الحرب البرية آتية والقوات السعودية لن تصمد
رغم امكانياتهم البسيطة وعتادهم العسكري المتواضع وقلة اعدادهم ورغم امتلاك عدوهم امكانيات كبيرة واحدث انواع الأسلحة المتطورة والحديثة واكثر من مائه وخمسين الف جندي ينتشرون على الحدود استطاع ابناء القبائل اليمنية على الشريط الحدودي مع السعودية خلال الاسبوعين الماضيين أن يتحولوا وفي وقت قياسي منذ بداية العدوان على اليمن والذي بدأ قبل أكثر من شهرين من حالة الدفاع الى حالة الهجوم فلقد ظهر وبكل وضوح خلال الاسبوعين الماضيين من خلال الهجمات التي نفذها رجال القبائل اليمنية على المواقع العسكرية السعودية على الشريط الحدودي واقتحامهم لها بكل بسالة انهم بدأوا بالتخلص من حالة الارتباك الجزئي الذي حدث لهم في الايام الاولى للهجوم المفاجئ والغير متوقع عليهم من قبل قوات التحالف بقيادة السعودية فلقد بدأوا بترتيب أوراقهم وتجميع صفوفهم ورسم خططهم وبدأوا بشن العديد من الهجمات على المواقع العسكرية السعودية معلنين بذلك بداية الحرب البرية التي كانت السعودية تخشى منها اشد الخشية فالجميع يدرك أن اليمنيين هم أشرس المقاتلين في العالم والتاريخ خير شاهد على ذلك وان الدخول معهم في حرب برية يعني الهزيمة الحتمية والمؤكدة لعدوهم .
حتى الرئيس عبدالفتاح السيسي ولأنه رجل عسكري وهو كان يعرف جيدا أن أي مواجهات برية مع الشعب اليمني سوف تكون نتائجها وخيمة فها هو اليوم بدأ يتملص من ارسال اي قوات برية الى اليمن ولكن بطريقة سياسية وغير مباشرة فبعد أن كان في السابق كليوم يطلق تصاريح نارية بأن أمن السعودية ودول الخليج خط أحمر حتى ظنت السعودية ودول الخليج حقا أن الرئيس عبدالفتاح السيسي جاد في كلامه وسوف يرسل الجيش المصري إذا احتاج الامر للدفاع عن السعودية ودول الخليج في حال تعرضت دول الخليج لأي تهديد وبعدما حصد الرئيس عبدالفتاح السيسي ما كان يرنو إليه من إطلاق تلك التصاريح النارية وحصل على جزء كبير من المساعدات والدعم الذي كان يريده من دول الخليج فعندما ادرك الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخرا أن الحرب البرية قد اقتربت وأنها أصبحت آتية لا محالة اصدر القضاء المصري قرارا بإحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي وبعض أفراد جماعته للمفتي وخلق بذلك أجواء واوضاعا سياسية مضطربة في داخل مصر بل وتنذر بحدوث اضطرابات كبيرة في الأيام القادمة في حال تم حقا تنفيذ حكم الاعدام في حق الرئيس الاسبق محمد مرسي ليخلص بذلك القضاء المصري الرئيس عبدالفتاح السيسي من ورطة مشاركة مصر بقوات برية في اليمن بحجة أن الاوضاع السياسية في مصر غير مستقرة فذلك القرار القضائي المفاجئ جعل الوضع الداخلي في مصر مضطربا وبكل تأكيد فان على السعودية ودول الخليج أن تفهمان أولويات الجيش المصري في مثل هذه الحالة والاوضاع المضطربة في داخل مصر سوف تكون هي حفظ أمن مصر الداخلي أولا وان امكانية ارسال أفراد من الجيش المصري لخوض حرب لا ناقة لشعب مصر فيها ولا جمل هو أمر صعب جدا .. فغالبية الشعب المصري أصبحوا يدركون اليوم جيدا أن حشر مصر في هذه المعركة بحجة أن الحوثيين سوف يقدمون على اغلاق باب المندب وهو مجرد كلام لا صحه له فالحوثيون الى اليوم وبرغم مرور حوالي شهرين منذ بداية العدوان عليهم لم يقدموا على أي خطوة تتجه نحو إغلاق باب المندب وذلك الامر يؤكد صحة التطمينات المستمرة التي كانوا يبعثون بها الى النظام المصري من قبل بدء العدوان على اليمن .
بكل تأكيد وبل وهو من أوضح الواضحات انه ليس من المعقول أن مستشاري الرئيس عبدالفتاح السيسي والسياسيين في مصر لم يكونوا يعلمون بالنتائج المترتبة وبردة الفعل التي سوف يخلقها قرار إحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي وبعض أفراد جماعته للمفتي لتنفيذ حكم الاعدام في حقهم لأنهم في الحقيقة كانوا يريدون ما يحدث اليوم من في مصر من حالة رفض لذلك القرار على المستوى الداخلي والخارجي أن تحدث لأن الهدف الحقيقي من اصدار مثل ذلك القرار وفي هذا التوقيت بالذات هو ادخال مصر في أجواء سياسية داخلية مضطربة ليخلصوا بذلك الرئيس عبدالفتاح السيسي من ورطة ارسال قوات برية الى داخل اليمن أو حتى الى الحدود اليمنية السعودية للدفاع عن السعودية بحجة الاوضاع المضطربة في داخل مصر .
الرئيس عبدالفتاح السيسي يدرك جيدا انه حتى اذا اضطر في الايام القادمة لتحويل قرار إحالة الرئيس محمد مرسي للمفتي من قرار تخليص سياسي لهمن ورطة مشاركة مصر بقوات برية في اليمن الى قرار قضائي حقيقي يتم تنفيذه حقا على ارض الواقع فأن سقوط بعض القتلى من المتظاهرين الرافضين لإعدام الرئيس السابق محمد مرسي هو اهون بكثير عليه على المستوى الشعبي من سقوط قتلى من الجنود المصريين في داخل اليمن أو على الحدود اليمنية السعودية في حال شاركت مصر حقا بقوات برية فسقوط بعض القتلى من المتظاهرين الرافضين لقرار تنفيذ حكم الاعدام بحق الرئيس مرسي لن يغضب الشارع المصري كله لكن سقوط قتلى من الجيش المصري في معركة الدفاع عن