضا