وصفة جهنمية لحماية الشعب اليمني
حماية الشعب اليمني وإنقاذه وإعادة الشرعية شعارات رفعت وظلت تتردد على رؤوس الأشهاد لأكثر من خمسين يوما منذ اليوم المشئوم الذي دشن فيه العدوان الغاشم على الشعب اليمني المسالم .. ولتحقيق هذه الأهداف وضعت وصفة من ثلاثة بنود :
الأول – عاصفة عسكرية مدمرة
الثاني – حصار شامل بري وبحري وجوي
الثالث – عاصفة إعادة الألم أعني الأمل
وللأسى والأسف أن هذه الوصفة الجهنمية لم تفلح في تحقيق الأهداف المزعومة والسبب واضح لكل عاقل للعرب وللمسلمين ولكافة دول العالم ..
فهل يعقل أن تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بالعدوان وهستيريا الدمار الشامل واستخدام القوة المفرطة والأسلحة المحرمة ضد أبناء اليمن بصورة عشوائية ..¿!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بإراقة الدم اليمني وإباحة قتل وجرح المدنيين أطفالا ونساء شبابا وشيوخا بالصواريخ والقنابل الذكية .. ثم وفي ذات الوقت عرقلة إمدادات الإغاثة والإيواء ومنع وصول المساعدات الإنسانية والأدوية والمستلزمات الطبية .. وذلك يؤكد بأن ما يجري حرب إبادة كاملة الأركان والهوية ..¿!
وهل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بترويع وتجويع الشعب وفرض الحصار البري والجوي والبحري غير الشرعي الذي لم يشهد له التاريخ مثيلا على الشعب وتحويل أبنائه إلى رهائن وسجناء يمنع عنهم الغذاء والدواء والمشتقات النفطية دون أي مسوغ شرعي أو قانوني مما ينذر بكارثة إنسانية وذلك أمر مخالف للأعراف والقوانين الدولية والإنسانية ..¿!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بانتهاك سيادة اليمن واستباحة الأجواء والمياه الإقليمية اليمنية .. أم بتدمير القدرات الدفاعية والأمنية اليمنية وتدمير البنية الأساسية والمنشآت الحيوية في محافظات الجمهورية ..¿!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بتدمير مساكن أبناء الشعب على رؤوسهم في المدن وفي القرى اليمنية وإجبارهم على ترك مساكنهم والنزوح مع أسرهم إلى حيث يجدون النجاة من ويلات الغارات الجوية وقصف البارجات البحرية ..¿!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بقصف وتدمير خطوط نقل الطاقة الكهربائية لعموم المدن والقرى بالجمهورية ليعيش الشعب في ظلام دامس وتتعطل جميع مصالح أبنائه وتصبح المستشفيات والمراكز الصحية مهددة بكارثة صحية .. وذلك جراء إيقاف دورها الأساسي ومهامها الإنسانية في ظل استمرار تساقط ضحايا الغارات الجوية للعدوان وضحايا الحرب الداخلية .. وتعرض الجميع للموت في حجرات العمليات إلى جانب تعرض مرضى الكلى والأطفال الخدج للخطر جراء انقطاع الطاقة الكهربائية ..¿!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية باستهداف المدارس والمعاهد المهنية والجامعات بقصفها بالصواريخ أم بتدمير صوامع الغلال ومصانع الألبان ومصانع الأسمنت وتخريبها على رؤوس العمال والموظفين البسطاء وربما – حسب الوصفة القاتلة – أن قصف مطارات وموانئ الشعب وتدمير الطائرات المدنية وطائرات القوات الجوية اليمنية وقصف الطرق والجسور بين محافظات الجمهورية وتدمير المؤسسات والمصالح الحكومية والخاصة ربما يحقق حماية الشعب وإعادة الشرعية ..!!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بحرمان أكثر من ثلاثة ملايين من أطفال اليمن من التعليم بمختلف مراحله وحرمان مئات الآلاف من الطلاب اليمنيين من التعليم الجامعي والتعليم المهني وذلك جراء الغارات الجوية والقصف الصاروخي الذي طال المدارس والمعاهد والجامعات مما بث الخوف والذعر في نفوس الجميع.
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بالمحاولة اليائسة للنيل من شموخ جبال اليمن الشماء شمم وشموخ أبنائها كجبل نقم بصنعاء وقلعة القاهرة بتعز وجبال حجة وصعدة وتدمير الآثار والمعالم التاريخية اليمنية بما في ذلك المساجد بيوت الله في محاولة لطمس بعض معالم تاريخ يمن الحضارة والشموخ والمدنية..¿!
هل تتم حماية الشعب اليمني وإعادة الشرعية بعرقلة الآلاف من اليمنيين العالقين في البلدان العربية والأجنبية عن العودة إلى بلدهم اليمن الذين غادروها إما لغرض العلاج أو الدراسة وتركهم للمعاناة والتعرض للمهانة والتردد على السفارات اليمنية مطالبين بإعادتهم إلى وطنهم يمن العزة والكرامة يمن الشهامة والكرم والأصالة العربية .. الأرض التي تحتضن كل عربي بترحاب ومودة سواء قدم إليها للعمل أو للسياحة أو لظروف صعبة تمر بها بلده وذلك عكس ما يتعرض له اليمنيين العالقين من إساءة وسوء في التعامل في أرض الكنانة قلب العروبة وأقرب بلد عربي إلى قلب كل يمني وذلك أمر مؤسف ومؤلم حقا لم يتوقعه الشعب اليمني الذي يكن كل مودة لمصر شعبا وأرضا لما بين الشعبين الشقيقين من أواصر قوية .. مع أن أولئك الذين وضعتهم الظروف في هذا الموقف الصعب ليسوا لاجئين بل عالقين أجبروا على البقاء جراء فرض تحالف العدوان الحص