حكومة مصغرة مطلب ملح
.ضاق بالشعب الحال و بلغت الأزمة الحلقوم و أصبح الوضع لا يحتمل التوهان صار هو سيد الموقف لا رئيس دولة ولا رئيس حكومة ولا مجلس نواب ولا وزراء ولا مؤسسات حكومية ولا أحزاب وطنية تدافع عن هذا الوطن والمواطن .. الوضع منفلت ولا احد بعيد عن المعاناة والألم والخوف والشقاء وضياع الحقوق والمال والاستثمار الحال الدائم على الأقل في هذه الفترة العصيبة .
كل أبناء الشعب يراهن اليوم على بصيص أمل وانفراجة قريبة يمكن أن تجنبه الوقوع في ويلات الجحيم والانزلاق واللا عودة إلى المستقبل المنشود في ظل هكذا وضع معقد وملبد بالضبابية وتكالب متوحش من الداخل والخارج يساير هذا الوضع صمت مريب محلي وإقليمي ودولي للأزمة اليمنية ولما آلت إليه الأوضاع في البلاد .
اليمنيون يكادون اليوم أشبه بقطيع من الماشية دون راع أو موجه أصبحت مشاكلهم وحياتهم اليومية معلقة والجميع لا يعمل وكل شيء متوقف لا محاكم لا تعليم لا صحة لا كهرباء أو مياه لا غاز ولا نفط ولا محروقات وأيضا لا غذاء ولا مسكن آمن .. حياتنا اليوم مثل حياة الغابات لا شيء يحكمنا سوى أصوات الغارات ومضادات الطائرات وأزيز الرصاص وهاونات ومدافع أطراف النزاع بين اليمنيين بغض النظر عن ماهية أو نوع الاختلافات .
لو سألت اليمنيين في الوقت الراهن ماذا تريدون ..¿ لأجابوا جميعهم و بصوت واحد نريد حكومة تدير أمور حياتنا و شئون الدولة و توفر حاجيات الناس وتدافع عنهم أمام العالم وصلف العدوان الهمجي الذي استهدف كل شيء ولم يستثني شيئا ماديا أو معنويا الحجر والشجر والآثار والطرقات و المستشفيات والأحياء السكنية ..
نعم يجب أن تشكل حكومة لإدارة الأزمة على وجه السرعة ليس لإدارة شؤوننا وحسب ولكن لإدارة المرحلة والتفاوض مع المنظمات العالمية الحقوقية والإنسانية ودول العالم الخارجي لأنه من المستحيل أن تظل البلاد دون حكومة طوال شهور مضت وأخرى ننتظرها تباعا .. وبالتالي من غير المنطقي أن يظل العالم يبحث عن طرف للتفاوض معه أو التفاوض مع حكومة المنفى وهذا يتناقض مع الوضع الراهن في الداخل لأنها في طبيعة الحال ليس بها حكومة تدير شئونها و تتواصل مع العالم الخارجي .
ومن هذا المنطلق يفترض على مجلس النواب الصامت منذ بدء الأزمة أن يقول كلمته الفصل في هذا الوضع المزري وكذلك أنصار الله وحزب المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه ومن بقي من أحزاب اللقاء المشترك والأحزاب الوطنية الخيرة في هذا البلد المكلوم أن يجتمع الجميع على كلمة سواء في تشكيل حكومة أزمة مصغرة لإدارة شئون البلاد ورعاية مصالحه ومصالح الناس حتى تنفرج الأزمة ويخلص الحوار المرتقب إلى حلول لإكمال المرحلة الانتقالية وصولا إلى مرحلة الاستقرار التي ينتظرها الناس على أحر من الجمر .. والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين .