اليمنيون في مصر.. والممارسات اللا إنسانية ضدهم
رياض مطهر الكبسي
* ليس أسوأ من أن تجد من يفترض به بل واجب عليه أن يكون عونا لك ويرعى شؤونك ومصالحك ويقف إلى جانبك وقت حاجتك في أية دولة تكون فيها غير وطنك أن تجده يتخلى عن واجبه الوطني والأخلاقي ويتنصل من مسؤوليته الموكلة إليه في رعاية شؤون مواطني بلده في أرض المهجر..
والأسوأ من ذلك أن يقوم ذلك الشخص المسمى سفير وقنصل أو الهيئة وما تسمى السفارة والقنصلية بكيل تهم ضد مواطني بلده في الدولة التي يمثل وطنه فيها والتعامل معهم بعنصرية وتكون له يد في عرقلتهم والمشاكل التي يتعرضون لها والشماتة بهم..
* أستغرب كثيرا من المعاملات السيئة التي يلاقيها اليمنيون العالقون في بعض الدول العربية التي تعد دولا شقيقة..
* إخواننا العالقون في الأراضي المصرية ذهب بعضهم إلى مصر في زيارات علاجية وبعضهم زيارات سياحية وبعضهم طلاب وعندما أرادوا العودة أوصدت أمامهم الأبواب وسدت المنافذ ووجدوا أنفسهم عالقين ومحاصرين بدون ذنب أو وزر فلا يستطيعون العودة إلى وطنهم..
* لم نسمع يوما وعلى مدى حياتنا أن أحدا أو دولة قامت بما تقوم به مصر الشقيقة اليوم من محاصرة ومضايقة اليمنيين المتواجدين لديها العالقين في أراضيها وممارسات لا إنسانية ولا أخلاقية لا مبرر لها ولا معنى من قبل السلطات المصرية متجاوزة كل الشرائع السماوية والاتفاقيات والبروتوكولات الدولية والثنائية والأعراف فلا هم تركوهم ووفروا لهم وسائل النقل التي توصلهم إلى وطنهم ولا أبقوا عليهم معززين مكرمين حتى يضع العدوان الغاشم على اليمن أوزاره هذا إذا افترضنا أن الحكومة المصرية تريد المحافظة عليهم..
* ومن المعيب والمخجل أن تقوم الحكومة المصرية بإخراج ما تسمى مكافحة الشغب على اليمنيين العالقين لديها الذين تجمعوا أمام السفارة اليمنية لمطالبتها بالقيام بواجبها والعمل على إرجاعهم إلى الوطن..
والأدهى من ذلك والأمر أن يتلفظ جنود الشغب المصريون بألفاظ على المواطنين اليمنيين ويطردونهم من أمام السفارة ويسيئون معاملتهم ويرشونهم بخراطيش المياه بحجة أن 80% منهم حوثيون وعفاشيون حسب وصفهم لهم مجسدين بذلك قمة الحماقة والوقاحة والحقارة والسقوط المدوي إلى حضيض المستنقع اللا أخلاقي..
فما الضير في أن يكون العالقون في مصر من اليمنيين مؤتمريين أو إصلاحيين أو ناصريين أو حوثيين أو بعثيين أو غير ذلك فهم أولا وأخيرا يمنيون وهذا شأن يمني ودخلوا مصر بصفتهم يمنيين وليس بصفتهم حزبيين..
ثم أليس في مصر القوميون والاخوانيون والوطنيون والناصريون والأقباط والأرجاس والأنجاس والأوباش وغيرهم..¿! لكن يبقى هذا شأن مصري داخلي..
* الحكومة المصرية تعلم – والرئيس السيسي أيضا – أن اليمنيين دخلوا مصر بطريقة رسمية عبر المطارات ولم يأتوا نازحين أو لاجئين..
لم يطلبوا مساعدة.. لم يطلبوا مالا.. لم يطلبوا أكلا ومسكنا.. لم يطلبوا لجوءا.. بل طلبوا حقا من حقوقهم وهو توفير وسيلة لإرجاعهم إلى وطنهم معززين مكرمين..
فلماذا كل هذا السوء في التعامل وهذا العداء والتحامل ضدهم دون مبرر ودون ذنب¿!..
* الغريب والعجيب أننا نسمع وندرس ونقرأ منذ الطفولة أن العلاقات اليمنية المصرية وطيدة وقوية وامتزجت بالدم لكن الواقع اليوم يعكس غير ذلك من خلال التعامل السيئ من قبل اخواننا المصريين مع اخوانهم اليمنيين المتواجدين على أرضهم.. فما الذي جعل هذه العلاقات تنعكس سلبا أم أن علاقات المصلحة المادية والآنية تطغى على العلاقات الاخوية التي يبدو أنها لم تعد ذا قيمة في حضور الورق الأخضر الذي من السهل أن تتلاشى أمامه العلاقات الوطيدة وتتماهى الدماء وتضيع بين أروقة الساسة وحكام المال وأمراء النفط..
* وهنا سؤال وتساؤل يجر ألف علامة استفهام واستغراب متبوع بألف علامة تعجب يبحث عن إجابة عملية شافية أو مبرر مقنع – مع أني لم أجد مبررا مقنعا – من قبل السلطات المصرية العليا والدنيا ومن الشعب المصري كافة الذي لا أظنه موافقا على ما يجري من مهزلة وجر الجيش المصري إلى مصير مجهول: لماذا تمنعون اليمنيين المتواجدين في مصر من العودة إلى وطنهم¿!.. لماذا تحاصرونهم وتسيئون معاملتهم وتضيقون عليهم الخناق فلا مأوى وفرتم لهم ولا مطعم ولا مشرب حتى من الحدائق أخرجتموهم بطريقة مسيئة ومشينة فلم تحترموا إنسانيتهم ولا أخوتهم ولا عروبتهم التي أنتم جزء منها ولا دينهم الذي تدينون به ولا قوميتهم التي تتباهون بها فهل من الإنسانية والقيم الأخلاقية أن تطرد النسوة وأطفالهن من الحدائق من قبل قوات مكافحة الشغب ويتم رشهن بخراطيش المياه والتلفظ عليهن بألفاظ نابية لماذا وعلى ماذا¿! وما المراد من وراء احتجاز آلاف اليمنيين في بلدكم وإساءة معاملتهم وعدم تركهم يغادرون إلى بلدهم¿!..
أم أن ما يحدث من مضايقات وتعامل سيئ لليمنيين العالقين في مصر يأتي ضمن سيناريو العدوا