بلد منكوب بنخبه السياسية
من حين لآخر تزداد معاناة المواطن اليمني البسيط نتيجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة والأوضاع الأمنية والسياسية التي تشهدها بلادنا خلال السنوات الماضية وعلى وجه الخصوص خلال السنوات الأربع الماضية من عمر التغيير والتداول السلمي للسلطة في بلادنا, بسبب الأحداث الداخلية التي تشهدها بعض محافظات الجمهورية التي أفرزتها رهانات القوى والأحزاب والتنظيمات السياسية الفاعلة على الساحة اليمنية وتخاذلها عن القيام بواجباتها الوطنية وتغليب مصلحة الوطن العليا على المصالح السياسية والشخصية والفردية أدخلت الشعب في مواجهات وتعصبات مذهبية وطائفية وانقسام تابع لقيادات وأحزاب خلقت ظروفا يمنية صعبة, اقتصاديا وأمنيا, وأضافت أعباء إلى جانب الظروف والحياة اليومية التي شهدها اليمن خلال ما يزيد على خمسين يوما من العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا وشعبنا في تدمير مقدرات الوطن وقتل الشعب وقصف منازلهم واحتياجاتهم المعيشية اليومية في كل أرجاء بلادنا, كانت أهم أهداف محطات قوات التحالف في تحقيق إنجازات ومهمتها الشرعية التي جاءت من أجل حمايتها كما تقول السعودية قائدة هذا العدوان في عاصفة الحزم وأخواتها.
هكذا هي الشرعية ورجالاتها وحكامها وقاداتها الوطنيون والغيورون على بلادهم وشعبهم الذين تداعوا لهذا العدوان الذي لم يقصر في تلبية دعوة المستقيل هادي منذ الوهلة الأولى لتقديم الطلب, حرصا منهم على أمن اليمن والحفاظ على مقدراته ومكاسبه الوطنية التي استهدفتها صواريخ طائرات العدوان ولم تستثن أي مرفق أو خدمة أو بنية تحتية عامة وخاصة إلا دمرتها كليا, إلا ما ندر وفي كل محافظات اليمن على حد سواء, ودون تفريق بين هذا وذاك, المهم اليمن مستهدف والشعب مستهدف للقتل من طائرات وصواريخ عدوان قوات التحالف, وأجواء اليمن محظورة برا وبحرا وجوا وقوت الشعب والتجويع تحت السيطرة من غرفة العمليات الخاصة بعاصفة الحزم من الرياض.
وهكذا هي القوى والأحزاب الوطنية وقياداتها وأعضاؤها ونخبها السياسية والثقافية ورجالات حواراتها الأجلاء الأكثر حبا ووطنية وولاء وخدمة من أجل اليمن, وتوافق وتنازل من المصلحة العليا لتجاوز أحداث الداخل ومنع تدخلات الخارج, وأنهم قادرون على حل الخلافات انطلاقا من الإيمان والحكمة والولاء لليمن الأرض والإنسان, لكن مع الأسف الشديد حدث ولا حرج عكس كل هذه المصطلحات الوطنية وحولوها إلى تخاذل ورهان وعمالة وأجندة تعمل لصالح الموساد الأمريكي والحاقد السعودي على اليمن واليمنيين منذ سنوات أفرغتها جعبة العدوان في عاصفة الحزم, كشفت بجلاء حقد الوحشية المفرطة من قبل نظام آل سعود, وخيانة الداخل من قيادات وأحزاب ورجال الحوار الذي طالت مؤتمراته واجتماعاته بين النخب دون فوائد, بل زادت الأوضاع تدهورا والحياة قساوة والأمن والاستقرار انفلاتا والمواجهات المسلحة حدة وشراسة, والدماء سفكا والمنازل دمارا والمصالح ضربا والمال العام نهبا من قبل حمران العيون وتجار الحروب باسم الحوار وبدل جلسات الأعضاء اليومية أكثر من تسعة أشهر من قاعات الموفمبيك ذات الخمسة النجوم والأول في فنادق العاصمة موقعا وأجواء وخدمة وترفيه.. لكن دون نتائج تذكر خدمة لليمن والشعب ..أربع سنوات عجاف عاشها من كانوا يحلمسون بالدولة المدنية الحديثة حياة وبردا وسلاما وأمنا وتصافي ومحبة ووئاما لشعب ظل يرزح تحت وطأة من نصبوا أنفسهم أوصياء للوطن والشعب بالوكالة في الداخل والخارج.. لكنها كانت أكثر من سابقاتها أحداثا وآلاما ومآسي وظروفا اقتصادية لم يمر بها المواطن من قبل.