الوحدة اليمنية إرادة شعب لا تنكسر
فارس قايد الحداد
لقد مثل قيام الوحدة اليمنية بين شطري الشمال والجنوب في 22 مايو 1990م ميلادا جديدا لليمن واليمنيين المحبين للوحدة والعاشقين لها فهي تعتبر بحد ذاتها منجزا عظيما بل أعظم إنجاز في حياة الشعب اليمني والاحتفاء بعيد الوحدة المباركة في كل عام يحسر مدى عمق الوعي الاجتماعي والثقافي والسياسي لأبناء الشعب اليمني بحقيقة الوحدة وحبها المتأصل في النفس باعتبارها طريقة النجاح والخير الذي أجمع عليها جميع اليمنيين كافة بحيث أنها تمثل إرادة الشعب في الحياة الكريمة والأمن والاستقرار والبناء والتنمية بصرف النظر عن مدى سرعة دوران عجلة التنمية الشاملة في بيئة تراكمت فيها تعقيدات ونحت فيها بذور الصراعات امتدت إلى نحو نصف قرن من الزمن يحيطه تخلف وجهل وغياب روح الأمن والسلام واليوم في ضحى لـ : 22 من مايو يتحفل اليمنيون في الداخل والخارج
بهذه التجربة الفريدة في وسط من الإ بتهاج والسروربين أبنائه وهذا ينبع من الإيمان العظيم بأهميتها الكبرى وعندما نتحدث عن الوحدة اليمنية نتحدث عنها كشاهد حي من حيث أنها مثلت الأصل في تاريخ اليمنيين قديما وحاضرا وأصبحت راسخة في الأرض والنفس مسكنها أفئدة اليمنيين بالإضافة أن تحقيقها ـ
أظهر صورة إيجابية لليمن واليمنيين في جميع المحافل العربية والإقليمية والدولية فهي تعد نبراسا مضيئا في سماء الإخفاق العربي والانسكارات المتواصلة في حياة العرب وكانت بحق الحدث الوحيد في التاريخ العربي الحديث والمعاصر ذي الأهمية البالغة في حياة الشعب العربي قاطبة بل أنها شكلت جسرا تجديديا للصلة الحضارية بالعروبة وهيأت المناخ في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي كما تظهر أهمية قيام الوحدة المباركة أنها جاءت في ظل التجزء والتفكك السياسي للوطن العربي لتدل على إمكانيات تحقيق حلم الوحدة العربية الشاملة للمجتمع العربي الواحد والذي تربطه عوامل الدين واللغة والتأريخ والأصل الجغرافي الواحد في الحين ذاتة نجد أهمية قيام الوحدة أصبح بالنسبة لليمنيين الحل الأمثل والمخرج الوحيد لحل جميع خلافاتهم كما أنها أنهت مرحلة تقسيم اليمن وازالت الحدود المصطنعة بين أبناء الشعب الواحد وتركت الحرية الكاملة للشعب اليمني في التنقل عبر حدوده الطبيعية دون حواجز تفصل بين منطقة وأخرى ووضعت جدا لفترة التشطير ومن لغاته المأساوية لقد انتقل اليمن واليمنيون في ظل تحقيقها إلى مرحلة جديدة من التعايش السلمي في التطور الحضاري والإنساني والعلمي لتصنع بذلك طرقا من التقدم العلمي والتكنولوجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي تحت مظلة العدالة والمساواة والتعايش السلمي وعلى إثرها
سمحت للحرية السياسية تأخذ مسارها الطويل لتضع لذلك التعددية الحزبية داخل اليمن ووفق ذلك اتجه اليمن نحو المنهج الديمقراطي الذي يحقق التداول السلمي والسلس للسلطة وهذا بدوره أو جد حالة من الاستقرار السياسي والاقتصادي
والاجتماعي والثقافي في أوساط المجتمع اليمني بالإضافة إلى أن الوحدة كانت وما تزال لا أثرها الإيجابي في تهيئة الأجواء أمام حل المشكلات الحدودية البرية والبحرية سليما مع الأشقاء في دول الجوار وبالتالي فإن انتهاج اليمن للحل السلمي محل النزاعات الداخلية والخارجية أوجد حالة في الاستقرار السياسي
والعسكري على مختلف الأصعدة الإقليمية والدولية لليمن وبذلك فتحت ميدانا واسعا أمام العلاقات اليمنية الخارجية ـ لتأخذ طريقها في سبيل تعميق العلاقات الأخوية وتعزيز مبدأ الشراكة سواء كان مع دول الجوار أو مع المجتمع الدولي ككل. كما ان نجاح مشروع الوحدة اليمنية لم يكن توحيدا لبلدين فحسب بل أنه توحيد
والتئام للكيان الواحد بمسمى الأرض عبر الزمن وهو اليمن والأصل الذي انحدرمنه أبناء اليمن منذ آلاف السنوات هو أصل واحد وهي في مجموعها تشكل نسيجا اجتماعيا واحدا متجانسا في الدين واللغة والتاريخ والقيم والعادات والأهداف والتطلعات لتفتح آفاق مستقبلية جديدة أمام اليمنيين وستظل الوحدة القاعدة
الأساسية التي انطلقت منها مسيرة البناء والتجديد فوجد التعليم والصحة وأنشئت المدارس والمعاهد والجامعات والمستشفيات والطرقات .. الخ ومع هذا كله .
وما تحقق على الارض اليمنية في منجزات عملاقة ستظل الشاهد الحقيقي على عظمة الوحدة وعظمة من ساهم في تحقيقها .
وبالإشارة إلى أن الحديث عن الحدث الوحدوي يستدعي منا الاقرار بأنه له إيجابيات وإخفاقات فلا يسلم حدث عظيم كهذه من السلبيات التي قد ترافقه وجميع هذه الأخطاء لها أسبابها المتعددة فهناك سلبيات رافقت مسيرة قيام الوحدة وكانت لهذه السلبيات تداعيات الخطيرة والمؤلمة في جميع الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية في اليمن والتي كادت ان تلقي بما صنعة اليمنيون في 1990م . إلى الهاوية وت