الدوباس»

يكتبها: علي بارجاء
كثيرة هي الآفات التي ابتليت بها البلاد وإذا كانت الصراعات والحروب هي آفة الآفات والطامة الكبرى فإنها السبب في انتشار كل الآفات الأخرى لأنها تشغل الدولة عن الالتفات إليها ومكافحة انتشارها واستفحالها.
ظلت النخيل في حضرموت خلال سنوات المجاعات والأزمات هي المصدر الأكثر أهمية لمواجهة الجوع وظل الحضارم يحافظون عليها ويرعونها حق الرعاية حتى السنوات الثلاثين الأخيرة التي اتجه فيها الناس إلى المتاجرة في الأراضي ولم يورعوا في إبادة النخيل وتحويل الأرض الزراعية إلى أراض سكنية.
صحيح أن النخيل الموجودة صارت عجائز لقدمها وضعف إنتاحها ولم تستبدل بجديد من الأصناف القديمة نفسها إلا بمقدار ضئيل فإن من لازال يحافظ على بقاء النخلة صار يستجلب أصنافا جديدة من دول الجوار مثل: (البرحي) و(السكري) وبسبب استيراد هذه الأصناف انتقلت إلى حضرموت كثير من الآفات ومنها (الدوباس) وهي حشرات صغيرة تفرز مادة عسلية براقة يعرف المتخصصون أضرارها على النخيل.
وزارة الزراعة لم تلتفت جيدا إلى انتشار هذه الآفة وإن رصدت في بعض السنوات المخصصات لمكافحتها في عهد وزير بعينه إلا أن هذه المكافحة لم تستمر وظلت المشكلة تتفاقم بشكل كبير وتتوسع لتشمل بصورة خاصة جميع وادي حضرموت.
كشفت الحرب الدائرة اليوم في اليمن أن ما صرفته اليمن في استيراد الأسلحة والذخائر يفوق كل شيء ولو أنفقت هذه المبالغ في التنمية العلمية والتربوية والثقافية وفي تنمية الفرد والمجتمع وفي تحسين الأوضاع الاقتصادية للبلاد لما حدثت المشكلات والمعاناة التي برزت اليوم بشكل واضح في مختلف مناحي الحياة.
آفة الدوباس واحدة من الظواهر المنتشرة في جزء من الوطن آفة ظلت تنتشر لأنها لم تجد من يكافحها ويقف في وجه توسعها بمجرد ظهورها ولذا فإن مكافحتها والقضاء عليها تريد جهدا ووقتا ومالا إنها آفة واقعة في مصدر مهم من مصادر الغذاء الطبيعي للناس وفي واحدة من المنتجات الاقتصادية التي كان يعتمد عليها في الأزمات والمجاعات حين تنعدم الواردات من الغذاء من الخارج.
السؤال المطروح هو: أين تذهب ميزانيات الوزارات المختلفة إذا كنا نرى عدم صرفها في أوجهها الصحيحة¿ هل في الوزارات المعنية بالشأن الاقتصادي مسؤولون يؤدون واجبهم تجاه وطنهم وأمتهم أم أنهم مجموعة تعمل من أجل صرف الميزانيات في مصالحها وفي مشاريع تطوير وتحديث قبل أن تعالج المشكلات المتفاقمة في الواقع. فالأولى أن نقضي على المعوقات والمشكلات الموجودة ليكون التحديث والتطوير على قاعدة سليمة