الرويشان (أنموذجا)
العدوان الغاشم على بلادنا من قوى تحالف الشر استنفد كل ما يمكن وصفه بخط رجعة للتصالح مع الشعب اليمني وعبر لنا بصواريخه وقنابله عن مدى الحقد على اليمن أرضا وإنسانا..مقابل المخطط السعودي لفرض همينته بآلات الموت والدمار وارتكاب المجازر في حق شعب يحمل من المعاناة المتراكمة في شتى المجالات ما لا يحتمل وقف هذا الشعب العظيم أمام العدوان بصمود أسطوري وجه من خلاله رسالة للعالم مفادها (اليمنيون ليسوا كما يظن أمراء النفط وأربابهم فحساباتهم الأرقام والحديد والبارود وكل هذه تقف عاجزة عن إخضاع شعب ضارب في التاريخ شامخ كجباله وصامد برجاله الشرفاء الذين تركوا كل خلافاتهم السياسية وتبايناتهم الفكرية ليقفوا صفا واحدا ضد المعتدين).
في الحروب والأزمات تبرز أسماء شخصيات بمواقفها الوطنية المتجردة من التحيز لأي طرف سياسي وتتجه بكل خبراتها وإمكاناتها المتاحة لحفظ الأمن وخدمة المجتمع في إطار المهام الموكلة إليها ومنهم وزير الداخلية جلال الرويشان والذي تناولته الأخبار والمقالات بأنه محسوب على طرف سياسي راديكالي ..وإذا ماتجاوزنا كل الأحداث والتكهنات والتي كان أبرزها ترشيحه ضمن المغادرين للبلاد ورفضه للإعلان الدستوري وعدم نيته العمل مع اللجنة الثورية جاءت أعماله وخطواته لتضع كل تحليلات المزايدين والمتكهنين في سلة المهملات وتتجه إلى العمل على تحقيق الأمن وتقويض مخططات كانت تهدف إلى خلق فوضى عارمة في كل المحافظات..أدرك الرويشان أن دعامة نجاح المهام هو الإنسان ولكي يؤدي الفرد والصف والضابط مهامه على أكمل وجه فلا بد من حماية حقوقهم كاملة رغم الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد فكانت توجيهات الرويشان بعدم المساس أو الانتقاص من تلك الحقوق وأهمها الإعاشات الفصلية ويتم تخفيض مستحقات قيادة الوزارة وكبار الضباط ..أمر آخر يشكر عليه وزير الداخلية وهو قراره الأخير بتشكيل لجنة للإفراج عن السجناء المتعلقة قضاياهم بالحق العام والمعسرين والتنسيق مع النيابة لتنفيذ ذلك وبخصوص السجناء الأجانب فسيتم ترحيلهم الى بلدانهم بالتنسيق مع سفاراتهم ومكتب الأمم المتحدة..جاء هذا القرار بعد تعرض عدد من السجون إلى القصف من طيران دول تحالف العدوان ومقتل وجرح عدد كبير من السجناء وصعوبة إيصال التغذية والخدمات للسجناء في بعض المناطق.
شكرا للوزير (الإنسان) ونتمنى أن نقرأ ونسمع عن خطوات وقرارات مماثلة في مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية ..اليمن بحاجة إلى الجميع والانتصار للوطن ودحر العدوان لن يتأتى إلا بسواعد الأبطال والعمل بمسؤولية كبيرة وأن يستشعر كل مسؤول وموظف أهمية حسن أدائه في هذه المرحلة.