هدنة ترتيب أوراق!!
حسن حمود شرف الدين
منذ بداية العدوان السعودي على الشعب اليمني من قبل قوات التحالف الخليجي العربي بقيادة السعودية وهذه القوات تفرض حصارا خانقا على اليمن برا وبحرا.
لم يكن اعتباطا منها فرض هذا الحصار وإنما كان بالتزامن مع العدوان الهمجي حتى يسرعوا من تحقيق أهدافهم المزعومة التي قامة عاصفة الحزم من أجلها.. وصولا إلى عملية إعادة الأمل التي كانت مرحلتها أكثر وحشية وقبحا من مرحلة عاصفة الحزم.. وخلال الفترتين لم تحرز قوات التحالف تقدما ملموسا على أرض الواقع وبدأ قناعها المزيف ينخلع من وجهها ليظهر وجه المملكة السعودية اللئيم والأشد قبحا ووجدت نفسها أمام مأزق أخلاقي لا تستطيع الوقوف أمامه إلا بالإغراءات وضخ الأموال وعمل هدنة للخروج من المأزق بأقل الخسائر.. ولكن هذه الهدنة جاءت متأخرة بعد ما طفح كيل الشعب اليمني فقد الكثير من رجاله ونسائه وأطفاله ولسان حالهم يقول لا حوار لا تفاوض.. وإن كانوا يريدون حوارا فليحاوروا شهداءنا وقتلانا الذين كانوا أهدافا سهلة لأطفال ومراهقي النظام الملكي السعودي.
صدق صديقي الذي قال أن آل سعود بقرة حلوب لأمريكا وثور هائج على اليمن.. تشبيه ما بعده تشبيه.. فأمريكا تحلب البقرة السعودية وتشفط نفطها مقابل سلاح وصواريخ تشتريه السعودية لتضرب به اليمن كالثور الهائج دون أي مقدمات أو أسباب سوى أوهام وتخيلات صنعتها أمريكا لتزيد من فرقة الأمة العربية والإسلامية.
هدنة آل سعود لم تأت من فراغ.. لقد جاءت عندما عرفوا أن بنك الأهداف الذي صنعوه لأنفسهم في بداية العدوان كان وهما ولا زال.. وما هذه الهدنة إلا محاولة للهروب والخروج بأقل الخسائر أو بداية لمرحلة ثالثة جديدة أشد قبحا وبشاعة من المرحلتين السابقتين.. وفي هذه الحالة ستكون وبلا شك بداية انهيار هذه المملكة المتعجرفة.. فالله سبحانه وتعالى يمهل ولا يهمل..ومن يتمادى في كبره وتجبره تكون آخرته آية وعبرة للناس.. وهذا ما سيلحق بأسرة آل سعود التي لازالت تسعى في الأرض فسادا وتلحق بالشعب اليمني عدوانا غاشما وبربريا لا يمت للدين والأخلاق الإنسانية بأي صلة.
هدنة آل سعود المليئة بالخروقات من قبل قوات التحاف على الأراضي الحدودية تترقب مخرجات القمة الخليجية-الأمريكية الت تنعق في كامبديفيد بأمريكا.. والتي تأتي قبيل الاتفاق الإيراني-الأمريكي والذي تعتبره دول الخليج خطرا يهددها ويهدد استقرارها وأمنها القومي.. ولذلك تحاول ان تجعل اليمن ورقة للتفاوض والخروج بضمانات لما قد يأول الأمر عليه بعد الاتفاق النووي الإيراني-الأمريكي.