ن …………….والقلم..السفر إلى أيام الحسيني ¿¿

عبد الرحمن بجاش

هناك من البشر من إذا ظللت تقرأه طوال أيام عمرك , فلن تصل إلى أغواره , هو كالغابة الكثيفة الخضرة والمطر , كلما توغلت , اكتشفت , بحيرات , وانهار , ولن تفاجأ بمناجم الذهب في النفس التي تطول كنهر متعرج , يصر على التعرج فقط ليروي طرقا , وعيون , ونفوس , ظمأى للحياة , وشائف الحسيني هو قصدي وغرضي , هذا الرجل المعجون بشارع 26 سبتمبر بتعز , وطرق مررنا عليها امتدت بين باب الكبير والشهداء في العرضي , يتفرع منه طريقين احدهما يؤدي إلى قدس , والثاني إلى السدة , وفي الأخير كل طرقنا اجتمعت عند عبدالله الأبي تحت أقدام المدرسة الأحمدية , يوم أن كانت اليمن هناك في تعز التي أحببناها ولا نزال ولا تزال , وشربنا ماءها وهواءها , فصارت حياتنا جزءا من تنفسها بعمق , بعد الصين كتابا , ونصائح للشباب , وهما كتابان سابقان, هاهو يدلف من باب أدب الرحلات فيخرج برحلة الشوق والحنين من صنعاء إلى الجزائرواي رحلة ¿! , الجزائر التي علقت في الذاكرة الغضة جميله بو حريد – هكذا نسميها – , جزائر القصبة الشهير , جزائر أحلام مستغانمي والفضيل الورتلاني , واحمد بن بله , وهواري بومدين , ومليون ونصف المليون شهيد لا تزال تعتز بهم الذاكرة العربية , وتؤرخ للعرب ابتداء بالجزائر وانتهاء بملحمة السبعين في صنعاء , لا تزال دموع هواري بومدين في شارع علي عبد المغني قهرا على ما مر بهذه البلاد من تخلف لا يزال يضرب أطنابه حروبا يمنية إلى اليوم , لا تدري لماذا !!! , رحلة إلى الأيام الأجمل حيث درس شائف هناك في ربى الأطلسي , حيث تحس أنك في وطن اليمنيين !!, يطوف بك بلغة سهله جميله انعكاس لشخصيته الجميلة , ونفسه الأجمل , شائف الحسيني باختصار يمثل كل خضرة اب في نفوسنا , وكل جمال أهلها من يوم أن ذهب إلى تعز على رجليه يبحث عن العلم , من الجزائر العاصمة , إلى بجايه, إلى ورتلان وطن الفضيل الورتلاني , إلى المطاعم , إلى المقاهي , إلى نفوس الجزائريين الطيبة , والتي تفاجئك بحبها لليمن الذي يضيع الآن !! ينزل بك من حجة إلى صنعاء إلى الجزائر , ولا ينسى أن يمر بك على محمد الفاتح في اسطنبول ويزور بك قبر اليمني العظيم الصحابي الجليل أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي النجاري اليمني الذي مرض على أبوابها وأوصى أن يدفن هناك , بعد محاولة أولى للمسلمين لفتح (( القسطنطينية )), ليفتحها محمد الفاتح بعد سبعة قرون , وتصبح عاصمة دولة الخلافة , يذهب بك محبا وعاشقا لوهران التي احتلها الأسبان 300 سنة والفرنسيين 132 عاما , لتصبح مدينة التنوع والتسامح , حيث لا يزال أسبان وفرنسيون هناك يحيون مع المسلمين , والى بجاية ينقلك واصفا الجزائريين والجزائر الجميلة , والخضراء والجبل , ساكنة البحر في علاقة أزلية تدوم إلى أبد الآبدين , صور بالقلم رسمها باقتدار عن معشوقته الجزائر , وصور التقطها بكاميراته معززا حبه بالدليل القاطع , في رحلة الشوق الذي تشممه بين صفحات الكتاب البالغ 504 صفحات , لا استطيع مهما حاولت أن أحيط به مرة واحده فيلزمني أن أعود به كلما اشتقت إلى الشوق , لكنني ازعم إنني غرفت من حب الرجل شائف لأيام كلها شجن لسنوات قضاها يدرس ويعشق بلد عظيم اسمه في قلب وعقل كل محب للتاريخ العربي الجزائري العظيم , لن أزيد أكثر من القول أن من يريد أن يغرف في أدب الرحلات , وأدب الشوق لأيام مضت , كانت أروع في رحلة عمر طويلة للكاتب والمؤلف صديقي العزيز , صاحب أجمل نفس عرفتها شائف الحسيني , من اقتسمنا أنا وهو متتابعين كراسي مقهاية الأبي بتعز , وعددنا ولا نزال كلما جرفنا الشجن إلى البدايات  خطواتنا في شارع 26 سبتمبر , ذكريات أيام أجمل في عمرنا الذي أتمناه طويلا لشائف المعجون بحب اليمن الذي نتمناه وطنا أجمل ………………….اقرأوا كتاب شائف الحسيني (( رحلة الشوق والحنين من صنعاء إلى الجزائر )) ولن تندموا.

قد يعجبك ايضا