رد اليمن على عدوان السعودية.. مطالب باستعادة عسير وجيزان ونجران¿

ماذا بعد انتهاء العاصفة¿ كان السؤال الأبرز لفهم سلوك وأهداف السعودية المرجوة من وراء شن عدوان على اليمن وحشد دولي وإقليمي وإعلامي لم ينتج عنه أي هدف أعلن في بداية العملية ليتضح بعد قرارات الفجر الملكية أن عاصفة الحزم وإعلان نجاحها لم تكن سوى أكثر من حملة دعائية لوزير الدفاع محمد بن سلمان تؤهله لتولي منصب ولي ولي العهد واستكمالا لأساس الإجابة على هذا السؤال أتت سريعا بعد مرور أكثر من 40 يوميا على العدوان السعودي وبعد إيقاف شفهي لعملية عاصفة الحزم فبدأت ملامح الحد الأدنى للأهداف السعودية في الظهور: ضمان موطئ قدم لتحالف عبد ربه منصور في عدن بعملية برية محدودة تضمن السيطرة على موانئ عدن والمطار والأماكن الاستراتيجية لتشكل قاعدة تدريب وانطلاق لمسلحي هذا التحالف الواسع الذي يضم فصائل سياسية يمنية من جماعة الإخوان وجزءا من الحراك الجنوبي (تابعة لرئيس اليمن الجنوبي سالم البيض) وقوات آل الأحمر وأخيرا تنظيم القاعدة في بلاد اليمن الذين انضووا جميعا تحت مسمى “المقاومة الشعبية”.
على أن هذا الحد الأدنى واجه إخفاقات عدة مثل عملية عاصفة الحزم فأولا لم يتم التوافق الدولي والإقليمي وخاصة من جانب حلفاء المملكة السعودية على حجم التدخل البري ومداه الزماني والمكاني وما تشير إليه المعطيات أن الرياض تواجه قصورا في مسألة القوات البرية التي ستشارك في التدخل البري سواء من جانبها أو من جانب حلفائها الرافضين أو المتحفظين حتى اللحظة لمسألة التدخل البري ولكل منهم أسبابه وهو ما جعل السعودية تذهب إلى أقاصي أفريقيا لاستجلاب جنود من دولة السنغال للمشاركة في المعركة الوشيكة والتلويح لحلفائها بأن هناك بدائل في استمرار لمسلسل التحالف المتصدع المتفكك والذي اتضح أن سعي حلفاء السعودية هو إخراجها بشكل يحفظ ماء وجهها من الورطة التي وقعت فيها على خلفية تقلبات أسرية تكمل ما بدأه الجناح السديري بعد وفاة الملك عبدالله.
ثانيا وهو الأهم تكاثفت وتيرة ضربات عسكرية  استهدفت جنودا ومراكز ومعسكرات للجيش السعودي سواء على الحدود أو ما تعدى ذلك إلى داخل الأراضي السعودية منذ الأسبوع الماضي آخرها كان قصف مدينة نجران وهو القصف الذي أعلنت وسائل إعلام سعودية أنه قصف بقذائف الهاون وهو ما يعني أن هناك مجموعات مسلحة يمنية تمكنت من التوغل داخل الحدود السعودية للقيام بذلك حيث أن مدى قذائف الهاون لا يتجاوز بأي حال 15كم في حين أن مدينة نجران تبعد عن أقرب نقطة حدود بين البلدين بما يتجاوز 100كم وهو  ما أدى إلى إعلان توقف الدراسة بموازاة تعمية إعلامية عن حالات النزوح من المدينة بدأت منذ حوالي شهر خشية التعرض لنيران صواريخ يمنية قيل أنها دمرت في عاصفة الحزم. أي أن هناك معادلة غير معلنة مفادها إذا احتلت عدن ستعاني أراضي المملكة من عمليات عسكرية وربما احتلال أو بمعنى أدق استرداد لمناطق حدودية واسعة متنازع عليها ما بين البلدين.
“عزكم في ذل اليمن وذلكم في عز اليمن”
المقولة السابقة تنسب إلى مؤسس الدولة السعودية الثالثة عبد العزيز بن سعود والتي شكلت جوهر السياسة السعودية طيلة العقود الماضية تجاه اليمن ليس فقط من خشية أن يكون هناك دولة قوية جنوب المملكة التي تخصصت في إحباط أي مشروع نهضوي في المنطقة عموما أو ما يخص اليمن بالتحديد  حيث خشيت الرياض دوما مطالبة اليمن بأراضيها المحتلة سعوديا منذ ثلاثينيات القرن الماضي بعد حرب بين المملكة السعودية الناشئة وبين المملكة المتوكلية على خلفية طلب  إمارة عسير التي كانت تحت حكم الأدارسة الدعم من عبد العزيز بن سعود وسرعان ما انقلبت السعودية على الأدارسة وانتزعت أراضي عسير بعد وفاة أميرها الأخير الحسن بن علي الإدريسي بالإضافة إلى أراض يمنية أخرى من المملكة المتوكلية بموجب معاهدة الطائف عام 1934م والتي نصت على تجديدها كل 20 عاما وهو ما لم يحدث واعتبره اليمنيون تفريطا في أراضيهم ووجوب استعادتها وهو المطلب الذي ظهر بقوة بعد الإطاحة بحكم الملكيين وانتصار الجمهوريين وهو السبب الأساسي لوقوف الرياض بجانب الملكيين  ضد الجمهوريين الذين دعموا من جانب مصر وذلك خشية أن يطالبوا باسترداد أراضيهم التي كانت مصر وغيرها من الدول العربية تعتبرها أراضي يمنية محتلة. وسرعان ما تم تنحية هذا المطلب جانبا إزاء مطلب توحيد لليمن والحروب بين اليمن واليمن الشعبية إلى أن تم تسوية مسألة الحدود عام 2000 بموجب اتفاقية جدة في ما يتعلق بأراضي اليمن الشمالي فقط حيث أن أراضي اليمن الجنوبي كانت مستعمرة انجليزية إبان احتلال السعودية للمدن اليمنية وبالتالي فإن ترسيم الحدود تعلق حصرا بالحدود التي كانت تحد اليمن الجنوبي مع السعودية واعتبرت السعودية أن جيزان ونجران وعسير أراض سعودية بحق الغزو والحرب التي انتصرت فيها قبل 80 عاما وهو ما اعتبره اليمنيون تفريطا من جا

قد يعجبك ايضا