( سوريا في عيون أعدائها)

أربعة أعوام انقضت وولج العام الخامس ولا يزال الدم العربي السوري ينزف بغزارة على طول البلاد وعرضها على مرأى ومسمع من الجميع والأمر من ذلك الصمت المشين للعالم مباركة بعض الدول الإقليمية والدولية لما يجري في سوريا المكلومة إنها بحق حرب عالمية ثالثة والملفت للنظر التغييب شبه المقصود للدبلوماسية الجادة عربيا ودوليا في حل الصراع السوري السوري في ظاهرة ـ الصراع السوري الدولي في حقيقته ـ  والدبلوماسية وهي فن التفاوض أصبحت في الوضع السوري فن التناقض !! وكم كنت أتمنى على شعوب العالم العربي أن تدرك ضرورة التمييز بين الثوابت والمتغيرات فليس كل ثابت ينبغي تغييره وإلا مسخت مبادئ الأمة وأصولها وثوابتها وليس كل متغير يتوجب الثبات عليه وإلا تورطت الأمة في جمود قاتل طويل الأمد وما شهدته وتشهده شعوب ودول ما يسمى بالربيع العربي من مد وجزرا سياسي وعدم استقرار منذ العام 2011م وحتى الساعة قد ألقى بظلاله سلبا على كل الجوانب الحياتية الأمنية والاقتصادية والاجتماعية لشعوب تلك الدول وهو نتيجة طبيعيه لقصور ذلك الفهم والإدراك وسوريا الصامدة لم تكن يوما بمنأى عن الخطر والمؤامرة التي تحاك ضدها منذ فترة طويلة من قبل أعدائها الصهاينة والأمريكوأوربيين من أجل إضعافها وتدمير مقدراتها سيما وسوريا قد وثبت بقوة على أقدامها معتمدة على ذاتها ومواردها وأضحت دولة قوية متكاملة الأركان اقتصاديا وعسكريا وصناعيا وزراعيا وامنيا وتعليميا وهو ما أرق تلك الدول التي تناصبها العداء وتضمر لها الشر في السر والعلن وكانت المطية التي ارتكزت عليها تلك الدول الشريرة للنيل من الوطن السوري ومقدراته وكرامة شعبه ـ الحرية ـ التي غنى عليها الغرب وضحك بها على شعوب المنطقة العربية وكأننا قبلا رقيق ونعيش عصر العبودية !! مع أن زمن الرق قد ولى وإلى غير رجعه منذ زمن طويل وكانت ساعة الصفر ربيع العام 2011م لتدمير شعوب وأوطان العالم العربي ومنها سوريا الحبيبة المقاومة التي رفضت أن تكون يوما دولة تابعة للغير مهما كانت المغريات ومهما كان الثمن الذي ستدفعه للدفاع عن سيادتها وكرامة وعزة شعبها فرفضت الابتزاز السياسي وتغيير أيدلوجيتها وتمسكت بقيمها ومبادئها فكان الثمن ما حدث ويحدث اليوم من خراب وتدمير بعد أن تكالبت قوى الشر عليها  .. وليس هذا ما يؤرقني لأنني على ثقة بأن الله سينصر الحق وأهله ويزهق الباطل وأعوانه وإن كثروا سواء طال الزمن أو قصر ولكن ما يؤرقني أكثر ويزيد من حزني وحسرتي أن من بعض أبناء سوريا من يناصبون وطنهم العداء ومنهم من يشارك أعداء وطنهم بتدمير مقدراته وممتلكاته بعد أن انطلت عليهم تلك المطية واللعبة القذرة التي نسجت خيوطها بإحكام وضرورة التخلص من بشار الأسد وكأن الوطن السوري وشعبه الذي يربو عن ثلاثين مليون نسمه مختزل في شخص بشار الأسد وصفته !! مع أن الحقيقة التي يجب على الشعب السوري أن يعلمها إن لم يدركها بعد أربع سنوات من الحرب أن المستهدف من كل ما يحدث اليوم في وطنهم الشقيق ليس بشار الأسد ومن اعتقد غير ذلك فهو أبله لأن المستهدف الحقيقي هو كل الشعب السوري وكل خيراته ومقدراته البشرية والعسكرية والنفطية ولا أدري أي كرامة ينشدها أولئك الغافلون عن حقيقة الأمر وقد أصبح ثلث الشعب السوري مشردا ولاجئا داخل القطر السوري وخارجه وأي حرية ترتجى وقد غدت الأرض السورية مستباحة ومرتعا خصبا لأولئك المشردين المرتزقة يعيثون في البلاد الفساد تدميرا وتخريبا وقتلا فتبا لها من حرية زائفة وتبا له من جهل مفرط !!

قد يعجبك ايضا